هذا ماحصل مع موظفة بنك الدم في المستشفى .

السلام عليكم ورحمة الله


يقول صاحبنا وفقه الله

..

في احد مستشفيات الرياض الخاصة

وفي مختبر التحاليل والدم كان موعدي لعمل بعض التحاليل

جاءت الممرضة وبدأت في تعبئة البيانات اللازمة ثم اتبعتها المفاجأة

انها ( .. ) مسؤولة أو موظفة في بنك الدم

عرفت فيما بعد ان كل مرتادي المستشفى يعرفونها

فهي أشهر من نار على علم

كيف لا فهي تلك الفتاة التي لم تراعي دين ولا ذمة ولا حياء في

هيئة او لباس او رائحة

كانت لا يقر لها قرار اذا مكثت في كرسيها او مكتبها لأكثر من ربع ساعة

ولذلك فقد كانت تقوم بطلعات جوية أرضية بشكل دوري تجوب فيها

جنبات المستشفى ويستشرفها الشيطان ويستخدمها كسلاح

فتاك ومصيدة تقضي بها على أصحاب القلوب الضعيفة من

الرجال فتعود وقد احدثت فيهم من الخسائر ما الله به عليم

الا من كان منهم بقلب سليم وغض البصر وحفظ الدين واتقى الله رب العالمين

اقتربت تلك الفتاة مني ومدت احدى يديها والتي كانت قد

شمرتهما الى منتصف الساعد في حركة اغرائية ماجنة وتناولت ملفي

نظرت الي وتبسمت في وجهي وحملقت فيني

رباه .. ماذا تريد مني هذه الفتاة وانا بلحيتي وسواكي

حاولت غض بصري ولكن كانت قريبة مني ..واقرب من أن يتلافاها بصري

تكلمت وقالت ...

"أهلين اخ فلان والف سلامة عليك"

ثم تابعت قائلة

" اخ فلان حبيت اخبرك ان احنا محتاجين دم لبنك الدم

والمتبرعين عنّا قليل فاذا كنت بتحب انك

تساهم معنا ونسجل اسمك هون وبعد هيك لو احتجنا الك بنتصل عليك "

انتهى الحوار واخذوا الدم للتحليل وخرجت من

المستشفى وانا الوم نفسي لوما شديدا

لماذا نظرت اليها .. لماذا اعطيتها مجالا للحديث .. لماذا ولماذا

ادركت انها الفتنة وخطوة من خطوات الشيطان قد

أفلح عليه لعنة الله في ان يستزلني اليها

ولكن ما العمل وماذا سأفعل مستقبلا ؟؟؟؟

يوجد لدي في ملفي ثلاث زيارات قادمة متتالية لبنك الدم والتحاليل

فهل يعني ذلك التمادي في الفتنة وخطوات الشيطان ..؟!

هل يعني ذلك بانني على مشارف الهاوية ..؟

تذكرت قوله تعالى

" إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ"

فكرتُ بوسيلة لنصحها ولم أجد أفضل من الكتابة إليها

لكن ماذا لو تكلمت علي .. او ادعت علي شر .. او اتهمتني بشيء !!

بدأ الشيطان يثبطني عن نصحها

ابليس ما اروع افكارك عليك لعنة الله والملائكة والناس اجمعين

ولكن سرعان ما اعقبها نفحة من الرحمن اعادت اليّ رشدي والهمتني صوابي

فقررت ان ابدأ في تجهيز ورقتي بمجرد الوصول الى البيت

وتذكرت موقف حصل لتلك الموظفة ذلك اليوم عندما كانت

تتأفف متضجرة من موقف ما مع احد المرضى الذي ربما بهر هو الآخر بها

فلم يعد يعمل لديه نظام الدفع العقلي او الحسي

وتبلد امامها فصاحت متضجرة او شئ من هذا القبيل !!

تذكرت ذلك الموقف عندما امسكت القلم

فكان خير مدخل للكلام معها بعد ان كنت في

غاية الحيرة من المدخل والبداية

حيث من المؤكد ان فتاة في قمة غفلتها لو افتتحت

رسالتي بان اتقي الله يا امة الله لما اكملت حرفا واحدا !!

وإلي حضراتكم بعض المقتطفات مما جاء في تلك الورقة

" أختي الفاضلة ..

شاهدت موقفك مع ذلك المريض والذي كان بحق موقفا يثير الأعصاب

ولا شك يا اختي من ان الحياة مليئة بالكدر والعناء والهموم

وصدقيني ان لا احد مرتاح فيها

فيوم عناء مع العملاء والمراجعين وآخر عناء مع الرؤساء والمرؤوسين

وآخر مشكلات خاصة وعائلية و .. الخ

ثم قلت لها :

ولكن الحمد لله يا أختي ان جعلنا من المسلمين لأننا بهذا الدين العظيم

نحتسب دائما بأننا على اجر وخير كثير

وبتحملنا وصبرنا على هموم الحياة فان لنا من

الأجر ورفع الدرجات وتكفير الذنوب ما لا يخطر على بال

ثم اذا ما متنا ولاقينا الله كانت كل تلك الهموم سبب في

تكفير الذنوب ثم الدخول إلى الجنة برحمة رب العالمين

ولكن ... كيف بالله عليك يا أختي لو ان الإنسان بعد كل هذه الهموم

وهذا العناء والابتلاء في الدنيا يخرج وليس له حظ في الآخرة أيضا !!

ويكون جزاؤه النار فلا هو أدرك دنيا بتمام متعتها

ولا هو فاز بجنة فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

هل تعلمين أختي الكريمة ان رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم

حذر نساء المسلمين من أمر خطير جدا لو فعلوه لكان سببا في

حرمانهن من الجنة بل وحتى من ريحها

وذكر لها ‏قول الرسول الكريم ‏صلى الله عليه وسلم ‏

"‏صنفان من أهل النار لم أرهما .......

ونساء ‏ ‏كاسيات عاريات ‏ ‏مميلات ‏ ‏مائلات ‏ ‏رءوسهن كأسنمة ‏

‏البخت ‏ ‏المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها

وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذ... )


انتهت الرسالة وجهزت الورقة وجاء اليوم الموعود ... آخر ايام التحاليل

وحانت ساعة الصفر ... موقفي صعب !!

ماذا لو رآني الناس اعطي تلك الموظفة ورقة ..؟

ماذا سيكون ظنهم بي ... وكيف لي مثلا ان اطلب منها

الانفراد والبعد عن الناس فماذا عساها ستظن او تفعل .؟

(( اللحظات الحاسمة والقاتلة ))

دخلت المختبر انتظرتها تأتي في الداخل فتكون افضل فرصة

ولكن ايضا لو اتهمتني او ادعت علي بشئ لصدقها الجميع بحكم

الخلوة والعزلة ... لم تأتي للمختبر لإنشغالها

خرجت في الخارج عند الاستقبال وأنهيت أوراقي

وأخذت اتلكأ وقلبي يكاد يسقط من هذه اللحظات المتذبذة في كل شئ

قوة عنيفة تدفعني للخروج وانهاء الحرج ونسيان كل شئ

ولكن ارادة الله ارادت الخير لتلك الموظفة

انتظرت قليلا .. فاذا بها مقبلة ... "اهلين اخ فلان ... كيف حالك"

انا : "انا انتهيت يا أختي وماشي الآن "

ومددت يدي إلى جيبي

وأخرجت الورقة وعيناها تراقب ولم تتوقع ما سيحدث

مددت يدي اليها بالورقة ولم انتبه ان المكان كان

مزدحم للغاية والكل يتابع فصول المسرحية الجريئة

ولا ادري لماذا كانت ورقة صفراء لافتة للنظر ؟؟

ربما لأنها هي ما املكه يومها في البيت

خفت ان لا تمد يداها واكون قد وضعت نفسي في مأزق وموقف لا احسد عليه

خصوصا وانني قد غامرت بسمعتي وسمعة أهل الالتزام في منح

هذه الفرصة والكلام واعطاء الورقة

ولكن ... مدت تلك الموظفة يدها وأخذت الورقة بلهفة

وابتسامة عريضة وكأنها عقد نكاحها او شيكا نقديا لها

فرحت كثيرا واستدرت وأطلقت قدماي للريح

نظرت خلسة الى الناس المراقبين فالحمد لله وجدت علامات

الرضى والسعادة على محياهم

نعم انها بلاد الثقة والأمان والإطمئنان

الكل توقع بل وتأكد من انها ورقة نصيحة لتلك الموظفة

بل سمعت بعضهم وهو يدعو قائلا جزاك الله خيرا

اذا هي نعمة المولى بتسهيل

المهمة واقناع البشر وازالة سوء الظن عنهم

فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

لم تمر أيام او أسابيع الا ومسرح الأحداث يشهد عودتي لنفس المختبر !!

وأيضا لإجراء تحاليل ...!!

لم أرى ولم أكن أتمنى ان أرى تلك الموظفة

استلقيت على سرير المختبر .. والحمد لله جاءني

هذه المرة ممرض رجل رفع عن ساعدي وبدأ يسجل معلوماتي

وسألني عن اسمي فذكرت له وكان بيننا

وبين سرير آخر ستار خفيف كانت فيه تلك الموظفة

وتسمع كل شئ يدور بيني وبين ذاك الرجل الممرض

استمعت تلك الموظفة لإسمي و أرادت على الفور

ان تريني الثمرة فقشعت الستار وسبحان مصرف القلوب والأبصار :

رأيت نوراً لم اعهده عليها وحجاب شبه كامل - على مذهبها -

ولباس ساتر محتشم بعد ان كان فاضحا عاريا

وغطاء راس اسدل حتى الحاجبين بعد ان

كان بالكاد يصل الى منتصف الرأس في احسن الظروف

وقرار وتعفف في مكتبها ...

توقفت كل عملياتها العسكرية وغاراتها الجوية ..

لا عطور ولا روائح ولا مكياج ..هدوء وقناعة و

رضى بعد القلق والانطلاق والحركة في كل اتجاه

أدب وحياء بعد الجرأة والتعدي

قالت "اخ فلان السلام عليكم .. حبيت اقولك جزاك الله كل خير"

كانت تريد ان تقول المزيد ولكن

عادت الى ستارها وعملها الذي باتت تنتقي فيه التعامل مع

النساء فقط وتبتعد عن التعرض للرجال

او الحديث معهم

كم مثل تلك الموظفة يمر علينا في المستشفيات والأسواق

والأماكن العامة.. كم منهن اردنا لهن الخير وبصدق وفكرنا في

كيفية ايصاله اليهن ؟؟

(( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ))

:

منقول ودمتم سالمين

:

منقول رااااااااااااااااائع
بارك الله فيك
أحسنت الإختيار أخي ساحة كرم
اندمجت مع الموضوع
كانت قصة رائعة
ونهاية أروع
جزاك الله خيرا
لك أعذب التحايا
,؛, جنـــــــان ,؛,

اختي الفاضلة

جزاكِ الله خيرا

والله تعبت وانا ارتب في الموضوع

لكن التعب زال تماما بعد مداخلتكِ الكريمة

عسى ربي ما يحرمك الأجر والمثوبة

الله يوفقك

اخي الفاضل ساحة كرم

فعلا قصة شيقة

تحمل المتعة والفائدة

الله يجزاك خير

وسيل .......................

أخي الفاضل وسيل

جزاك الله خيرا

مرورك من هنا عنى لي الكثير

شاكر لك اخي الفاضل

دمت بخير

تسلم والله ومشكووور على هالقصه الرائعه ..وياكثر هالبلاوي بهالدنيا الله يجيرنا منهم يارب ويحفظنا ويحفظ بنات المسملين.

أشكرك لنقلك هذا الموضوع وأشكر من حاول ان يحسن من هذا الوضع واشكر الممرضة لتقبلها لذلك والله يزيد من أمثالهم

أخواتي الكريمات

خجولة

و

نور الهدى 3

جزاكن الله خير الجزاء على

مروركن الكريم

لاحرمكم الله الأجر والثواب

دمتما بخير

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اخي الفاضل ... ساحة كرم

قصة رائعة تحمل بين طياتها العديد من الفوائد القيمة

ولعلي اقف على بعضها معلقة :

في قوله تعالى :

" إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ"

فما اجمل ان يتذكر الانسان انه في صراع دائم مع الشيطان

فلا بد من ان يحاول جاهدا مجاهدة نفسه انتصارا عليه بذكر الله

والمداومة على الطاعة والتوبة المستمرة و الثقة واليقين بوعد الله جل وعلا,,

والأمر الآخر في حكمة النصح والمداخلة غير المباشرة

كما كان الامر في بداية رسالة الاخ الفاضل اثابه الله

(( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ))

جزاك المولى خير الجزاء وبارك فيك وفي مسعاك ...

حياكِ الله أختنا الفاضلة

جزاكِ الله خيرا على مرورك وإثراءكِ للقصة

وفقكِ الله ورعاك

دمتِ سالمة