ليلةٌ شاحبه !
رسمت ملامح الحداد
وتوشحت بالسواد
ارتوت شواطئها الملتهبه
بدموع اقتحمت حقول الصمت .
ذات مساء ..
غرقت الضحكات
بين فيضانات النحيب
والصمت الذبيح المكبوت
في اعماق مدى الحزن
بعد ان ضاقت به متكآت الأفق
بين انحناءات النهر وزحام السنين .
ذات مساء ..
لم يكن صدر السماء ملاذاً
لدموع زفَت بوقدة الصمت
على ايقاعات البوح
ومشاعل الذكريات
وأنين العاطفه .
ذات مساء ..
والوقت المطرّز بسيوف الانتظار
يتسلل خلف حصار القلق
ليستوقف اللحظات
بين انتفاضات الجرح واعتصارات الألم ونوافر الأحزان
ويتسلل بين دوائر الأمل المترهل
يلتمس أشباح ظل حلم مهاجر .
ذات مساء ..
وهاتف الجرح يرنّ في الأصداء
ويئن بين همهمات الليل
لتتبعثر بين احداقه ظلال الأحلام
وليتسرب بين اصابعه ضباب وجهك البعيد
المخبوء بين البدايات والنهايات
واختلاجات المستحيل المتنازع
بين الضوء والظلمات ونزعات القدر .
ذات مساء ..
-الروح تفيض غيضاً
-النفس تغضي في سكون .
- حزنٌ ينبش دمي
-الريح تهزني
من كل حدب وصوب
بلا سكون .
-آلامٌ تحيطني
-آهاتٌ تبعثرني .
-أمواجٌ تطويني وتنشرني
- صوتٌ قاسٍ يخرس انيني
- صرخات ..
نداءات ...
لتلك الطفله
تضج أصدائها باعماقي
فأصرخ في جوف السكون البليد
ابحث عنك
التمسك .
استشعركِ في رعشة الذكرى
وروائح المخاوف تملأني ضجيجاً
وصدى صرخاتكِ يملأني رعباً
حتى يئست
وحتى تكشَف وجه الليل
لأنصهر بين احزاني
حتى كبر الدمع في عيني
وأظل بين امواج صمتي المتدفق
ارتوي احزان المواسم.
اتجرعها بصمت
واحضن طيفكِ بصمت
والثمُ دمعكِ بصمت
ومن ثم اعود
استوقف اللحظات
وأيقاعات أدمعك
قطرة . قطرة .
تتراقص على قلبي
تحطم كياني
تلقي بي في كل مكان
حتى تلاشت وانسحقت مملكة الصبر
لأتلاشي شيئاً فشيئاً
حتى تلاشيت كلي
لأنسحق مع بقاياي
ذات مساء !
وعندما بكى القمر ..
/
!!!
يالله
!!
بليلة كنّها الليلة