عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 10 / 2012, 13 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الإقناع في شعر الشافعي رحمه الله


من تعريفات الإقناع أنه من العمليات الفكرية والعملية التي يحاول فيها طرف التأثير على طرف ثانٍ لفكرة ما أو لرأي أخر. وقد نمارس الإقناع أحياناٍ لنقنع غيرنا بأمر ما ليحقق من ورائه فائدة له، أو ليتفادى ضرراً محتملاً قد يلحق به أو بغيره.

ولزيادة نسبة نجاح هذا الإقناع يلزم أن:
نختار الأسلوب الملائم لتوضيح وجهة نظرنا،
نختار الكلمات والعبارات المناسبة،
نختار الوقت الملائم،
ونختار البداية المناسبة وكذلك النتيجة المطلوب الوصول لها.
كما أن من أهم مقومات نجاح الإقناع هو إجادة تحويل الأمور المعنوية إلى صور حسيّة، نظراً لكون تأثير الصور الحسية أكبر من حيث التصوّر وأسهل للاستيعاب نظراً لكونها صور وحقائق ملموسة.
والأدب العربي ملئ بكثير من صور الإقناع الذي يتم الربط فيها بين الأمور المعنوية بالصور المحسوسة ، ويُستند في ذلك على ثراء لغتنا العربية التي مكنّت الشعراء من استعارة الصورة الحسية ضمن شعرهم لإيصال الأفكار التي يريدون أن يقنعوا بها غيرهم.

ولعلنا نلاحظ ذلك كثيراً في شعر الإمام الشافعي رحمه الله الذي يتصف معظم شعره باشتماله على النصح والوعظ والذي يحتاج لبعض الصور الحسية التي تدعم وجهة نظره رحمه الله.
ونستعرض فيما يلي أمثلة من شعره تضمنت بعضاً من هذه الصور الداعمة لفكرته ونصيحته.
ففي واحد من أشهر الأبيات الشعرية وهو:

ما حك جلدك مثل ظفرك
فتـوّل أنت جميـــع أمـرك

والتي يدعو فيها رحمه الله إلى الاعتماد على النفس في قضاء أمورنا الخاصة حيث لن يستطيع أحد أن يخدمنا ويعرف ما نريد مثل أنفسنا، كما هو الحال بالنسبة لمن يريد ان يحك جلده فلن يستطيع احد أن يحدد المكان المطلوب حكه في الجسم غيرنا.

وفي بيتين من أجمل شعره يقول رحمه الله:

تعصي الإله وأنت تُظهر حبه
هذا محــــال في القيــاس بديع

لو كان حبـك صــادقاً لأطعته
إن المحـب لمن يُحــب مطيــع

حيث ربط في هذين البيتين بين الصورة المعروفة لنا جميعاً وهي هيام المحب بالمحبوب وطاعته في كل شيء، وضرورة أن تكون طاعتنا خالصة لله لا تشوبها أي معصية.

ويدعونا رحمه الله في البيتين التاليين إلى الإعراض عن السفهاء وعما يقولون فإن قولهم لن يؤثر فينا، حيث شبه ذلك التأثير بتأثير دخول الكلب (أكرمكم الله) إلى نهر الفرات العظيم بمساحته.

أعرض عن الجاهل السفيه
فكل مـا قـــــــال فهـو فيـه

ما ضر بحــر الفرات يومـاً
إن خاض بعض الكلاب فيه

وبعد، فقد كانت هذه بعض الأمثلة التي أعجبتني لتأثير الشعر الجميل الذي يُلبس أفكار الشعراء ثياب قشيبة تجعلها مقبولة لكل من يقرأها فيقتنع بها.


ودمتم سالمين.

  رد مع اقتباس