عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 05 / 2011, 33 : 11 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي المشاعر الجميلة لا تنتظر


تعلمنا من مادة الجغرافيا بإن هناك أكثر من مناخ يغطي المناطق المختلفة من الكرة الأرضية حيث يتراوح المناخ من منطقة لأخرى بين الدفء، الجفاف، الحرارة، البرودة، وتكون بعض المناطق كثيرة المطر، وبعضها يغلب عليها القحط، والبعض الآخر بين هذا وذاك.
ويشابه هذا التقسيم للمناخ في المناطق المختلفة حالنا كأفراد من حيث إظهار مشاعرنا الجميلة تجاه الآخرين وخاصة تجاه من نقول أننا نحبهم من أفراد الأسرة وغيرهم.
فكما أن هناك مناطق تتميز بدفء مناخها، وجمال طبيعتها، فإن هناك من الناس من يجعلون إظهار مشاعرهم الطيبة للآخرين من أهم أولوياتهم في تعاملهم معهم، فنراهم يمنحونهم جرعات من المحبة والحنان بوسائل متعددة مثل الكلمة الطيبة، الابتسامة المشجعة، اللمسة الحانية وغير ذلك من الوسائل التي تترك أثاراً نفسية جيدة على الآخرين.

وهناك من يتعاملون مع أفراد أسرهم وكأنما هم في ثكنة عسكرية يجب أن يغلب عليها الانضباط وتنفيذ الأوامر في كافة الأوقات وبدون إظهار أي عاطفة تجاه من يعيشون معهم، وهنا نجد أن أولئك الأشخاص وأسرهم يعيشون في "جفاف عاطفي" حيث لا يوجد ضمن برنامجهم اليومي أي فقرة لإظهار مشاعر المحبة تجاه الغير وخاصة الزوجة والأولاد، ولذا فإنه من الطبيعي أن لا نجني من ذلك الجفاف في إظهار المشاعر الجميلة إلا "القحط" الذي يتبعه التفكك. وقد يكون سبب هذا التعامل هو فهم الزوج أن واجباته تجاه أسرته تنحصر في تأمين احتياجاتهم المادية، وفات عليه بأن الزوجة والأبناء يحتاجون الحب قبل الخبز أحياناً.

وبين الحالتين السابقتين نجد من هم انتقايون في إظهارهم لمشاعر المودة حيث لا تظهر هذه المشاعر تجاه الآخرين إلا في مناسبات محددة مثل حالة مرضهم ودخولهم المستشفى، ومتى ما زال العارض الصحي اختفت المشاعر الجميلة وعاد الجمود ليكون سيد الموقف.
لا أعرف لماذا يتعامل الناس مع المشاعر كما يتعاملون مع الوردة لا يتذكرونها إلا إذا احتاجوا إليها عند زيارة مريض مثلاً ثم يهملونها بقية الأوقات، يستفيدون منها للحظات معدودة ثم يرمونها على قارعة الطريق، وقد يدهسونها بأقدامهم.
إن غياب المشاعر الحميمة بين أفراد الأسرة الواحدة يعني تسلل الملل إلى حياتهم، ليحل بعد ذلك الجفاء مكان الود الذي يجب أن يسود حياتنا متى ما أنعشناه بإظهار مشاعرنا الجميلة الصادقة تجاه الزوجة أو الزوج وتجاه جميع أفراد الأسرة.
إننا متى ما أشعرنا الآخرين بحبنا لهم بكافة الوسائل الممكنة، فإن ذلك سيكون بمشيئة الله هو ما سيقرّب القلوب، ويجعل الحياة أكثر إشراقاً.
ومتى ما طبقنا ذلك فسيبقى الحب حتى وإن طغت علينا المدنية بمبانيها الضخمة ومعداتها المتعددة، وسيبقى همس الحب أقوى من كافة أنواع الضجيج.

فماذا ننتظر؟؟

  رد مع اقتباس