السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحب من طبيعة الإنسان ، فالحب عمل قلبي ، ولذا كان الحب موجود منذ وجد الإنسان على ظهر هذه الأرض
وتظل المحبة على وجه الأرض ما بقي إنسان
ولما كانت المحبة بتلك المنزلة جاء الإسلام ليهذبها ، ويجعل هذا الرباط من أجل الله ..
فالمؤمن يحب لله ويبغض لله ويوالي لله ويعادي لله ، وهكذا الحياة كلها لله ..
" قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له "
والمحبة في الله لها علاقة بالإيمان ، بل إن بها حلاوة الإيمان
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ..
" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء
لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار "
لذلك نجدالمتحابون في الله يتعاونون على ما يرضي الله تعالى يجتمعون على طاعة الله ويفترقون على طاعة الله
لا يغش بعضهم بعضا ولا يخون بعضهم بعضا ولا يدل بعضهم بعضا إلى بدعة أو ضلالة أو فسق أو ظلم
وهذا هو الصدق في المحبة، ثم إن حصل من أحدهم معصية ينهاه أخوه ويزجره لأنه يحب له الخير
هؤلاء هم المتحابون في الله الذين يتعاونون على البر والتقوى ولا يتعاونون على الإثم والعدوان
وللمتحابين في الله واجبات نحو بعضهم البعض منها ..
اخبار من يحب
فعن المقداد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ..
" إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه "
ان تحب له ماتحب لنفسك
لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ..
" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
التهادي
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ..
" تهادوا تحابوا "
افشاء السلام
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ..
" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم "
البذل والتزاور
والمقصود البذل بمعناه الواسع بذل من الوقت والجهد والعلم والمال
اظهار العواطف الصادقه
عائشة رضي الله عنها قالت ..
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من ولدي
وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة
رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك
فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله سبحانه قوله :
(( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ))
أقوال في المتحابين في الله
* قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول لابنه الحسن رضي الله عنه ..
يا بني الغريب من ليس له حبيب
* وقال الحسن البصري رحمه الله ..
إخواننا أحب إلينا من أهلينا ، إخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا
* وسئل سفيان الثوري رحمه الله : ما ماء العيش ؟
قال : لقاء الإخوان .
* وقال خالد بن صفوان ..
إن أعجز الناس من يقصر في طلب الإخوان ، وأعجز منه من ضيع من ظفر بهم
* وقيل : حلية المرء كثرة إخوانه
ويكفي المتحابين في الله فضلا ومنة من الله سبحانه ان يجعلهم في اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون
إلا من أتى الله بقلب سليم تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله وذلك حين ينادي سبحانه قائلا
" أين المتحابين بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي "
من ايميلي