على إرتفاع ثلاثون الف قدم رأيت وجهكِ ..
على صفحة المحيط .. يجتاح بصري ..
ينتزع آخر أغنية في ذاكرتي ..
رأيتهُ .. من قبل في صالة المغادرة ..
في سمات المودعين ..
في الحقائب ..
في جوازات السفر ..
ورأيته في عناد الطائرة تقاوم أحضان الجاذبية ..
.
.
حاضرةٌ دوماً كأنفاسي ..
تصرين على نقش وجودكِ في كل شيء ..
إمرأة عــامرة بكُل المفاجئـــات ..
أســاطير وحكــايات ..

أصمت كآلاف السنين ..
كالكنز المطمــور ..
محجوز أنا بين شفتيكِ ..
كفارق التوقيت ..

أعود ..لأكملكِ ..

لأســافــر ..

..
حين حضرت المضيفة الأنيقة لتقدم شراب الضيافة ..
هممت أن اتناساكِ لوهلة ..
ولكنكِ عنوةً سكنتي إبتسامتها ..
لتثبتي حضوركِ في وجوه كل النســاء ..!
وكأنك تقولين ..
"أنا إمرأة خاصة ..مزيج من كل نساء العالم"
أغمضت عيني... وملأت صدري دخان..
محاولاً أن أستدرج آخـر أفكاري ..
لأستكمل زرع بقية ملامحكِ في ذهني ..
وغفوت في سكوون ..

..


يا أمرأةً تسكن ليلي ونهاري
رفقاً بي .
فأنا قربانٌ من شوق
وقافلةٌ من حب
وعينيكِ غربتي وشتاتي ..ودياري
همسكِ شيطانٌ يغويني
حرفكِ يخلقني تنيناً
يصهر صدري
ويسلبني إصراري
أسلمتكِ قافيتي .. ومســاري ..
ومنحتكِ حتى اللا أشياء
علمتكِ كيف يرتعش القلب
وكيف تنبت أشعاري
وكيف أغرق في عينيكِ لأحيا ..
وكيف أقاوم قدري وقراري
ناديتكِ حتى سمعتني فراشات الحقل ..
وأنهال الكون كويكبٌ في لُج مداري ..

ويأتي صوتكِ أُممٌ من سحر
يمحوني ....يعصرني
يصهرني ..
ليعيد صياغة أقداري
وأعود لمناجاتكِ ..رغماً عني
كالمحموم ..كعناد الريح ...
لخصر الصـاري ..
.
.
أيجود القلب لغيري ..؟
وقد ملّكتكِ خريطة تكويني ..
وأسرار محيط يطمـرأنهاري ..
وأنشأتكِ بوصلة أبدية ..
وموانيء دهرية ..
تلوذ إليها أسفاري ..

وشكلت القلب آلة لحن ..
ووريدي وشرياني ..مذاهب أوتاري ..
لتصل إليكِ أغنيتي حية ..
تجلد صدرك .. وتلهب شفتيكِ ..
وترسم في شَـعَـركِ بصمة أسراري ..

تحياتي

السامر