الموضوع: صانعي الحضارة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 12 / 2001, 31 : 07 PM   #1
blue 
وئامي مميز

 


+ رقم العضوية » 750
+ تاريخ التسجيل » 30 / 07 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 364
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

blue غير متواجد حالياً

النفس اللوامة

النفس كثيرة التلوم ، سريعة التقلب ، وإنها لتشرق فيها أحياناً أنوار اليقين حتى يتعجب من الناكبين عن الصراط كيف استمرؤوا الضلالة والمعصية ، ثم تنتكس ويخفت نورها ويجلب عليها اللعين بخيله ورجله ، ويزين لها شهوة الدنيا ويعزف لها نغمة الإغراء حتى لتعجب من المهتدين الكافين كيف صبروا وعفّوا ، والإنسان لما غلب عليه ، والمعصوم من عصمه الله أيُّ خلال المعصية لا تزهدك فيها ؟ ألوقت الذي تقتطعه من نفيس عمرك حين تواقعها ، وليس يضيع سدى ، بل يصبح شؤماً عليك ؟ أم الأخدود الذي تحفره في قلبك وعقلك ثم تحشوه برذائل الاعتياد والإلف السيئ والإدمان الخبيث ، والذكريات الغابرة التي يحليها لك الشيطان ليدعوك إلى مثلها ويشدك إليها ؟ أم استثقال الطاعة والعبادة والملل منها وفقد لذتها وغبطتها ؟ أم إعراض الله عنك وتخليته بينك وبين نفسك حتى وقعت فيما وقعت ؟ ( ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم . ولو أسمعهم لـتولوا وهم معرضون ) أم الوسم الذي تميزك به حين جعلتك في عداد الأشرار والفجار والعصاة والفاسدين ؟ أم الخوف من تحول قلبك عن الإيمان بل عن الإسلام حين تجد حشرجة الموت وكرباته وغصصته، فيا ويلك إن مت على غير ملة الإسلام ! نحن نريد من الناس أن يكونوا دقيقين معنا إلى أبعد الحدود ، فلا يفهمون من أقوالنا وأعمالنا إلا ما نريده بالضبط ، ونريد أن يطبقوا معنا وعلينا المعايير العلمية الصارمة الصحيحة ولكنا لانفعل الأمر ذاته معهم ، فكثيراً ما نفهم عنهم غير الذي يريدون وغير الذي تحتمله أقوالهم وأفعالهم ، وننطلق في ذلك بعفوية وسذاجة ، وكأن العمل الذي قمنا به غير مقصود ... فكأن العِوَج فينا صار طبيعةً وجبلةً ، وربما لأنه ينطلق من التربية ومن معطيات البيئة !الحياة إذا ابتلى الله العبد بنازلة ثم رزقه اليقين
والإيمان والمعرفة وكشف عنه حجاب الغفلة والركون ، وبصره بالحقيقة الكبيرة :
حقيقة الألوهية التي ينبثق عنها ومنها كل شي ، فصبر صبر المتوكل على الله
الواثق بحكمته ورحمته المسلم بقضائه ، كان ما أعطاه الله من الصبر واليقين
خيراً مما فقده بالمصيبة ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) المضطر لا
يسأل عن النتيجة .


أنتهى...........................!

  رد مع اقتباس