الموضوع: بر الوالدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 30 / 10 / 2010, 28 : 12 AM   #1
غضا 
وئامي مميز

 


+ رقم العضوية » 44788
+ تاريخ التسجيل » 28 / 09 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 362
+ معَدل التقييمْ » 12
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

غضا غير متواجد حالياً

افتراضي بر الوالدين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بــــــــر الوالدين
ومن مكارم الأخلاق أيضاً بر الوالدين : وذلك لعظم حقهما . فلم يجعل الله لأحد حقاً يلي حقه وحق رسوله صلى الله عليه وسلم إلا للوالدين . فقال ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )]النساء34[

وحق الرسول ضمن الأمر بعبادة الله , لأنه لا تتحقق العبادة حتى يقوم العبد بحق الرسول عليه الصلاة والسلام , بمحبته واتباع سبيله , ولهذا كان داخلاً في قوله ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )]النساء34[ وكيف يعبد الله إلا من طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!
وإذا عبد الله على مقتضى شريعة الرسول صلى اله عليه وسلم , فقد أدى حقه .
ثم يلي ذلك حق الوالدين , فالوالدين تعبا على الولد , ولا سيما الأم قال الله تعالى ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيــْهِ إِحْسَانًا حَمــَلَتْهُ أُمُّهُ كُــرْهًا وَوَضَعـَتْهُ كُرْهًا )]الأحقاف15[ , وفي آية أخـرى ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ )]لقمان14[ . فالأم تتعب في الحمل , وعند الوضع , وبعد الوضع وترحم صبيها أشد من رحمة الوالد له , ولهذا كانت أحق الناس بحسن الصحبة والبر حتى من الأب .

قال رجل يا رسول الله من أحـق الناس بحـسن مصـاحبتي ؟ قال ( أمـك ) قال : ثم مـن ؟ قـال ( أمك ) قال ثم من ؟ قال ( أمك ) قال ثم من ؟ قال ( أبوك ) .
والأب أيضاً يتعب على أولاده ويضجر بضجرهم ويفرح لفرحهم ويسعى بكل الأسباب التي فيها راحتهم وطمأنينتهم وحسن عيشهم , يضرب الفيافي والقفار من أجل تحصيل العيش له ولأولاده .
فكل من الأب والأم له حق , ومهما عملت من العمل فلن تقضي حقهما , ولهذا قال الله عز وجل( وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )]الإسراء24[فحقهم سابق , حيث ربياك صغيراً حين كنت لا تملك لنفسك نفعاً ولا ضراً فواجبهما البر .
* والبر فرض عين بالإجماع على كل واحد من الناس , ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد في سبيل الله , كما في حديث ابن مسعود , قال , قلت : يا رسول الله , أي العمل أحب إلى الله ؟ قال ( الصلاة في وقتها ) وقلت : ثم أي ؟ قال ( بر الوالدين ) قلت : ثم أي ؟ قال ( الجهاد في سبيل الله ) .
* والولدان هما الأب والأم , أما الجد والجدة فلهما بر , لكنه لا يساوي بر الأم والأب , لأن الجد والجدة لم يحصل لهما ما حصل للأم والأب من التعب , والرعاية والملاحظة , فكان برهما واجباً من باب الصلة , أما البر فإنه للأم والأب .


لكن ما معنى البر ؟
البر : إيصال الخير بقدر ما تستطيع , وكف الشر .
إيصال الخير بالمال , وإيصال الخير بالخدمة , وإيصال الخير بإدخال السرور عليهما , من طلاقة الوجه وحسن المقال والفعال ’ وبكل ما فيه راحتهما .
* ولهذا كان القول الراجح وجوب خدمة الأب والأم على الولد إذا لم يحصل عليه ضرر , فإن كان عليه ضرر , لم يجب عليه خدمتهما , اللهم إلا عند الضرورة .
ولهذا نقول : إن طاعتهما واجبة فيما فيه نفع لهما , ولا ضرر على الولد فيه , أما ما فيه ضرر عليه , سواء كان ضرراً دينياً , كأن يأمراه بترك واجب , أو فعل محرم , فإنه لا طاعة لهما في ذلك , أو كان ضرراً بدنياً , فلا يجب عليه طاعتهما . أما المال فيجب عليه أن يبرهما ببذله , ولو كثر , إذا لم يكن عليه ضرر , ولم تتعلق به حاجة , والأب خاصة له أن يأخذ من مال ولده ما شاء ما لم يضر .
وإذا تأملنا في أحوال الناس اليوم , وجدنا كثيراً منهم لا يبر بوالديه , بل هو عاق , تجده يحسن إلى أصحابه , ولا يمل الجلوس معهم , لكن لو يجلس إلى أبيه أو أمه ساعة نهار لوجدته متمللاً , كأنما هو على الجمر , فهذا ليس ببار , بل البار من ينشرح صدره لأمه , وأبيه , ويخدمهما على أهداب عينيه , ويحرص غاية الحرص على رضاهما بكل ما يستطيع.

وكما قالت العامة ( البر أسلاف ) فإن البر مع كونه يحصل به البار على ثواب عظيم في الآخرة , فإنه يجازى به في الدنيا , فالبر والعقوق كما يقول العامة ( أسلاف ) أقراض , تستوف إن قدمت البر لأبيك وأمك , برك أولادك , وإن قدمت العقوق عقك أولادك .
وهناك حكايات كثيرة في أن من الناس بر والديه فبر به أولاده , وكذلك في العقوق هناك حكايات تدل على أن الإنسان إذا عق أباه عقه أولاده .



والصلاة والسلام على رسول الله

مقتبس من كتاب مكارم الأخلاق للشيخ ابن عثيمين يرحمه الله

  رد مع اقتباس