ارباح المبارايات تغري اللاعبين بالاعتزال

في السنوات الماضية كانت إقامة مباريات الاعتزال تمثل عبئاً كبيراً على الأندية التي ترغب في تكريم لاعبيها ونجومها الكبار، واقتصرت تلك المباريات على عدد بسيط من اللاعبين الذين استطاعوا بجهود شخصية في إنهاء إجراءات اقامة مباريات الاحتفال مع إدارات أنديتهم، ورغم العدد الكبير من النجوم واللاعبين الكبار الذي استطاعوا تحقيق إنجازات وأمجاد سواء على صعيد أنديتهم أو على صعيد المنتخبات الوطنية بدرجاتها المختلفة إلا أن الحفل الوحيد الذي بقي في الذاكرة هو حفل إعتزال الكابتن صالح النعيمة الذي جمع نادي الهلال بمنتخب نجوم العالم حينذاك .
التغير الذي حصل في الوقت الحالي هو ماطرأ في (خصخصة) تلك الاحتفالات عن طريق شركات رياضية عالمية تقوم بعمل جميع مايخص حفل الإعتزال من جلب فريق عالمي والدعاية والتسويق للمهرجان وإنتهاء بضمان حصة لللاعب المعتزل من (كعكة) الدخل الهائلة .
كانت إولى تجارب هذه الإحتفالات في المنطقة العربية هو المهرجان الضخم للنجم الإماراتي عدنان الطلياني الذي أقيم في شهر يناير الماضي وحضره كبار المسؤولين عن كرة القدم في الإتحاد الدولي (الفيفا) إضافة إلى منتخب من نجوم العالم وفريق يوفونتوس الإيطالي وجمهور كبير يقدر بستين ألف متفرج، عائد ذلك المهرجان لم يعلن رسمياً إلا أن الأرقام تؤكد بأن دخل المباراة تجاوز 3أضعاف تكلفته التي تمثلت في إحضار منتخب النجوم والفريق الإيطالي وتكاليف نقلهما مع الإقامة، خصوصاً وأن عدد الرعاة الرسميين تجاوز ستة عشر راعياً تكفلوا بجميع جوائز المهرجان حيث تم السحب على ثلاث سيارات فارهة وجوائز تقدر قيمتها بنصف مليون درهم إماراتي جعلت جميع مدرجات استاد مدينة زايد الرياضية التي تبلغ ستين ألف مقعد تمتلئ بالكامل، بالإضافة إلى حقوق نقل المباراة إلى أكثر من 12محطة رياضية .
تجربة اعتزال الطلياني شجعت النجوم الكبار لدينا في المملكة على إنهاء جميع متطلبات حفل الاعتزال حيث سيكون الجمهور الرياضي على موعد مع مهرجانين للنجمين الدوليين السابقين أحمد جميل ويوسف الثنيان اللذين سيكون توقيت حفليهما متقارباً وذلك في الفترة التي تلي إجازة عيد الفطر المبارك .
فهل تكون هذه المبادرة بمثابة (تعليق الجرس) لبقية اللاعبين المعتزلين خصوصاً وأن قائمة الإنتظار لإقامة حفل اعتزال تضم نجوماً على مستوى كبير من النجومية والشهرة أم يبقى الحال كما هو عليه ؟!