الإهمال

من تعريفات الإهمال أنه سلوك ينتج عند عدم قيام الشخص بما يجب عليه القيام به على الوجه الأكمل وذلك بالترك أو التقصير فيتسبب ذلك بالضرر على الشخص نفسه فقط، أو على غيره، أو عليهم جميعاً. ويستشري الإهمال عادة عندما يحدث التساهل بتطبيق الأنظمة وأساليب الردع.
وللإهمال في حياتنا صور كثيرة، منها:-
1- الإهمال في الدين: مثل عدم أداء الصلوات وبقية الواجبات الدينية كما يجب، وهذا يعتبر من أخطر صور الإهمال على الشخص، وذلك للعقوبة الإلاهية في الدنيا والآخرة على من يقصر في ذلك.
2- الإهمال في تأدية حقوق الوالدين والأبناء وبقية الأسرة.
3- إهمال المسئولين في تنفيذ أعمالهم ومهامهم: ولعل من أواخر نتائج الإهمال هي فاجعة حريق مدارس "براعم الوطن" في جدة وما نتج عنها من ضحايا وإصابات، وقبل ذلك فاجعتي سيول جدة، وغيرها كثير وخاصة حوادث المعلمات في الطرق بين المدن نتيجة لسوء الطرق أحياناً، أو لإهمال من يتسببون بتلك الحوادث.
4- الإهمال الطبي: ولعل هذا النوع من الإهمال أكثرها شيوعاً، وأقساها نفسياً على ضحايا الأخطاء الطبية الناتجة عن الإهمال وكذلك على أسرهم، والتي يصل ضررها أحياناً إلى الوفاة أو الموت السريري.
5- إهمال الطلبة والطالبات في الدراسة أولاً بأول، مما قد ينتج عنه تكدّس المواد إلى نهاية الفترة، فتكون النتيجة هي الرسوب في الغالب، أو النجاح بدون فهم صحيح للمواد الدراسية. وفي هذا السياق اسمحوا لي بأن أذكر هذه القصة الطريفة والمحزنة في نفس الوقت والتي استمعت إليها قبل أيام في برنامج إذاعي يتحدث في جانب منه عن تجارب المستمعين مع الإهمال، عندما اتصل أحد الشباب يذكر تجربته حول الإهمال عندما كان طالباً في المرحلة المتوسطة، حيث قال المتصل انه لم يكن يكلّف نفسه بنقل جدول الامتحانات النهائية، فقد كان يعتمد على الاتصال على أحد زملائه في الفصل أيام الامتحانات ليسأله عن المادة المقررة عليهم في اليوم التالي، وحدث في يوم من الأيام أن فهم بأن المادة المقررة عليهم في اليوم التالي هي القواعد فأستعد لها على طريقته الخاصة (بالبراشيم)، ولكنه فؤجي عند استلام ورقة الأسئلة بأن المادة كانت مادة "التفسير" وليست "القواعد" فأسقط في يده ورجله، ورسب في تلك المادة، فكان هذا درساً بليغاً بالنسبة له تعلم منه الكثير، واستفاد من حتى يومنا هذا.
لن أستطرد في ذكر بقية أنواع الإهمال، فهي كثيرة ومعروفة لدى الجميع، ولكنني أود أن أشير إلى أن "الإهمال" هو سلوك (مكتسب) في الغالب نتيجة لتأثر الشخص المهمل بالبيئة المحيطة به، ولعلي أذكر مثالاً لأحد معارفي الشباب الذي التحق بوظيفة "حكومية"، وقد كنت أعرف نشاطه وحرصه، ولكنه فاجأني بعد أربعة أشهر من تعيينه بأنه أصبح لا يذهب إلى عمله إلا متأخراً، حيث علمت منه أنه كان منتظماً في بداية عمله، ولكنه وجد بأن جميع من يعمل في تلك الإدارة لا يأتون إلا متأخرين، فتأثر بهم وأصبح مهملاً مثلهم لا يأتي إلى عمله إلا متأخراً.
اعتقد بأن أول خطوة لمعالجة الإهمال هي اعتراف الشخص بالمشكلة، وبمدى خطورتها وآثارها على نفسه ومستقبله وعلى الآخرين، وما قد يترتب على ذلك من آثار سلبية ومخاطر حالية ومستقبلية، ومن ثم البحث عن الأسباب التي أدت إلى وقوع الإهمال، ويلي ذلك معالجتها بعد التوكل على الله وذلك من خلال تأدية الشخص لواجباته بجد وبدون تقاعس، وبالاستعانة بالغير عند الحاجة إلى ذلك.
كم أتمنى أن نبتعد عن الإهمال بكافة صوره، وأن لا ننتظر وقوع الحوادث والخسائر حتى نتغيّر إلى الأفضل، فقد قال عز وجل في كتابه الكريم: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }( الرعد:11).

كما أتمنى ممن لديه / لديها تجارب سابقة عن الإهمال أن تُذكر هنا لنستفيد منها.

دمتم سالمين

كل منا يعاني من الاهمال سواء كان اهمال عمل او اهمال شخص او اي شي اخر

مثال بسيط مثلا لو عندك ورده في منزلك واهملتها لاتسقيها ولا تعتني بها ماذا سيحدث للورده

بالتاكيد ستذبل الورده وتجف

كيف لو انك اهملت اشياء مهمه في حياتك اكيد سيترتب عليها امور فيجب علينا ان نهتم بكل امورنا

ونقوم بها على احسن وجه واهمها مراعاة الله في اعمالنا

عبدالله موضووع رااائع جدا كما تعودناه من قلمك المميز

دام ابدااعك

تقبل مرووري غـــلا

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غـــلا

	يجب علينا ان نهتم بكل امورنا ونقوم بها على احسن وجه واهمها مراعاة الله في اعمالنا

أختي المتميزة غلا

تفضلتِ عليّ بمرورك وبمداخلتك الرائعة حول الإهمال الذي قد يعاني منه الجميع بنسب متفاوته،

أعجبني كثيراً المثال الذي ذكرته في مداخلتك حول ماذا سيحدث للوردة إذا أهملنا رعايتها، وهي نفس النتيجة لكل شيء يتعرض للإهمال بما في ذلك واجباتنا تجاه الآخرين.

تقبلي شكري وتقديري لجميل مداخلتك.

أدام الله عليك الصحة والسعادة.

الاخ الكريم والكاتب المتميز عبدالله 12 حفظه الله
دائماً وانت متميز في كل موضوع تطرحه وفي جميع
كتابتك الجميله وكما تعودناه منك وهذا الموضوع عن الاهمال
موضوع هام للغايه ومثل ما أنت عارف
الاهمال يؤدي الى تلف المال وضياعه
وكذالك يؤدي الى فواجع وكوارث لا يعلم عواقبها الوخيمه الا الله
الاهمال يؤدي الى ضياع الابناء وعقوقهم بوالديهم وعدم برهم بهم
اذا والديهم تقاعسا عن القيام بواجبهم وعدم تربية االابناء التربيه الاسلاميه الصحيحه
وحيث ارشدنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف
( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته،
والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعتيه، والمرأة راعية في بيت زوجها
ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته،
وكلكم راع ومسئول عن رعيته.)
فالواجب على كل واحد منا ان يطبق هذا الحديث ولو طبقناه على الوجه الصحيح
لن يحصل باذن الله اي اهمال في امورنا الدينيه والدنيويه
ومن قصص الاهمال هذه القصه القصيره مثال بسيط
حيث يقول احد الاشخاص ان اخوه طلع في المصعد في احد الفنادق
وعند ما وصل الدور الثالث تعطل المصعد وعند مافتح اخوه باب المصعد طاح مباشرة
وسمعنا صراخه وعند وصولنا له وطلعناه من غرفة المصعد واذا به اياديه الثنتين ورجوله الثنتين مكسرة
وهذه نتيجة اهمال شركات المصاعد واصحاب الفنادق وعدم القيام بواجبهم
هذا ولك مني جزيل الشكر والعرفان وجزاك الله خير الجزاء على كل ما تطرحه وتكتبه
من اجل الفائده العامه ودمت بحفظ الله دائما

................

...

الكاتب القدير / عبدالله

طرح قيّم وجميل وهادف وجدير بالنقاش لواقع ملموس
نلمسه في مجتمعنا غالباً ونلمسه كثيراً في انفسنا
ولكن مابين طرحك ومداخلة الأخوة والأخوات وعلى رأسهم استاذنا فتى الجميزة
لم نجد مجالاً للمداخله
فقد اثرتم القضية طرحاً واثريتموها نقاشاً
ولانملك الا ان نقول " شكراً للجميع لهذا الطرح ولهذه المداخلات "

...

وجزاك بمثله أخي العزيز فتى الجميزة

اسمحي لي في البداية بأن أتقدم لك بكل الشكر والتقدير لمداخلاتك القيّمة التي استفيد منها، والتي تفوق الموضوع الأصلي.

كما تفضلت في مداخلتك، من الممكن أن يؤثر الإهمال سلبياً على كل شيء في حياتنا سواء كان ذلك على مستوى الأفراد، أو الجماعات، أو على مستوى الدول، ولعل أوضح مثال على أثر نتائج الإهمال على الدول هو ما عاشته وتعيشه بعض الدول العربية التي ثارت شعوبها على زعمائها الذين كان إهمالهم لحقوق شعوبهم سبباً في الثورة عليهم وإزالتهم من عروشهم.
أمّا ما ذكرته في مداخلتك حول إهمال شركات الصيانة ومنها شركات صيانة المصاعد فحدث ولا حرج، ولعل هناك مثالاً مشابها للإهمال في الصيانة وهو ما يحدث في بعض "ملاهي ألعاب الأطفال" والتي تقع فيها بعض الحوادث المؤسفة جداً نتيجة للقصور والإهمال في أعمال الصيانة.

مرة أخرى، تقبل شكري وتقديري لمداخلتك.
دمت برعاية الله.

أستاذي الفاضل وافي

الحمد لله على السلامة أولاً،

والشكر الجزيل لمرورك ولكريم مداخلتك ثانياً،

وأثني معك على المداخلتين الرائعتين للأخت الكريمة غلا والأخ العزيز فتى الجميزة.

دمت بخير وعافية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز المتميز في طرحه دائما .... لك كل الشكر

بصراحة كلمة حق قلتها أن الاهمال هو صفة مكتسبة ... سواء عندما يكون في الغالب وليس دائما البيت مهمل تجد الأبناء مهملين ... فالأسر التي لا تحترم المواعيد ... تجد كل الأبناء فيهم هذه الصفة التي يشتكي تزعج أصدقاءهم .. والبعض يظن أن هذا الاهمال ليس فيه لأنه قد يكون أحسن من بعض أهله

لكن بصراحة زعلتني لما قلت انو الأخطاء الطبية أكثر أنواع الاهمال شيوعا !!!!!!!

ودا شي جانب الصواب جملة وتفصيلا ...
فالاهمال الديني أكثر من اهمال الأطباء ...
واهمال الطلاب في دراستهم وأداء واجباتهم أكثر ....
واهمال موظفي الأمانات والبلديات أكثر وأضرارهمم أخطر ووباءهم أسوأ .. انتشرت الرشاوي !!!

نتمنى الأخذ على يد الأطباء ومساعدتهم واعطاءهم الثقة لأداء أعمالهم ... فأغلب الأطباء لا يرغبون ولا يقصدون الاهمال .. وأكثر الناس بعدا عن الاهمال ... لكن لا يعني أنو مافي هناك أخطاء ..
لكن أغلب هذه الأخطاء في الحقيقة ليست أخطاء وانما مضاعفات أو أضرار جانبية للعلاج أو للمرض ... أو لعدم كفاءة أو تدريب كاف ... وليس عيب في الطبيب بقدر ما هو اهمال من المؤسسة الصحية لتطوير الكفاءات ...

أخويا عبدالله بصراحة كلامك جميل وموضوعك حلو ...

اكيد الواحد مننا عدت عليه مواقف التفسير الوحيد لها اهماله ...

لكن خليني اقول مش قادر افتكر ...

أخويا عبدالله ما نتحرم منك

الحجاج

أخي العزيز الحجاج

تقبل شكري لكريم مداخلتك حول موضوع الإهمال، وكيف أنه يتزايد نتيجة لعوامل عديدة.

أوافقك بإن الإهمال في أداء الواجبات الدينية هو من أكثر أنواع الإهمال من حيث الحجم ومن حيث التأثير السلبي، لأن البعد عن الدين يتسبب بخلل في بقية مجالات الحياة،

كما أشكرك على التنبيه حول حجم الإهمال الذي يتسبب بالأخطاء الطبية، وإن كنت اعتقد بأن حجم الأخطاء الطبية التي يتم الكتابة عنها في الصحف يقل كثيراً عن الحجم الفعلي لتلك الأخطاء، وهو ما يمكن الإطلاع عليه في الرابط التالي:
http://www.alarabiya.net/articles/2010/05/05/107740.html

واسمح لي بأن أذكر أن عدد الأخطاء الطبية في المملكة خلال ست سنوات بلغ نحو 26 ألفاً، ضحاياهاالنساء أثناء الولادة بنسبة 27 %، ثم الجراحة بنحو 21 %، ويأتي في الترتيب الثالث الأطفال بنسبة 19 في المائة كما ورد في الرابط التالي:
http://www.mssaudi.com/vb/showthread.php?t=854
ولعل أخر الأخطاء الطبية التي قرأنا عنها هي حالة المولودة التي تم فصل رأسها عن جسدها أثناء ولادتها، ومحاولة "مستشفى شروره" إخفاء الأمر عن والدها، والذي أكتشف الأمر في مغسلة الأموات، ولهذا ذكرت في الموضوع بأن الإهمال الطبي هو الأقسى على النفس.

أوافقك أخي العزيز بأن الأطباء لا يتعمدون ارتكاب الأخطاء، ولكن الأخطاء تحدث في الغالب نتيجة لانعدام الخبرة أو الكفاءة من قبل الأطباء الممارسين أو الطواقم الطبية المساعدة لهم، أو نتيجة للإهمال وهو ما نسمع عنه كثراً عندما ينسى الطبيب أو طاقمه المساعد قطع من الشاش وغيرها بداخل أجساد المرضى.

مرة أخرى، تقبل جزيل شكري لمداخلتك.
دمت خير وعافية.

TMTakas

أشكر لك تفضلك بالمرور،
دمت بخير وعافية.