أخي..أختي..
إن الله تبارك وتعالى أوجدنا لعبادته وحده لا شريك له قال تعالى:"وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون"}الذاريات:56{
وعبادته تكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لذا فإن المؤمن إذا علم حكم الله انقاد له فهو سبحانه ربّ العالمين له الطاعة المطلقة و الانقياد التام قال تعالى:"إنّما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " }النور:51{وقال تعالى:"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم……"}الأحزاب:36{
فاعلم أن الله تعالى قد حرّم المعازف(الموسيقى)
وحرّم كذلك الغناء الذي قد خرج بألفاظه ومعانيه عن القواعد الشرعية من دعوة للمجون ووصف النساء وكلمات الحب والغرام وغيره من سواقط الألفاظ.
ومن الأدلة على تحريم ذلك ما يلي:

قال تعالى:"ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضلّ الناس بغير علم ويتخذّها هزوا أولئك لهم عذاب مهين"}لقمان:6{

*قال ابن مسعود رضي الله عنه: "هو والله الغناء."
*وقال ابن عباس-رضي الله عنه-:"هو الغناء وأشباهه."
*وقال الحسن البصري رحمه الله: نزلت في الغناء والمزامير.


ومن السنة:
-قوله عليه الصلاة والسلام:"ليكونّن من أمتي أقوام يستحلّون الحر(الزنا)والحرير والخمر والمعازف"

فقوله(يستحلّون)يدل دلالة واضحة على أن المذكور في الحديث ليس حلالا في الشرع..

-عن عمران بن حصين-رضي الله عنه- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف". قيل يا رسول الله ومتى ذاك؟قال:إذا ظهرت القينات* والمعازف وشربت الخمور"

*ووجه الدلالة منه(أن من أسباب المسخ والخسف والقذف اتخاذ الآلات والقينات والمعازف والخمور،ومعلوم أن الله تعالى لا يعاقب بهذا إلا من ارتكب المحرمات وسعى في الأرض فسادا.

-وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال:قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة:مزمار عند نعمة ورنة عند نقمة"

-وعن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما-أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-قال: "إن الله عز وجل حرّم الخمر والميسر والكوبة* و الغبيراء* وكل مسكر حرام"

-وقال ابن مسعود-رضي الله عنه-:"الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل."

_قال الشعبي_رحمه الله_:"إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع،وإن الذكر ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع."

-قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"..فمذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام." الفتاوى/313.

وقال أيضا:"وآلات الملاهي لا يجوز اتخاذها ولا الاستئجار عليها عند الأئمة الأربعة."الفتاوى30/116

-قال ابن حجر-رحمه الله- :"وقد حكى قوم الإجماع على تحريمها"الفتح:
(2/571)

-ـقال الشيخ العلامة الألباني-رحمه الله-في كتابه(تحريم آلات الطرب/105) :
والخلاصة أن العلماء والفقهاء-وفيهم الأئمة الأربعة-متفقون على تحريم آلات الطرب اتباعا للأحاديث النبوية،والآثار السلفية،وإن صحّ عن بعضهم خلافه فهو محجوج بما ذكر والله عز وجل يقول:"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلّموا تسليما"
________________________________


* القينة:هي المغنية
* الكوبة:الطبل
* الغبيراء:اختلف في معناها فقيل الطنبور، وقيل العودوقيل غيرذلك

منقول