عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 06 / 2012, 34 : 08 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي كيف نفهم الحياة؟


من المعروف بأن حياتنا الدنيا هي دار امتحان نتعرض فيها لمتغيرات كثيرة فيها العديد من الصعوبات التي تتراوح تأثيراتها علينا حسب تأثرنا المباشر بها، فالإنسان في معاناة في حياته الدنيا، كما يقول الله عز وجل: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}( البلد:4)، فليست أمور الحياة كلها سهلة، وليست دائماً مفروشة بالورود، وإنما هي مثل البحر بين مد وجزر.
فقد تحدث بعض الصعوبات الصحية وغيرها التي قد تؤثر على حياتنا، وفي هذه الحالة فإن ردود أفعالنا ستتراوح بين حالين هما الجزع مما حدث، أو الصبر احتساباً للأجر،

وقد نتعرض لبعض المضايقات التي يكون سببها الغير ، فإن تصرفنا في هذه الحالة سيكون أيضاً بين حالين هما الغضب وما يتبعه من تخاصم وتأثيرات صحية سلبية، أو الحلم وضبط النفس.

وقد تقع بعض الظروف التي تجعل إمكانياتنا محدودة مقارنة بما لدى البعض الذي تميل مقتنياته إلى الترف، وهنا أيضاً نجد أنفسنا - في ردود أفعالنا - بين خيارين هما إشغال أنفسنا بالتفكير بما لدى الآخرين ومقارنته بما لدينا والتحسر على ذلك، أو بالقناعة بما كتبه الله لنا والزهد بما لدى الآخرين.

أننا لو نظرنا لردود الأفعال المختلفة للحالات الثلاث السابقة فإننا سنجد بإن من كان الصبر ديدنه فقد كان مصيباً في قراره لأنه قد آمن بإنه لن يكون بعد العسر إلا يسراً، ولن يكون ذلك إلا بالصبر الذي يعقبه الفرج بمشيئة الله.

وكذلك الحال لمن تحكّم بأعصابه وملك نفسه عن الغضب وكان حليماً تجاه الآخرين وطبق وصية نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه البخاري في صحيحه حينما أتى رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً له: يا رسول الله أوصني ؟،
فأجابه صلى الله عليه وسلم قائلاً: «لا تغضب».
كلمة واحدة علمه إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم تعتبر منهجًا سليماً يتجنب من يطبقها الكثير من المتاعب الصحية مثل أمراض القلب وضغط الدم.

وينطبق نفس الكلام على من قنع بما لديه وبما كتبه الله له، ولم يُشغل نفسه بالنظر والتفكير بما لدى الآخرين، وطبّق تعريف الإمام أحمد بن حنبل للزهد وهو (أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يد نفسك ، وأن تكون حالك في المصيبة، و حالك إذا لم تصب بها سواء).

وهنا نصل إلى أهم صفات من أراد أن يفهم ويتعامل مع ظروف الحياة بصورة صحيحة:

فهو من صبر ولم يجزع لما أصابه،

وهو من كان حليماً مع الغير ولم يغضب لأتفه الأسباب،

وهو من قنع بما رزقه الله.

فمن كان هذا نهجه فهو قد فهم الحياة بطريقة صحيحة.



اللهم أرزقنا الصبر في كل الأحوال، والحلم والحكمة، وقنّعنا بما رزقتنا.

  رد مع اقتباس