|
نفَحَآت إيمَآنِية كل ما يتعلق بديننا الإسلامي الحنيف على نهج أهل السنة والجماعه ، للموضوعات الدينيه |
|
أدوات الموضوع |
13 / 04 / 2009, 06 : 05 AM | #1 | |||||||
عضو شرف
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
|
الهوى
اعلم رحمك الله أن النفس البشرية مجبولة على حب الهوى، سواء كان لذة فانية، أو آراء فاسدة، أو أطماع كاذبة، أو أماني بعيدة، فهو يدعو إلى لذة حاضرة من غير تفكر في عاقبة وإن كانت سبباً في منع لذة آجلة في جنة عدن عند مليك مقتدر، قال تعالى: {بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى}.
لكن العاقل الذي ملك زمام نفسه ينأى بها عن درجة الحيوانية المجردة، وعن طباع البهائم، لأن ملكة الإرادة منةٌ ونعمة من الله امتن بها على بني آدم، فالعاقل إذا تعرضت له شهوة وزنها بميزان العقل، الذي لا ينفك عن الشرع فإن كانت السلامة فيها مضى وإن لم تكن أحجم، قال تعالى: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}. ومما ورد في ذم الهوى : قال ابن عباس رضي الله عنه: " ما ذكر الله في موضع من كتابه إلا ه، قال تعالى: {واتبع هواه فمثله كمثل الكلب}، وقال: {واتبع هواه وكان أمره فرطا}، وقال: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}، وقال تعالى: {فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}. والآيات في ذم الهوى كثيرة، وحسبك بقول الله تبارك وتعالى: {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}. ولقد سُمى الهوى بذلك لأنه كما قيل يَهوِى بصاحبه، وقد سئل بعضهم عن الهوى فقال: هوان سرقت نونه، وأنشد يقول: نون الهوان من الهوى مسروقة فإذا هَوِيتَ فقد لَقِيتَ هَوانا وقد ذُم الهوى من سائر الحكماء والعقلاء من لدن آدم حتى يومنا هذا، وما علم أحد مدح الهوى إلا وفي نفسه هوى. وممن ذم الهوى المعتصم فقال: ( إذا نُصر الهوى ذهب الرأي ) . وقال آخر: ( اعلم أن البلاء كله في هواك، والشفاء كله في مخالفتك إياه ) . وسئل يحى بن معاذ عن أصح الناس عزماً، فقال: ( الغالب لهواه ). ولذا يجب على العبد أن يحاسب نفسه دائما ولا ينقاد لإله الهوى، وأن يكون توبيخ نفسه أقرب إليه من اختلاق المبررات لها، وأن يجاهد نفسه حتى لا تغلبه وترديه المهالك، قال تعالى: {فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}. ومما يتأتى به دفع الهوى جهاد النفس، قال تعالى: {وجاهدوا في الله حق جهاده}، وجهاد النفس فرض عين على كل مكلف، وهو أكبر وأعظم على النفس من جهاد الأعداء، بل إن جهاد الأعداء فرع من جهاد النفس. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم يوم القيامة، وتَزيّنوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ). وورد عن الحسن أنه قال: ( أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم لله عز وجل في الدنيا، فوقفوا عند همومهم وأعمالهم، فإن كان الذي هموا به لله عز وجل مضوا فيه، وإن كان عليهم أمسكوا ). وقال: ( وإنما يثقُلُ الحسابُ يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور في الدنيا، واتخذوها على غير محاسبة فوجدوا الله عز وجل قد أحصى عليهم مثاقيل الذر، ثم قرأ: {يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} ). النبي صلى الله عليه وسلم المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كان أشد الناس حرصاً على محاسبة نفسه، فروى ابن الجوزي بسنده عن ابن البجير رضي الله عنه، وكان من أصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم، قال: أصاب النبي يوماً جوع شديد فوضع حجراً على بطنه ثم قال: ( ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا، جائعة عارية يوم القيامة، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم، ألا يا رُبّ متخوض متنعم فيما أفاء الله على رسوله ماله عند الله من خلاق، ألا وإن عمل الجنة حَزْنة بربوة، ألا وإن عمل النار سهلة بسهوة، ألا يا رب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً ) [ذم الهوى: ص37]. وقال ابن القيم رحمه الله: ( قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمل الناس هداية أعظمهم جهاداً، وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصولة إلى جنته، ومن ترك الجهاد وفاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد ) [الفوائد: ص78]. ثم اعلم رحمك الله أن الإنسان لا يستطيع أن يخالف هواه إلا إذا كان يستطيع أن يميز بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والنافع والضار، وبالجملة يستطيع أن يميز بين الخير والشر، لذلك يجب على المسلم عامة والمجاهد خاصة أن يقبل على تعلم ما ينفعه من أمور دنياه وآخرته ويترك ما لا فائدة منه فضلاً عن الضار من المعلوم، فعلى المجاهد أن يعلم أنه يجب عليه أن يتعلم الحلال والحرام وخاصة فيما هو بصدده، وأن يكون دائماً سيء الظن بنفسه، لأن حسن الظن بالنفس يمنع من التفتيش والتنقيب على عيوبها. والحمد لله رب العالمين |
|||||||
|
||||||||
13 / 04 / 2009, 32 : 08 AM | #2 | |||||||
مدير المراسم الوئامية
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
جزاك الله خير ياعازف
وبارك المولى في جهودك |
|||||||
|
||||||||
13 / 04 / 2009, 14 : 09 AM | #3 | |||||||
ضيف
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
أشكرك أخي ( عازف الإيقاع ) على هذا الطرح الهام .
|
|||||||
|
||||||||
20 / 04 / 2009, 34 : 10 PM | #4 | |||||||
عضو شرف
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
.
. (ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}. . . طرح رائع وجميل ... فيه تذكر ونصح وموعظة وارشاد ... فالهوى هي المصيبة الكبرى التي تصرف الانسان عن طاعة خالقه ... الى اتباع اهواء نفسه ... . . بارك الله فيك أخي عازف الايقاع ... وجزاك الله خيرا ً ... ........................... .................... ......... |
|||||||
|
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ليا زان الهوى صار للمعتري كسوه ** ومن شان الهوى غصب يرد المكتسي عاري | سديم | بوحْ الشعِر والنثر .. | 6 | 26 / 08 / 2005 12 : 12 PM |
لو عاد الهوى | the brave heart | بوحْ الشعِر والنثر .. | 4 | 13 / 06 / 2003 43 : 06 AM |
درب الهوى | ابو نوره S14 | بوحْ الشعِر والنثر .. | 7 | 10 / 07 / 2002 43 : 01 AM |
عهد الهوى !! | LEZA^ESTERADA | بوحْ الشعِر والنثر .. | 3 | 09 / 02 / 2002 29 : 01 AM |
جنى الهوى | مجدولين | بوحْ الشعِر والنثر .. | 12 | 24 / 04 / 2001 23 : 10 PM |