قياس الزمن

يقيس الإنسان زمانه بالساعات والأيام وبالشهور وبالسنين، فيرى الزمان سريع المرور شديد الجري، لا يكاد يجاريه حساباً وعداً، ولعل ما يؤيد ذلك أننا نعيش في هذه الأيام المباركة موسم الحج لعام 1433من الهجرة النبوية الشريفة، ولا زلنا نتذكر حج العام الماضي وكأنما كان قبل شهور قليلة فقط.
ويكون من نتائج إسراع هذا الزمن وسرعة عدوه أن يُصاب بعضنا بالغم والكآبة، ويشعر بالهمّ في نفسه لما يرى في مرور الزمان من نقص في عمره، ومضيّاً في حياته، واقتراباً إلى أجله، كما قال الشاعر طرفة بن العبد:

أرى العمر كنزاً ناقصاً كل ليلة
وما تنقص الأيام والدهر ينفـــذ

كما ينظر البعض إلى العمر والزمان على أنه مثل نهرٍ جار يسير إلى غاية محددة، والناس سائرون بسيره منتهون إلى غايته، ولكن الفرق فيما بين هؤلاء الناس أن بعضهم يستطيع الثبات ومواجهة التيار ثم ينحاز بسلام إلى الشاطئ، وهؤلاء هم الذين يحرصون على أن يستفيدوا من أوقاتهم بما يفيدهم ويفيد غيرهم. فالزمان في نظرهم لا يُعد بالساعات والأيام ولكن بمقدار الأفكار البناءة والأعمال المفيدة التي يقومون بها، وهم لا يحسبون سنين متوالية، ولكن أراء وأفعالاً تؤرخ بها العصور، ولا تُحد هي بالعصور.

أمّا من استسلم للتيار وللزمن، وجعل همّه الأكل والشرب والترفيه، فإنما ينسج على نفسه شبكة الليل والنهار ويجعل نفسه أسير لها.

إن الحياة حياة عمل وحركة واجتهاد، وليست مجالاً للراحة فقط وإضاعتها فيما لا يفيدنا، كما أنها ليست للانزواء والجمود الفكري والعقلي والبدني والذي لا يعني سوى تعطيل لما حبانا الله به من طاقات ونِعم لنستفيد منها ونُفيد بها.

أتمنى أن تكون هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة تجديداً لطاقاتنا فيما يفيدنا بالدارين.

دمتم كما تحبون ويحب سبحانه وتعالى ويرضى.

فعلا تمر ايامنا بسرعه
فامامر قبل سنتين كانه بالامس
(لانريد ان نجري سريعا لنلحق ركب الايام بتهور وبدون تفكير،
لكن لنحاول كل يوم ان نحقق ونصنع لانفسنا انجازا ولو بسيطا
عندما نستيقظ في الصباح اسال نفسك مالذي اريد تحقيقه اليوم
قد تنجز امورا تكسب بها الدارين وتحقق اكثر مما تريد
فقط قليلا من التفكير والتخطيط لايامنا ،فايامنا لن تطول للابد
لنحاول ان نغتنم هذه العشر المباركه بما ينفعنا فهي احب الايام الى الله
ولنسأل الله من خيرها بعملنا ..فايامنا تمر بل شهورنا وبدون ان نحقق مايرضينا ..
:
جزيت خيرا اخي عبدالله على هذا الطرح القيم والهادف والمفيد

اخي الحبيب واستاذي الفاضل وكاتبنا المتميز عبدلله 12 حفظك الله ورعاك
جميل جداً طرحك لهذا الموضوع والذي يهم كل انسان في دنياه واخرته ويجب علينا ان كل واحد منا ان يراجع نفسه ماذا قدم وماذا عمل
وفي هذا يقول احدى العلماء
إنما أنت أيام مجموعة كلما مضى يوم مضى بعضك وقال ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يضعك النهار إلى الليل و الليل إلى النهار وحتى يسلمانك إلى الآخرة

وقال داود الطائي إنما الليل و النهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة حتى ينتهي ذلك بهم إلى آخر سفرهم فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زاداً لما بين يديها، فافعل فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو والأمر أعجل من ذلك، فتزود لسفرك واقض ما أنت قاض من أمرك، فكأنك بالأمر قد بغت
ويقول احدى الشعراء
نعد الليالي والليال تعدنا ــــــ والعمر يفنى والليال جداد
وقال اخر
سبيلك في الدنيا سبيلُ مسافرُ ــــــ ولا بد من زادٍ لكل مسافر
ولا بد للإنسانِ من حمل عدةً ـــــــ ولا سيما إن خاف و صولة قاهر
وقال بعض الحكماء كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وتقوده حياته إلى موته

و قال الفضيل بن عياض لرجل كم أتت عليك قال ستون سنة قال فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ فقال الرجل فما الحيلة قال يسيرة قال ما هي قال تحسن فيما بقي من عمرك يُغفر لك ما مضى فإنك إن أسأت فيما بقى أخذت بما مضى وبما بقي
وقال بعض الحكماء من كانت الليالي و الأيام مطاياه سارت به وإن لم يسر


وقال الإمام الغزالي

وأوقاتك عمرك وعمرك رأس مالك وعليه تجارتك وبه

وصولك إلى نعيم الأبد في جوار الله تعالى فكل نفس من أنفاسك

جوهر لا قيمة له إذ لا بدل له فإذا فات فلا عودة له

فلا تكن كالحمقى الذين يفرحون في كل يوم بزيادة أموالهم مع نقصان أعمارهم

فأي خير في مال يزيد وعمر ينقص

اخي واستاذي الحبيب عبدلله12 شكراً جزيلاً لشخصك الكريم على اطروحاتك ومواضيعك الجديده والمفيده لمن أراد ان يستفيد ويستزيد افادك الله وزادك من فضله

امل قبول شكري وتقديري ودمت بحفظ الرحمن

وجزيتِ بمثله أختي الكريمة شموع الغربية

أشكر لكِ مداخلتك الجميلة، وإضافتك المهمة حول أهمية التخطيط القصير المدى، والطويل المدى في حياتنا،

فالتخطيط يعني فيما يعني: "الخطوات التفصيلية المرتبطة بالزمن لتحقيق هدف محدد مسبقاً".

ويجب أن يكون هناك تقييم مستمر لمقارنة البرنامج الزمني التخطيطي لكل خطوة بالخطوات الفعلية التي تم تحقيقها ليتم التأكد من أن تنفيذ الخطط يتم كما يجب.

فإن كنّا على خير فلنحمد الله، وإن كنّا على غير ذلك فيمكننا بمشيئة الله تعديل المسار.

أدام الله عليكِ أختي الكريمة الصحة والعافية.

	ويكون من نتائج إسراع هذا الزمن وسرعة عدوه أن يُصاب بعضنا بالغم والكآبة، ويشعر بالهمّ في نفسه لما يرى في مرور الزمان من نقص في عمره، ومضيّاً في حياته، واقتراباً إلى أجله،

المؤمن يدرك ان كل ساعة وكل يوم يمضي من عمره ينقص من عمره ويقرب منه اجله ويجعله اقرب الى قبره وهذا يجعله ينظر كل يوم للآخره ولما قدم لها اكثر من نظرته في يومه الفائت وبذلك يحاول ان يعتد لها ويقدم لها مالايقدمه في يومه الفائت استعداداً للرحيل

اما ان يتشائم وهو يعلم ان هذا هو الحال لكل بني البشر وهذه سنة الله في خلقه ويعلم ان كل يوم يزيد في عمره ينقص منه ويمنحه فرصة للتزود بالخير ويتشائم من ذلك فهذا يعد ضعف في الدين والعياذ بالله !

المؤمن ينظر لما تبقى من ايام عمره نظرة تفاؤل ويدعوا الله ان " يحييه ان كانت الحياة خيرا له ويميته ان كان الممات راحة له "

بالنسبة لي اكثر مااخشاه هو ان ارد الى ارذل العمر

وهذا هو مااستعاذ منه نبي الهدى صلى الله عليه وسلم




يؤيؤ
كل مااتخيل نفسي بعد مااخرف وانا جالس احلق رموشي واقول لعيالي الشعر هذا متى طلع فيني

هههه

يارب مايجي هاليوم

سلمت يداك عبدالله

جزاك الله خير أخي الحبيب فتى الجميزه،

اسمح لي بداية بأن اعترف بأني أشعر بالخجل عند مقارنتي للموضوع الأصلي مع مداخلتك الضافية والرائعة،
والتي اشتملت على الكثير من الأقوال المفيدة لكل من أراد أن يتدبر أهمية استغلال الأوقات بما يفيدنا في دنيانا وآخرانا.

واسمح لي أأيضاً خي الحبيب بأن استعير هذا القول المهم لأحد العلماء من مداخلتك الرائعة، وهو:

" . . إنما أنت بين مطيتين يضعك النهار إلى الليل و الليل إلى النهار وحتى يسلمانك إلى الآخرة"
وهو من أكثر الأقوال تركيزاً على أهمية استغلال أوقاتنا بما هو مفيد، وعدم التسويف.

أخي فتى الجميزه:
لا أملك أمام مداخلتك الضافية والتي استفدت منها كثيراً، إلا أن أدعو الله بأن يديم عليك الخير والعافية،

وأن يوفقك لما فيه خيرك في الدارين.

أستاذي وافي:

أسعدتني مداخلتك المهمة حول أهمية التقويم المستمر من المؤمن لعمله لأخرته ودنياه، وهدفه من ذلك أن يكون يومه أفضل من أمسه
ليتحقق الهدف من ذلك بأذن الله وهو رضى الله سبحانه وتعالى ثم التوفيق لخدمة مجتمعه الصغير والكبير.

كما استفدتُ من إضافتك حول الدعاء الذي يُستحب أن نردده دائماً بما معناه "بأن يُحيينا ما دامت الحياة خيرُ لنا، وإن يميتنا إن كان في ذلك راحة لنا".

بالنسبة للوصول لأرذل العمر فهذا فعلاً مشكلة ليس للشخص نفسه (المخرف) لأنه "قاعد يهذري، ولا يدري وش يقول"، ولكنها مشكلة من حوله الذين يجب أن يتحلون بالصبر وسعة الصدر.
اتذكر مرة سمعت رجل اعتقد أنه من منطقة جيزان الحبيبة يدعو ويقول: "يا رب سقطة ولقطة"
وبعد أن سألت عن معنى ذلك قيل ليّ بأن الشخص الذي يدعو كان يطلب من الله بأن يُميته إذا حان أجله بدون أن يتعب أحد.

أطال الله عمرك أستاذي بالعمل الصالح.
دمت بخير وعافية.

أخوي عبد الله ~
أسأل الله أن يبارك لنا واياك في أوقاتنا
و أن تكون شاهده لنا لا علينا

الله يعطيك العافيه



اعذرني أخوي لان الموضوع جا بوقت النفسيه فيه لك عليها شوي
ولو رديت بيكون الرد كئيب ومحطم

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحـــــــــيل

	أسأل الله أن يبارك لنا واياك في أوقاتنا و أن تكون شاهده لنا لا علينا

آمــــــــين

أشكرك أختي رحيــــل لمرورك ولدعائك المبارك بأذن الله.
وأسأل الله العظيم في هذه الأيام المباركة بأن يشرح صدورنا وييسر أمورنا ويفرج همومنا ويغفر ذنوبنا.

دمتِ بحفظ الله ورعايته.