أتمنى أن تحوذ هذه الخاطرة على اعجابكم
مناجاة نفس محبة ...
في صباح كل يوم أقوم بالأمور نفسها..
أعد لك وجبة الإفطار و قهوة الصباح و اقرأ لك الصحف..تعاتبني على بعض الأحداث و كأنني من صنعها
ثم تتركني و تذهب الى العمل
و أبدأ أنا عملي.. وظيفتي هذه التي منحتني إياها لأثبت كياني
ففي قانونك .. لابد لكل امرأة أن تعمل ..
لابد أن تثبت كيانها في هذا الوجود
قد تظنونني محامية
محاسبة
طبيبة
أو معلمة
لا ما كنت في أي من هذه الوظائف
كنت كاتبة..و أي كاتبة
لا تظنوني أكتب الشعر و النثر
ولا حتى الخواطر التي تجول خاطر أي إنسان
كنت مجرد كاتبه لأحداثه اليومية ..تفاصيله الدقيقة
ساعات الإنجاز الرائعة في عمله ..فقد كان رائعا محترفاً جديراً بكل التقدير و الإحترام
وساعات الراحة ..حتى ساعات النوم كنت اسطرها
أصواته
تقلباته
تنهدات القلب و عدد أنفاسه
نعم ..هذه وظيفتي التي منحني اياها
واي كيان هذا الذي يتحقق لي بكتابة مذكراته هو
أحداثه هو
في السنوات الماضية
و بالتحديد قبل أن نلتقي
كنت اظن مسالة المذكرات هذه..شخصية ..شخصية للغاية
حتى الحبيبة ..الشريكة لا يحق لها مجرد القراءة
فما بالكم بالكتابة
و الغريب..الغريب جداً
أنني بعد مدة ليست بالطويلة من تسلمي هذه الوظيفة الغريبة
بعد فترة من علامات التعجب!!!!و الإستفهام؟؟؟؟ في ملامحي عن غرابة هذا الطلب
أحببت عملي
بل عشقته
فصرت محترفة من الدرجة الأولى
وهكذا استمريت عشر سنوات هي شبابي كله
أكتب بلا ملل
بلا ضجر
بل بحب..وشوق و شغف
ورغبة في بحث الأعماق أكثر و اكثر
كتابة الظاهر المعروف..و الباطن المجهول
كأي موظف في شركة
يرغب في الإبداع و التميز عن اقرانه في العمل
مع فاصل بسيط
كنت موظفة في قلب و روح و جسد
و ليس في شركة
أهكذا يفعل الحب؟؟
تضيع السنوات ..ويظن الحبيب إنه حقق انجازاً ..شيئاً ما
رسالة مثلاً
وهل الحب رسالة!؟
لن اجيب على السؤال
فالإجابة واضحة جلية
كوضوح الشمس ..ساعة الظهر
و البدر في منتصف كل شهر
و اليوم
اليوم فقط تأملت في الماضي..في المذكرات التي تعدت صفحاتها الآلاف بل وصلت الى المليون!!
و لأول مرة بعد كل هذه السنوات أشعر بسخف صنعي
لأول مرة أشعر بسذاجتي
فسألت نفسي مافائدة كل هذا ؟؟
أيضيع أي انسان عاقل عمره في كتابة عمر شخص آخر
وإن كان هذا الآخر
هو حبه
حلمه
عمره
بل و كل حياته
ساعتها كرهت كل شيء..
نفسي
عمري
سذاجتي و غبائي
تمنيت لو أحرق كل هذه الأوراق التي أحرقت عمري دون أن أفعل في الحياة شيء اتركه لي..لي وحدي
ولكنني أحبه..بل أموت في سبيل حبه.
وشيء آخر
أشفقت على نفسي..عمري ووقتي والشيء الوحيد الذي أنجزت باحتراف و مهارة غير عاديين
فقررت أن اتركها جانباً..و اتمرد على كل شيء
يومها لا استيقظت فجراً و لا أعددت وجبة الإفطار و قهوة الصباح
حتى السائق أمرته ألا يحضر الصحف
استغرب حبيبي يومها..ذهل..اعترض..عاتب..تشاجر و انا صامته لا أتكلم
وخرج
ساعتها شعرت بالإنتصار لا أدري على ماذا
هل حققت انجازاً..شيئاً يذكر؟
نعم..كياني
اليوم فقط حققت هذا الكيان الذي يدعيه
وفكرت في نفسي
ألست انسانة..كائنة في الوجود
انسانة قدمت شبابها و عمرها وكل قوتها من أجل رجل ..و ان كان جديراً يستحق الكثير..الأكثر بكثير جدا مما فعلت
وسألت نفسي: لماذا لا أكتب مذكراتي أنا ..
إنجازاتي البطولية مع هذا البطل
أسلوبي الرائع في التعبير
شهاداتي في الإنشاء
وموهبتي التي اخرجت له من الكتب و المجلدات الكثير عن حياته طموحاته وقفاته و انجازاته في العمل
ألا أستحق؟؟
نعم استحق
ساعتها تنحيت احترفت عن مساره
لأجد لي كيان..مسار قبلة في هذه الحياة
وجلست في مكتبي في محاولات فاشلة لكتابة الصفحة الأولى
فجاة ضعفت قوتي في التعبير
نسيت أصول الإنشاء التي تعلمتها من اجله..من أجله هو فقط..
وشعرت بشيء ما
شعرت و كأنني هذا الموظف الذي حن الى العمل بعد التقاعد
وتحسرت على أيام الشباب و العمل..الشعلة ..الموهبة ..و الإبداع
ومزقت الورقة البيضاء الخالية
مزقتها بكل قوتي
وعدت امارس عملي
مهنتي التي عشقت
فأمسكت بالقلم و الصفحة المليون و الواحد
لأسجل غضبه
ثورته
اعتراضه
وسذاجتي يوم تمردت على أشرف مهنة في الوجود………..
إنّ المرأة الفاضلة والزهرة اليانعة
هما أجمل ما خلق الله في هذا الوجود
وبدونهما يصبح العمر خرافة
ومعهما تبقى الحياة نعيمًا وسعادة وسلام
دامكِ يا أخيّه كل العمر كنتِ تكتبينه
فانزعي غلافكِ وفككِ أوراقكِ
لعله يأتي ليلاً
ويقرأكِ
ويسعد الحظ 000
ويجيء دوره ليكتبكِ
بصراحة أسجّل اعجابي الشديد
بنثريتك الجميلة
وباسلوبك السلس المميز الراقي
والأهم من ذاك وذاك
الفكر النابض في الحروف المسطّرة
تقبلي تحياتي وتقديري يا أخيّه