أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

صائد الفرص للأسهم الأمريكية والاوبشن 
عدد الضغطات  : 20009
مساحة اعلانية 
عدد الضغطات  : 15720


العودة   منتديات الوئام > المنتدى العام >  ملتقى الأصدقاء

 ملتقى الأصدقاء تهانينا ، افرآحنا ، أخوتنا ، من هنآ نبدأ .. لاستقبال الأعضاء الجدد ، تكريم الأعضاء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 02 / 2002, 05 : 08 PM   #1
همسة غلا 
وئامي مجتهد

 


+ رقم العضوية » 671
+ تاريخ التسجيل » 15 / 07 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 158
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

همسة غلا غير متواجد حالياً

افتراضي الذكرى "من تراث الاندلس العريق"

الذكـــــــــــــــــــــرى

وقف ابو عبدالله اخر ملوك غرناطة بعد انكسارة امام جيوش الملك فرديناند والملكة ايزابيلا على شاطيء الخليج الرومي تحت ذيل جبل طارق قبل نزولة الى السفينة المعدة لحملة الى افريقيا وقد وقف حولة نساؤة واولاده وعظماء قومه من بني الأحمر فألقى على ملكه نظرة طويلة لم يسترجعها الا مبللة بالدموع ثم ادنى رداءه من وجهه وانشأ يبكي بكاء مرا وينشج نشيجا محزنا حتى بكى من حولة لبكائه واصبح شاطيء البحر كأنة مناحة تتردد فيها الزفرات فانه لواقف موقفه هذا اذ احس هاتفا يهتف بأسمه بصوت كأنما ينحدر عليه من علياء السماء فرفع رأسه فاذا شيخ ناسك متكئ على عصاه واقف على باب مغارة من مغارات الجبل المشرف عليه ينظر اليه ويقول
" نعم لك ان تبكي ايها الملك الساقط على ملكك بكاء النساء فانك لم تحتفظ به احتفاظ الرجال انك ضحكت بالأمس كثيرا فابك اليوم بمقدار ماضحكت بالأمس فالسرور نهار الحياة والحزن ليلها ولايلبث النهار الساطع ان يعقبه الليل القاتم
لو ان ماذهب من يدك من ملكك ذهب بصدمة من صدمات القدر او نازلة من نوازل القضاء من حيث لا حول لك من ذلك ولا حيلة لهان امرة عليك امّا وقد اضعته بيدك واسلمته الى عدوك باختيارك فابك عليه بكاء النادم المتفجع الذي لايجد له عن مصابه عزاء ولا سلوى
لايظلم الله عبدا من عباده ولايريد بأحد من الناس في شأن من الشؤون شرا ولاضيرا ولكن الناس يأبون الا ان يقفو على حافة الهوه الضعيفه فتزل بهم اقدامهم ويمشو تحت الصخرة البارزة المشرفة فتسقط على رؤوسهم
لم تقنع بما قسم لك الله من الرزق فأبيت الا الملك والسلطان فنازعت عمك الامر واستعنت عليه بعدوك وعدوه فتناول رأسيكما معا لي فوق هذه الصخرة يابني الاحمر سبعة اعوام انتظر فيها هذا المصير الذي صرتم اليه واترقب الساعة التي ارى فيها اخر ملك يرحل عن هذة الديار رحلة لارجعة من بعدها لاني اعلم ان الملك الذي يتولى امره الجاهلون الاغبياء لا دوام له ولا بقاء اتخذ بعضكم بعضا عدوا واصبح كل واحد منكم حربا على صاحبه فسقتم المسلمين الى ميادين القتال يضرب بعضهم وجوه بعض والعدّو رابض من ورائكم يتربص بكم الدوائر ويرى ان كلا منكم قائدا من قواده ينبعث من بين يديه لقتال اعدائه والمناضله على ملكه حتى راكم تتهافتون على انفسكم ضعفا ووهنا فاقتحمكم فما هي الا جولة او جولتان حتى ظفر بكما معا
ستقفون غدا بين يدي الله يا ملوك الاسلام وسيسألكم عن الاسلام الذي اضعتموه وهبطتم به من علياء مجده حتى الصقتم انفه بالرغام وعن المسلمين الذين أسلمتوموهم بأيديكم الى اعدائهم ليعيشوا بينهم عيش البائسين المستضعفين وعن مدن الاسلام وامصاره التي اشتراها ابائكم بدمائهم وارواحهم ثم تركوها في ايديكم لتذودوا عنها وتحموا ذمارها فلم تحركوا في شأنها ساكنا حتى غلبكم اعدائكم عليها فأصبحتم تعيشون فيها عيش الاذلاء وتطردون منها كما يطرد الغرباء فماذا يكون جوابكم ان سألتم عن هذا كله غدا ؟
هاهي النواقيس ترن في شرفات الماذن بدلا الأذان وهاهي المساجد تطأ نعال الصلبيين في تربتها مواقع جباه المسلمين وهاهو المسلم يفر بدينه من مكان الى مكان لايستطيع ان يؤدي شعيرة من شعائر دينه الا في غار كهذا الغار الذي اعيش فيه
ليت المسلمين عاشوا دهرهم فوضى لا نظام لهم ولا ملك ولا سلطان كما يعيش المشردون في افاق البلاد فقد كان ذلك خيرا لهم من ان يتولى امرهم رجال طامعون مستبدون يلفون على اعناقهم جميعا غلا واحد يسوقونهم الى موارد التلف والهلاك من حيث لايستطيعون ذودا عن انفسهم وما تفعل الفوضى بامة مايفعل بها الاستبداد
يسألكم الله يابني الاحمر عني وعن اولادي الذين انتزعتموهم من يدي انتزاعا احوج ماكنت اليهم وسقتموهم الى ميادين القتال ليقاتلوا اخوانهم المسلمين قتالا لا شرف فيه ولا فخار حتى ماتوا جميعا موت الأذلاء الادنياء فلا انتم تركتموهم بجانبي انس بهم في وحشتي والجأ الى معونتهم في شيخوختي ولا انتم ذهبتم بهم الى ميدان قتال شريف فأتعزى عنهم من بعدهم بأنهم متوا فداء عن دينهم ووطنهم
فها انذا عائش من بعدهم وحدي في هذا الغار الموحش فوق هذة الصخرة المنقطعة أبكي عليهم وأسأل الله ان يلحقني بهم فمتى يستجيب الله دعائي ؟ "
ثم اختنق صوته بالبكاء فأدار وجهه ومشى بقدم مطمئنه يتوكأ على عصاه حتى دخل مغارته وغاب عن العيون فنالت كلماته من نفس الامير مالم ينل منه ضياع ملكه وسقوط عرشه فصاح
" ماهذا بشر انما هو صوت العدل الاهي ينذرني بشقاء المستقبل فوق شقاء الماضي فليصنع الله بي ما يشاء فعدل منه كل ما صنع
ثم انحدر الى سفينته وانحدر اهله وراءه فسارت السفينه بهم تشق عباب الماء فسجل التاريخ في تلك الساعة ان قد تم جلاء العرب عن الاندلس بعد ما عمروها ثمانمائة عام
بعد مرور اربعة وعشرين عاما على تلك الحوادث لم يبق في افريقيا حي من بني الاحمر الا فتى في العشرين من العمر اسمه سعيد لم يرى غرناطة ولا قصر الحمراء ولا المرج ولا جنة العريف ولا نهر شنيل ولا عين الدمع ولا جبل الثلج ولكنه مازال يحفظ في ذاكرته من عهد الطفولة تلك الاناشيد الاندلسيه البديعة التي كان يترنم بها نساء قومه حول مهده فكان لايتمنى على الله الا ان يرى غرناطة ساعة من الزمان يشفي بها غلة نفسه ثم ليصنع به الدهر بعد ذلك مايشاء وكان كلما هم بالذهاب قعد به عن ذلك عجوزا من اهله مريضه ماكان يستطيع ان يتركها ولا يجد من يعتمد عليه في القيام بشأنها حتى وافاها اجلها ..فركب البحر من سبتة الى شاطئ ملقة ثم انحدر منها الى غرناطة متنكرا في ثوب طبيب عربي من أطباء الاعشاب يتبقل قي جبال الاندلس وسهولها حتى بلغ ضاحيتها ساعة الاصيل فوقف على هضبة من هضاب جبل الثلج فرأى الامواه تنزلق عنه في هدوء وسكون كأنها فوق سطحه اللامع المتلألئ قميص من النور أو قبة من البلور ثم التفت الى المدينة فرأى على البعد أبراجها العقيقيه الحمراء وقبابها العالية الشماء وماذنها الذاهبه في جو السماء وضم احدى يديه الى الاخرى ووضعها على صدره ولبث برهةعلى ذلك ثم صاح بصوت عال رددته الغابات
"هذا ميراث ابائي واجدادي لم يبقى لي منه الا وقفة بين يديه كوقفة الثاكل المفجوع بين ايدي الأطلال البوالي والاثار الدوارس هذه مضاجعهم ينام فيها أعدائهم وهم لامضاجع لهم الا رمال الصحراء وكثبان الفلوات هذه قصورهم تشرف على الارض الفضاء وتطل من عيون نوافذهم كأنما تترقب ان يعودوا اليها فيعمروها كما كانوا يفعلون هذه قبابهم وابراجهم رافعة رأسها ليلها ونهارها الى السموات العلا تدعوا الله ان يعيد بناتها وحماتها فلا يستجاب لها دعاء في هذه البساتين كانوا ينعمون وتحت هذه الظلال كانوا يقيلون وعلى ضفاف هذه الانهار كانوا يغدون ويروحون واليوم لا غاد منهم ولا رائح ولا سابح تحت هذه السماء ولا بارح "
ثم نظر الى الافق فرأى الشمس تنحدر الى مغربها ورأى جيش الليل يطارد فلول جيش النهار فيبددها بين يديه تبديدا فتهافت على نفسه وهو يقول
"هكذا تدول الدولات وتسقط التيجان وهكذا تحل الظلمات محل الانوار وهكذا تنتشر سحب الموت على وجه الحياة "
ثم توسد ذراعة واستغرق في نومة بين وطاء الارض وغطاء السماء فلم يستفق حتى مضت دولة الليل فمشى الى نهر جار في سفح جبل فصلى عنده صلاة الفجر ثم انحدر الى المدينة يفتش عن خان يأوي اليه فلم يجد في طريقة من يرشده الى طلبته حتى بلغ نهر شنيل فمشى على ضفته يتفقد البذور ويتلمس الاعشاب وينتظر يقظة المدينة بعد هجعتها وانه لكذلك اذ انفتح بين يديه باب قصر عظيم واذا بفتاة اسبانيه خارجة منه وقد اسبلت على وجهها خمارا أسود شفافا وأرسلت على صدرها صليبا ذهبيا صغيرا ومشى وراءها غلام يحمل على يده الكتاب المقدس فلمحته من مكانها فأدهشها موقفه فدنت منه ورفعت قناعها عن وجهها فأذا الشمس طالعة حسنا وبهاء وقالت له بلسان عربي تخالطه بعض العجمة :
"أغريب انت عن هذا البلد أيها الفتى :
قال : نعم لقد نزلت به الساعة فلم أعرف طريقا الى الخان الذي يأوي اليه الغرباء ولم اجد في طريقي من يدلني عليه
فسمعت في صوته رنة الشرف ورأت بين أعطافة مخائل النعمة فأهمها أمرة واشارت اليه ان يتبعها لتدله على مايريد فمشى بجانبها حتى بلغا موضع الخان فحيته بابتسامة عذبه وقالت له : لاتنسى ان تزورني ايها الغريب كلما عرضت لك حاجة
ثم سارت في طريقها الى كنيستها
نكب الدهر فلورندا نكبة لا تزال لوعتها متصلة بقلبها حتى اليوم فقد كان ابوها رئيس جمعية العصابه المقدسه التي قامت في وجه الحكومة اعواما طوالا تطالبها بالحريه الدينيه والشخصيه لجميع الشعوب المحكومة على اختلاف مذاهبها واجناسها حتى اعيا رجال الحكومة امرها فدسوا لرئيسها من قتلة غيلة تحت ستار الظلام فحزنت ابنته عليه وعلى امها التي ماتت على اثره حزنا شديدا ما كان يرافقها في جميع غدواتها وروحاتها فأصبحت وهي لم تسلخ الثامنة من عمرها تعيش في قصرها عيش الزاهدات المتبتلات فكان لا يراها الرائ الا ذاهبة الى الكنيسه او عائدة منها لا يصحبها الا غلامها حتى سمّاها أهل غرناطة الراهبه الجميلة فأنها لسائرة يوما بجانب مقبرة بني الاحمر اذ لمحت على البعد فتي عربيا مكبا على احد القبور كأنما يقبل صفائحه ويبل تربته بدموعه فرثت لحاله ومشت نحوه حتى دانته فأحس بها فرفع رأسه فعرفها وعرفته فقالت له :
انك تبكي ملوكك بالامس ايها الفتى فابكهم كثيرا فقد جفّ تراب قبورهم لقلة من يبكي عليهم
قال: أترثين لهم يا سيدتي ؟
قالت : نعم لأنهم كانوا عظماء فنكبهم الدهر وليس أحق بدموع الباكين من العظماء الساقطين
قال :شكرا لك ياسيدتي فهذه اول ساعة شعرت فيها ببرد العزاء يدب في صدري مذ وطئت قدماي ارضكم هذه
قالت : هل زرت قصورهم واثارهم التي تركوها من بعدهم في هذه الديار
فأطرق قليلا ثم رفع رأسه فاذا دمعة تترجج في مقلتيه وقال :
لا يا سيدتي لقد حاولت الدنو منها فطردني عنها الموكلون بأبوابها كأنما يجهلون ان ليس بين الاحياء جميعا في هذا العالم كله من هو اولى بها مني
قالت: أتمت الى احد من اصحابها بنسب او رحم
قال : لاياسيدتي ولكني عبدهم ومولاهم وصنيعة ايديهم وغرس نعمتهم فلا انسى ولائهم ما حييت
قالت : ان رائيتك غدا في مثل هذه الساعة في هذا المكان ذهبت بك الى ماتريد منها
قال : لئن فعلت ليكونن امرؤ على وجه الارض اشكر لنعمتك مني
فحيته وانصرفت ومضى هو الى خانه بين صبابة تقيمه وتقعده وامل يميته ويحيه
وفت فلورندا لصديقها العربي بما وعدته به فجاءته في اليوم الثاني فأزارته بعض الاثار ثم جاء اليوم الثالث فأزارته بعضا منها وهكذا مازالا يجتمعان كل يوم ويفترقان لاينكر الناس من امرهما شيئا فقد كانو اذا رأوهما معا قالو الراهبه الجميله تحاول ان تهدي العربي الى دينها القويم حتى استحال العطف الذي كانت تضمره له في نفسها مع الايام الى حب شديد وكذلك العطف دائما طريق الحب او هو الحب نفسه لابسا ثوبا غير ثوبه الا ان احد منهما لم يجرؤ ان يكاشف صاحبه بما اضمره له في نفسه حتى جاء اليوم الذي عزم فيه على زيارة قصر الحمراء وهو اخر ما بقي بين ايديهما من الاثار فلا لقاء بينهما بعد اليوم
وقف الامير امام قصر الحمراء فرأى سماء تطاول السماء وطودا يناطح الجوزاء وهضبه تشرف على الهضاب وسحابة تمر فوق السحاب جبل تحسر عن قمته العيون وتظل في جوانبه الظنون وحصنا تتقاصر عنه يد الايام وتتهافت من حوله السنون والاعوام ثم دخل فاذا ملك كبير وجنة وحرير وقباب تفضي اليها النجوم بالاسرار وابراج تنزلق عن سطوحها يد الاقدار وصحون مفروشه بألوان الحصباء كأنها الرياض الزهراء وجدران صقيله ملساء تصف مابين يديها من الاشياء كما تصف المراة وجه الحسناء وكأن كل جدار منها لجة متلاطمة الامواج يحبسها عن الجريان لوح من زجاج فمشى يقلب نظر العظه والاعتبار بين تلك المشاهد والاثار ويتغنم في نفسه بقول القائل :

وقفت بالحمراء مستعبراً
*********** معتبراً اندب اشتاتاً

فقلت يا حمراء هل رجعةٌ
*********** قالت وهل يرجع من ماتا ؟

فلم ازل ابكي على رسمها
*********** هيهات يغني الدمع هيهاتا

كأنما اثار من قد مضوا
*********** نوادب يندبن امواتا



... يتبع

قولي للقلب اللي هويته ..
..انا نسيته

راح يسألوني .. ويسألون
وتبكي من عقبي العيون

من يصدقني حبيبي .. لو اقول
انك تخون

 

  رد مع اقتباس
قديم 16 / 02 / 2002, 07 : 08 PM   #2
همسة غلا 
وئامي مجتهد

 


+ رقم العضوية » 671
+ تاريخ التسجيل » 15 / 07 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 158
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

همسة غلا غير متواجد حالياً

افتراضي

حتى وصل الى الساحة الكبرى فرأى صحنا مفروشا ببساط من المرمر الاصفر قد دارت به في جهاته الاربعه اربعة صفوف من الاعمدة النحاف الطوال وتراءت في جوانبه حجرات متقابلات تعلوها قباب مشرفات فعلم انها حجرات المراء والاميرات من اهل بيته فهاجت في نفسه الذكرى وشعر ان صدره يحاول ان ينشق عن قلبه حزنا ووجدا واحس بحاجته الى البكاء فاستحيا ان يبكي امام فلورندا فتركها في مكانها لاهية عنه بالنظر الى بعض النقوش ومشى الى بعض تلك القاعات حتى داناها فكان اول ماتناول نظرة منه سطرا مكتوبا على بابه فما قرأه حتى صاح صيحة شديدة قائلا : وأبتاه وسقط مغشيا عليه
فلم يستفق الا بعد ساعة ففتح عينيه فوجد رأسه في حجر فلورند ووجد في عينيها اثار بكاء فقالت له :
لقد كنت اعلم قبل اليوم انك تكاتمني شيئا من اسرار نفسك والان عرفت انك لست عبد بني الأحمر ولا مولاهم كما تقول ولكنك أحد أمرائهم وأنك الساعة في قصر جدك وأمام حجرة ابيك فما أسوأحظكم يا بني الاحمر وما أعظم شقاؤك ايها الامير المسكين
فلم يجد سبيلا بعد ذلك الى كتمان امره فأنشأ يقص عليها قصته وقصة اهل بيته وما صنعت بهم يد الدهر مذ جلوا عن الاندلس حتى اليوم فلما فرغ من قصته نظر اليها نظرة منكسرة وقال لها :
فلورندا ان جميع ما لقيته من الشقاء بالامس يصغر بجانب الشقاء الذي تدخره لي الايام في الغد
قالت : " وأي شقاء ينتظرك أكثر مما انت فيه ؟
فأطرق هنيه ثم رفع رأسه وقال :
اني استطيع ان اتحمل كل شئ في الحياة الا ان افارقك فراقا لا لقاء من بعده
قالت : " أتحبني ايها الامير ؟ "
أجابها : نعم حب الزهرة الذابله للقطرة الهاطله
قالت :" وهل تستطيع ان تحب فتاة مسيحيه لا تدين بدينك ؟"
قال :
نعم لان طريق الدين في القلب غير طريق الحب ولقد وجدت فيك الصفات التي احبها فأحببتك لها ثم لا شأن لي بعد ذلك فيما تعتقدين "
قالت : " وهل تستطيع ان تحب بلا امل ؟ "
" ولم لا يكون الحب نفسه غاية من الغايات التي نجد فيها السعادة ان ظفرنا بها ومتى كان للسعادة في هذه الحياة نهاية محدوده فلا نجد الراحة الا اذا وصلناالى نهايتها "
وكان الليل قد اظلهما فبرحا مكانهما ومشيا يتحدثان حتى بلغا الموضع الذي اعتادا ان يفترقا فيه فوضعت فلورندا يدها في يده وقالت له : " سأحبك كما أحببتني ايها الامير وسيكون حبي لك بلا امل كحبك لي ولقد فرق الدين بين جسدينا فليجمع الحب بين قلبينا " فتركته و انصرفت ثم مرت بهما بعد ذلك اياماسعدا فيها بنعمة العيش سعادة انستهما جميع ما لقيا في حياتهما الماضيه من شقاء وعناء فأصبحا فوق ارض غرناطه وتحت سمائها طائرين جميلين يطيران حيث يصفو لهما وجه السماءوتترقق صفحة الهواء ويقعان حيث يطيب لهما التغريد والتنقير فليت الدهر ينام عنهما ولا ينغص عليهما هذه الساعات القليله من السعادة التي ابتاعاها بكثير من دموعهما وآلامهما والتي لا يملكان من سعادة الحياة سواها فان خسراها خسرا كل شئ
بينما هما جالسان ذات يوم على ضفة جدول من جداول عين الدمع اذ مر بهما الدون رودريك ابن حاكم مدينة غرناطة فرآهما في مجلسهما هذا من حيث لا يريانه وكان قد رأى فلورندا قبل اليوم فأحبها فاختلف الى منزلها اياما يتحبب اليها ويدعوها لى الزواج منه فأبت ان تصغي اليه وقالت له انا لا أتزوج ابن قاتل أبي فانصرف بلوعة لاتزال كامنة في صدره حتى اليوم فلما رأها جالسة مجلسها هذا زعم في نفسه انها ما أوصدت باب قلبها في وجهه الا لانها كانت قد فتحته من قبل لذلك الفتى العربي الجميل الذي يجالسها فذهب الى قصرها في اليوم الثاني ليفضي اليها بما وقع في نفسه فأبت ان تقابله فخرج غاضبا يحدث نفسه بأفضع انواع الانتقام
وما هي الا ايام قلائل حتى سيق الامير سعيــــــد بن يوســفـــــــــ بن ابي عبــــــد اللـــــــــه سليل بني الاحمر ملوك هذه البلاد بالامس ومؤسسي مجدها وعظمتها وبناة قلاعها وحصونها وأصحاب قصورها وبساتينها ذليلا مهانا الى محكمة التفتيش متهما بمحاولة أغراء فتاة مسيحيه بترك دينها وهي عندهم أفظع الجرائم وأهولها
وقف الامير أمام قضاة محكمة التفتيش فسأله الرئيس عن تهمته فأنكرها فلم يحفل بأنكاره وقال له :
لا يدل على برائتك الا امر واحد وهو ان تترك دينك وتأخذ بدين المسيح "هذا أكثر جزء رفع ضغطي في القصه يعني وقاحة غير طبيعيه المهم نكمل القصه "
فطار الغضب في دماغه وصرخ صرخة دوت بها ارجاء المحكمه وقال :
في اي كتاب من كتبكم وفي اي عهد من عهود انبيائكم ورسلكم ان سفك الدم عقاب الذين لا يؤمنون بأيمانكم ولا يدينون بدينكم ؟
من ايّ عالم من عوالم الارض او السماء اتيتم بهذه العقول التي تصور لكم ان الشعوب تساق الى الايمان سوقا وان العقائد تسقى الى الناس كما يسقى الماء والخمر
أين العهد الذي اخذتوموه على أنفسكم يوم وطئت أقدامكم هذه البلاد أن تتركونا أحرارا في عقائدنا ومذاهبنا وان لا تؤذونا في عاطفه من عواطف قلوبنا ولا في شعيرة من شعائر ديننا ؟
أهذا الذي تصنعون اليوم والذي صنعتم بالامس هو كل ماعندكم من الوفاء بالعهود والرّعي للذمم ؟
نعم لكم ان تفعلوا ما تشاؤون فقد خلا لكم وجه البلاد واصبحتم اصحاب القوه والسلطان فيها وللسلطان عزّة لا تبالي بعهد ولا بوفاء
ان العهود التي تكون بين الاقوياء والضعفاءانما هي سيف قاطع في يد الاولين وغلّ ملتف في اعناق الاخرين فلا أقال الله عثرة البلهاء ولا أقر عيون الأغبياء
انتم أقوياء ونحن ضعفاء فأنتم أصحاب الحق الأبلج والحجه القائمه فاصنعو ما شئتم فهذا حقكم الذي خولتكم اياه قوتكم
أسفكوا من دمائنا ما شئتم وأسلبوا من حقوقنا ما أردتم وأملكوا علينا مشاعرنا وعقولنا حتى لاندين الا بما تدينون ولانذهب الا حيث تذهبون فقد عجزنا عن ان نكون أقوياء فلا بد ان ينالنا ما ينال الضعفاء
ثم حاول الاستمرار في حديثه فقاطعه الرئيس وأمر أن يساق الى ساحة الموت التى هلك فيها من قبله عشرة الاف من المسلمين قتلا أو حرقا فسيق اليها وأجتمع الناس حول مصرعه رجالا ونساء وما ان جرد الجلاد سيفه فوق رأسه حتى سمع الناس صرخة أمرأة بين الصفوف فالتفتوا فلم يعرفوا مصدرها وما هي الا غمضة وانتباهة ان سقط ذلك الرأس الذي ليس له مثيل
ويرى المار اليوم بجانب مقبرة بني الحمراء في ظاهر غرناطة قبرا جميلا مزخرفا هو قطعه واحدة من الرخام الأزرق الصافي قد نحتت في سطحها حفرة جوفاء تمتلئ بماء المطر فيهوي اليها الطير في أيام الصيف الحار فيشرب منها ونقشت على ضلع من أضلاعها هذه السطور


هذا قبر آخر بني الأحمر
من صديقته الوفية بعهده حتى الموت
فلورندا فليب


=========


منقول..

قولي للقلب اللي هويته ..
..انا نسيته

راح يسألوني .. ويسألون
وتبكي من عقبي العيون

من يصدقني حبيبي .. لو اقول
انك تخون

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صاحب اكبر موقع "للأغاني الشعبية" يعلن "توبته" ويغلق " موقعه" الليث الابيض && قناة الوئام الإعلآمي 5 13 / 02 / 2010 58 : 11 AM
أجمل و أروع """"ثيماث 2010"""" هيالا تفوتو الفرصة sokratt منتدى برامج الكمبيوتر 0 09 / 11 / 2009 31 : 01 PM
سلسلة لماذا أنا مسلم"إجابة شافية عن سؤال صعب" الاصدار الاول ""الربانية"" خالد حربي  نفَحَآت إيمَآنِية 6 06 / 10 / 2006 02 : 05 PM
"المظبي" و"المندي" و"الحنيذ" وراء انتشار السرطان في المملكة! مخاوي القمري  العيَآدَةْ الطِبْيَة 7 10 / 09 / 2004 50 : 10 PM


الساعة الآن 15 : 09 PM بتوقيت السعودية


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]