أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

صائد الفرص للأسهم الأمريكية والاوبشن 
عدد الضغطات  : 20009
مساحة اعلانية 
عدد الضغطات  : 15720


العودة   منتديات الوئام > المنتدى العام >  نفَحَآت إيمَآنِية

الملاحظات

 نفَحَآت إيمَآنِية كل ما يتعلق بديننا الإسلامي الحنيف على نهج أهل السنة والجماعه ، للموضوعات الدينيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14 / 06 / 2003, 46 : 06 AM   #1
المقدسي 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 5956
+ تاريخ التسجيل » 18 / 02 / 2003

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 30
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

المقدسي غير متواجد حالياً

افتراضي الخلل الفاضح

الخللُ الفاضح

أيها الناس:
عندما تدلهم الخطوب، وتنزل القوارع والنكبات، وتكثر النوازل والنائبات، وتختلط الأوراق، وتضيع الحقائق، يفزع الناس إلى عقلائهم بحثاً عن التدبير الأمثل، والتفكير الأسلم للخروج من تلك المآزق والنكبات. فيبحث هؤلاء العقلاء واقع أمتهم جيداً، ثم ينظرون في أنجح السبل لعلاجه، ثم يسيرون في مراحل العلاج حسب متطلباته، ووفقاً لاستجابة أمتهم له، مع ممارسة المراقبة الحثيثة، والمتابعة المستمرة، والعناية الفائقة، حتى تصل الأمة إلى الشفاء التام، وتجتاز مرحلة الخطر الذي أحدق بها، وتتعافى من البلاء الذي أصابها. وقد كان هذا هو دأبَ الأمم والشعوب منذ أن وجدت البشرية، وسيبقى هذا وحده هو المنهاج الواجب اتباعه حتى يرث الله الأرض ومن عليها. فمن كان من تلك الأمم والشعوب له نبي مرسل يهديه إلى الصراط الأقوم، فالخير في اتباعه، والشر في معاداته، ومن لم يكن لهم نبي مرسل فالتدبير عند العقلاء وأصحاب الرأي، فمن وافقهم نجا، ومن خالفهم هلك. والشيء الأكيد أن كلا الفريقين لا يأخذ برأي السفهاء، ولا يسير خلف الأهواء، ولا يقبل بطريق المُكِبّين على وجوههم من التائهين والجهلاء والهلكى.
قال تعالى: {قال اهبطوا منها بعضكم لبعض عدو، فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً، ونحشره يوم القيامة أعمى}. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما يرويه عن ربه: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته". وقال الشاعر: الرأي قبل شجاعة الشجعان # هو أولٌ وهي المقام الثاني.
أيها الناس:
إن الذي يجري في العالم اليوم هو السفه بعينه، والجهل الذي ما بعده جهل، والجنون المطبق. ذلك أن الأمر العالمي جسد بلا رأس، مصداقاً لقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: "رأس الأمر الإسلام..." ومعنى ذلك أن الدنيا من غير إسلام كالجسد بلا رأس، أمرها فاشل وباطل وفاسد. فمنذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم نُسخت كل شريعة سابقة، وجُعل التدبير الإسلامي فوق كل تدبير، والعقيدة الإسلامية فوق كل عقيدة، والنظام الإسلامي فوق كل نظام، وظهر معنى السعادة الحقيقية في نوال رضوان الله عز جل، وجعلت الصلاة عموداً لهذا الأمر، والجهادُ في سبيل الله ذروةً لسنامه. قال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}. وأصبح دخول الناس في دين الله واجباً، وإعراضهم عنه كفراً بواحاً، وصارت السلامة في الإسلام وحده، والحسرة والندامة في الكفر والشرك والطغيان. هذا في شأن الدنيا عموماً، أما في دائرة الإسلام، فهناك تمسك يورث السداد والرشاد والنصر والعزة والسؤدد، وهناك تفريط ينتج عنه التخبط والتراجع والهلاك، وتلك هي سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً. ولذلك كانت النبوة والرحمة أولَ العهد بهذه الأمة، ثم كانت الخلافة الراشدة الأولى على منهاج النبوة، قادها أقوام متميزون في كل شيء، رضي الله عنهم ورضوا عنه، همهم إرضاء الله جلت قدرته، نبراسهم وقدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرفوا فلزموا، وأدركوا فأطاعوا، وجاهدوا في الله حق جهاده في حمل دعوة الإسلام وتبليغه، فنصرهم الله وأيدهم، وفتح البلاد لهم، وهدى العباد على أيديهم، وخضعت لهم رقاب الجبابرة من الكفار والملاحدة. ولله در علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وهو يصف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أولياء الله وأحباؤه، فيقول: «والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما أرى اليوم شيئاً يشبههم، لقد كانوُاْ يصبحون شُعثاً غبراً، بينَ أعينهِم أمثالُ رَكْبِ المِعْزَى، قدْ باتوُاْ للهِ سُجَّداً وقِياماً، يَتلونَ كِتابَ الله تعالى، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإِذَا أصبحوُاْ فذكروُاْ الله عز وجل، مادوُاْ كما يميد الشجر فِي يوم الريح، وهَمَلَتْ أعينهم حَتَّى تبل ثيابهم، والله لكأنّ القوم باتوُاْ غافلين. ثم خلف من بعدهم خلفٌ نقضوا عرى الإسلام عروة عروة – إلا قليلاً ممن هدى الله – فكانت الهزيمة بعد النصر جزاءً وفاقاً، وكان الانخفاض بعد العلو حقاً وعدلاً. لما غلب الشر على الخير، واتسع الخرق على الراقع، وأصبح الانحراف كبيراً تصعب معه الاستقامة والعودة للسير على الجادة، قصم الله ظهر القوم، وأتى بنيان دولتهم من القواعد، فخر عليهم السقف من فوقهم، وهدمت الدولة التي كانت تجمع شملهم، وتوحد كلمتهم، وترد أولاهم على أُخراهم. أجل عباد الله، لقد حصل كل ذلك من المسلمين ومع المسلمين، وما مسلمو اليوم إلا نتاج ذلك اللقاح، وحصاد ذلك الزرع، ومظاهر شاذة لذلك الخلل الفاضح.
أيها الناس:
ليس غريباً بعد كل ذلك أن نرى الجثث المتفحمة في فلسطين، وأن نرى الرؤوس المقطوعة في أندونيسيا والفلبين، وأن نرى المقابر الجماعية في العراق والبوسنة وكوسوفا والجزائر وغيرها من بلاد المسلمين، وأن يفتك الكفار الأميركيون والبريطانيون والهندوس واليهود بالمسلمين، وأن يروج المروجون لخارطة الطريق في فلسطين، ولانتخابات ترسخ أنظمة الكفر في الأردن وفلسطين والكويت والبحرين وتركيا وباقي بلاد المسلمين، وليس غريباً أن يستشهد السجناء من حملة الدعوة الإسلامية جراء التعذيب الوحشي في سجون الطغاة الأوزبكيين، وأن يفشل انقلاب الموريتانيين، وأن يعذب الكشميريون، وأن يدخل السوريون واللبنانيون في مفاوضات صلح وسلام مع الغاصبين لأرض الإسلام والمسلمين كما فعل أشياعُهم من قبلهم الأردنيون والمصريون! وأن يهرول المهرولون من حكام العرب والمسلمين للصلح الآثم والتطبيع المهين، غير عابئين بالدماء الزكية التي سفكت، والجثث التي تفحمت، والأطفال الرضع التي قتلت، والبيوت التي فوق رؤوس أصحابها هدمت، والمزارع التي أحرقت، والجبال التي عليها المستوطنات قد نصبت.
أيها الناس:
ليس غريباً أن يحصل كل الذي حصل وأكثر، فالخلل الفاضح في أمة الإسلام لا يمكن إخفاؤه، كما أنه لا يمكن تغطية الشمس بالغربال، كما يقولون. فالأمر موسد إلى غير أهله، والقرآن معطل، والسنة النبوية معطلة، وأنظمة الحكم في بلاد المسلمين طاغوتية جاهلية غير إسلامية، والحكام كفرة وظلمة وفسقة، والدساتير كافرة ليست منبثقة من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس، والشعوب لا زالت تهتف بالوطنية والقومية، وتسير خلف سراب المصلحية والنفعية نفاقاً لأميركا وبريطانيا، ظانين أنهما قادرتان على تحريرهم من طغيان حكامهم المطبق، ومن فقرهم المدقع، فالمستجير ببوش عند كربته # كالمستجير من الرمضاء بالنار.
أيها الناس:
لقد بان لكم الخلل الفاضح في منهاج حياتكم، وظهر جلياً سبب بلائكم ومصدر شقائكم، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله". صدقت يا أبا حفص، ويا ليتك تنظر ما حل بنا عندما ابتغينا العزة عند أميركا وطلبنا منها الضغط على إسرائيل لتطبيق خارطة الطريق، ووقف الاغتيالات والانسحاب من الطرقات، ويا ليتك تعلم ماذا حل بنا عندما ابتغينا العزة عند ملوكنا ورؤسائنا وأمرائنا العبيد لأميركا وبريطانيا، ويا ليتك تعلم ماذا حل بنا عندما ابتغينا العزة في دويلات ضرار لا تملك لنفسها شروى نقير في مجال العزة والكرامة. سيدي أمير المؤمنين، أصدقك القول أننا قد أصبحنا غثاءً كغثاء السيل، سيدي أمير المؤمنين أبلغ أصحابك أبا بكر وعثمان وعلي وحفيدك عمر بن عبد العزيز أن الخلافة قد غاضت من الوجود، وأن دعاة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة معذبون في الأرض، مطاردون ومحقرون ومحسرون، وعن السلطان مقصون، وقد أحاط بهم الظالمون من كل جانب. أبلغ سُمية من آل ياسر أن مثيلاتها يقبعن في سجون الطواغيت في عصر ما يسمى بتحرير المرأة، أبلغ بلالاً وعماراً أن الله قد ابتلانا بنسخ عديدة من أمية بن خلف وأبي جهل وأبي لهب في عصر ما يسمى بالحرية والديمقراطية، بالله عليك يا سيدي يا أمير المؤمنين أبلغ نبينا محمداً أننا باقون على العهد ما حيينا أبداً، ولنصبرن حتى نلقاكم جميعاً على حوضه، وأبلغه أن الكفر بخيله ورجله يخشى كلمة الخلافة أن تذكر.
أيها الناس:
جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين أُراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله، قال: فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة.
أجل، يا عباد الله، قد وسد الأمر إلى غير أهله، وتلك هي الطامة الكبرى والمصيبة العظمى والخلل الفاضح، فالأمر العام العالمي موسد إلى أميركا وهي من غير أهله، والأمر العام في باقي بلدان العالم موسد إلى غير أهله كذلك، والأمر عند المسلمين على وجه الخصوص موسد إلى غير أهله في الحكم والوظائف العامة والخاصة. فالحكم موسد إلى ما يزيد عن سبعة وخمسين رجلاً وامرأة لم تصح ولاية أيٍّ منهم، فهم من غير أهله، بل هم غاصبون لسلطان المسلمين ولا يحكمونهم بشرع الله الذي نزل من فوق سبع سماوات. والعلم موسد إلى غير أهله ممن تأزهر أو تسعدن أو تزلف وتملق، وباقي المناصب موسد إلى غير أهلها، إما بسبب القربى للحاكم المتنفذ، أو بالواسطة والرشوة، أو بالخيانة والعمالة. ولذلك فسدت أجواء الناس في كل ناحية، وعضهم الجوع بنابه، والفقر بتجفافه، والذل بأنواعه، والقهر بأشكاله.
أيها الناس:
إن الخلل الفاضح في زماننا هو توسيدُ الأمر إلى غير أهله، وهو منكرٌ محرم، والواجب على المسلمين أن يسحبوا كافة أمورهم الموسدة إلى غير أهلها، وذلك بالعمل بكامل الطاقة مع العاملين المخلصين الجادين والهادفين لإقامة دولة خلافة المسلمين الثانية الراشدة على منهاج النبوة، ومبايعة إمام واحد على السمع والطاعة، للحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فإذا وسد هذا الأمر إلى أهله، فإن باقي الأمور ستوسد إلى أهلها تلقائياً، باختيار الإمام بطانة صالحة، تأتي العلماء، وتضع المعايير والمواصفات والمقاييس الرفيعة لاختيار الرجل المناسب ووضعه في المكان المناسب. فإذا وسد الأمر إلى أهله استقام أمر الدنيا والآخرة، ورضي ساكن الأرض وساكن السماء، ونَعِم الناس بسعادة الدارين، وسيجبر الخلل الفاضح، وتستقيم الأمور قريباً بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

الجمعة 13/4/1424هـ
الموافق 13/6/2003م

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفاضي مثلي يتفضل مشكورا.. طاروق المهاجر  بوحْ الشعِر والنثر .. 18 29 / 12 / 2006 52 : 02 PM
الفاضي لو سمحت شيـــك  بوحْ الشعِر والنثر .. 23 18 / 02 / 2002 58 : 10 PM
شـــــــفووووهــاااااا لا يضيع عمركم علي الفاضي sultan221  ||ترفيه وَمسآبقآت 2 09 / 08 / 2001 51 : 01 PM
في الحلم مجدولين  بوحْ الشعِر والنثر .. 6 16 / 07 / 2001 23 : 08 PM


الساعة الآن 13 : 12 AM بتوقيت السعودية


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]