الوعي المالي والادخار

تتزايد التزاماتنا المالية على مستوى الأفراد وكذلك على مستوى الأسر، وذلك بسبب الكثير من المتغيرات التي طرأت على حياتنا وخاصة في مجال التقنية وما تبعها من زيادة أبوب جديدة للصرف بينما بقيت المداخيل كما هي بدون زيادة تذكر.
ولو أخذنا ابسط مثال على باب من أبواب الصرف الإضافية لوجدنا بأن مصاريف الإنترنت والجوال المشتملة على تكلفة الخدمة وكذلك قيمة الأجهزة التي تتطوّر وتتغيّر باستمرار هي التزامات مالية لم تكن موجودة في السابق.
كما أن من أهم أسباب تزايد مصروفاتنا هو الارتفاع الكبير لأسعار كل المواد والخدمات بدون أن يكون هناك كابح لها من قبل الجهات المعنية بذلك مثل وزارة التجارة وغيرها.
ويُضاف إلى ذلك سلوكياتنا الاستهلاكية الغير مقننة والتي تفتقر في الغالب إلى التخطيط، حيث تعوّد معظمنا عند الذهاب للتسوق بأن يشتري احتياجاته الضرورية، ويضيف إليها الكثير مما قد يُعتبر غير ضروري، فينتج عن ذلك العجز المالي لدى رب الأسرة أو الشخص نفسه، فتبدأ خطط الطوارئ لمجابهة ذلك ومنها الاقتراض الذي ينتج عنه أعباء مالية إضافية تجعلنا باستمرار تحت الضغط المالي.

يقول لي أحد زملائي السابقين في العمل بأنه كان يُعاني كثيراً من مصروفاته المتزايدة مقارنة بدخله الشهري المحدود والثابت، إلى أن حضر محاضرة تتعلق بنفس المضمون، حيث أشار المُحاضر بأن السبب الرئيسي لما نعانيه في هذا الخصوص هو عدم وجود ميزانية للصرف لدى كل أسرة تضبط من خلالها مصروفاتها.
وللتدليل على ذلك فقد طلب المحاضر من الحاضرين بأن يدونوا بدقة كل مشترياتهم ومصروفاتهم الكبيرة والصغيرة خلال شهر واحد، وعلى أن يقوموا في نهاية ذلك الشهر بمراجعة تلك المشتريات والمصروفات، ثم ليحاولوا استبعاد الكماليات والبنود التي لم تكن ضرورية أو التي كان يمكن الاستعاضة عنها بأرخص من ذلك.

يقول المحاضر بأن معظمنا سيجد بأن نسبة لا بأس بها من المصروفات كان يمكن الاستغناء عنها، وبالفعل فقد طبّق زميلي توجيهات المحاضر، ووجد في نهاية الشهر بأن حوالي 20% من مصروفاته ومصروفات أسرته لم تكن ضرورية ومنها شرب القهوة في المقاهي عدة مرات في الأسبوع الواحد، والأكل أكثر من مرة في الأسبوع خارج المنزل وشرب المشروبات الغازية بكميات كبيرة من قبل الأبناء وكذلك شراء خضروات وغيرها بكميات أكثر من اللازم ومن ثم تلفها ورميها، إضافة إلى المبالغة في استخدام الهاتف الجوال من قبل أفراد الأسرة وعددهم ستة، وعدم ترشيد استهلاكهم من الكهرباء.

حقيقة نحن أمام مشاكل تتعلق بالوعي المالي الذي يعتمد على ترشيد الانفاق من خلال وضع ميزانية ذات بنود محددة للصرف يتم الالتزام بها لنضمن بمشيئة الله التحكم بمصروفاتنا ومن ثم قد نصل إلى مرحلة الادخار.
ولعل من أهم خطوات ذلك هي تحديد بنود الصرف الشهري لكل منّا مثل بند فواتير الخدمات، بند تأمين احتياجات المنزل، رواتب العاملين في المنزل – إن وجدوا-، بند الإيجار، بند النثريات، الاحتياطي، ومن ثم تحديد مقدار الصرف لكل بند من تلك البنود وذلك بناء على دخلنا الشهري مهما كان مصدره. ويلي ذلك تقنين آلية تأمين احتياجات المنزل مع التركيز على البحث عن البدائل الأقل تكلفة.

ان نشر الوعي المالي لدى جميع أفراد الأسرة سيستفيد منه الجميع، وسيعود بالخير عليهم وقد ينتج عن ذلك أننا نستطيع الادخار لما قد تحتاجه مستقبلاً.

ان نشر الوعي المالي لدى جميع أفراد الأسرة سيستفيد منه الجميع،
وسيعود بالخير عليهم وقد ينتج عن ذلك أننا نستطيع الادخار لما قد تحتاجه مستقبلاً.
بالفعل ..
طرحٌ قيّم ومهم
جزاك الله خير الجزاء استاذنا الكريم

~ْ

الوعي في الأقتصاد نصف القوت والمعيشه
الدول ذات الموارد والأمكانيات
تنشيء وزارات التخطيط والأقتصاد
لمراقبة وتقـنين المصروفات والواردات فكيف
بالفرد المحدود الموارد فيجب على الفرد
أن يقتصد ويقـنـن عملية أستهلاكه حسب
راتبه وأمكانياته ولايتورط في الديون وكلن يمد رجله
على قدر لحافه وفي الحديث الشريف
رقم الحديث: 137
(حديث مرفوع) الاقْتِصَادُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ الْمَعِيشَةِ ، وَالتَّوَدُّدُ إِلَى النَّاسِ نِصْفُ الْعَقْلِ ، وَحُسْنُ السُّؤَالِ نِصْفُ الْعِلْمِ رواه البيهقي في الشعب ، وما عال امرؤ قط في اقتصاد ورفقك
في معيشتك تكفي عنك نصف المؤنه والتدبير نصف المعيشة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة ، وفي لفظ من ستة وأربعين ،

اخي الحبيب وكاتبنا المتميز عبد الله 12 أشكرك على طرح هاذا الموضوع الجميل عن الأقتصاد والأدخار لما له من الأهميه في حياتنـااليوميه
لكن هناك من يتهم الذي يقتصد بالبـخل والتقـتيـر ... حفظك الله ورعاك ودمت دايــم في صــحــه وســعــاده أســتــاذي

..
مميز ياعبدالله انت ومواضيعك..

طرقت باب مهم جدا للوعي المالي وهذا مشكلة اكثر الناس يحمل نفسه مالا يستطيعه..

ويصبح متحمل من الديون وبحاله رديه جدا ومع ذا الوقت والغلا بالمعيشه وكل شي وصل حده بالغلا!!

ورواتب ماتقضي الحاجه ع قولتهم وياليت الشخص اللي يوفر ويقتصد يقدر يمشي اموره ..

موضوع قيم ياباعابد جعلك تسلم ويسلم فكرك وسلامي عليك يامتألق

يسعد أوقاتك اخوي عبدالله

للأسف ياسيدي لايوجد لدينا وعي

ولنبدأ بمجتمعنا لا يوجد هناك وعي مالي أو إدخار أو ترشيد

بل تبذير وصرف عشوائي على حساب الفخفخة اللي مالها سنع

موضوع جدا هادف ..

مشكور ويعطيك العافية ..

.................

...


كل شيء في الحياة يحتاج لتقنين وضوابط
ومن ذلك ماننفقه ونصرفه يحتاج لتقنين وحسن تصرف
المشكلة في التطبيق ياعبدالله !
الموضوع يحتاج لوعي من جميع افراد الأسرة

ترى
مشكلة اذا اعلنت ميزانيتك ثم تدخلت وزارة الداخليه واصدرت بيانها " بناء على ماتقتضيه المصلحة والعادات والتقاليد وووو " ثم اضافت لميزانيتك بند يضظرك لمحاولة ترتيب امورك من جديد



صراحة اننا شعب داج من ناحية الصرف بلا تقنين ولا ظوابط ولا وزن ولا موازنه



طرح قيم وهادف


سلمت يداك ابو عابد


...

وجزاكِ بمثله أختي الكريمة طيف المحبة.

تقبلي شكري وامتناني لتفضلك بهذه المداخلة الجميلة.
دمتِ برعاية الله وحفظه.

أخي الحبيب فتي الجميزه

تقبل جزيل شكري لتفضلك بمداخلتك القيّمة وإضافتك المهمة حول الحاجة الماسة لوجود ميزانيات على مستوى الأفراد كما هو الحال على مستوى الدول والمنشآت الكبيرة،
حيث يتم من خلال تلك الميزانيات تحديد أولويات الصرف والتأكد من أن المصروفات قد تمت في أمكنتها الصحيحة.

أخي الحبيب:
إن إتهام كل من يرشّد في مصروفاته بالبخل دليل على قصور في النظر، فمن يرشّد في مصروفاته ويضعها في أمكنتها الصحيحة
وسيجد أنه قد حقق أهدافه بمبالغ أقل من ذلك الشخص الذي صرف كل ما يملك ليرضي نفسه وغيره
وفي النهاية قد نجده يلجأ إلى الاقتراض الغير مبرر.

دمت أخي الحبيب بصحة وسعادة.

حيّاك الله أخي الحبيب خلف
والحمد لله على سلامتك.

صدقت في كل ما قلت حول ما يقوم به نسبة كبيرة من الناس من تحميل أنفسهم من المصاريف ما لا يطيقون،
وخاصة تلك المصاريف التي تُصرف على الكماليات أو المباهاة.
على الرغم من أنها " ياليتها بحملها تقوم".

أدام الله عليك الصحة والسعادة.

أستاذي أبو خالد

أسعد الله أوقاتك بكل خير،
كما تفضلت، معظمنا يطبق فهم أعتقد أنه أعوج وهو "أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب"
متأثرين بعادات وتقاليد قد "تحوس" الميزانية "حوس".

من الضروري أن نركز على شيئين مهمين هما: "الترشيد" و"التخطيط" فمن خلالهما نستطيع التحكم بما لدينا ونستفيد منه.

تقبل كل الشكر والتقدير لكريم مداخلتك.
دمت بأسعد حال.