التعصب

من تعريفات التعصب أنه شعور داخلي يجعل الشخص يشعر بأنه الأفضل مقارنة بغيره، ويكون أساس هذا الشعور هو اعتقاد ذلك الشخص بأن نسبه أو قبيلته أو غير ذلك من الانتماءات هي الأفضل من البقية، ويظهر هذا الشعور بصورة ممارسات ومواقف متزمتة قد تصل إلى التنقيص من قدر الآخرين وعدم الاعتراف بحقوقهم وإنسانيتهم.
وقد نهى عن ذلك ديننا الحنيفٌ حيث جعل الله سبحانه وتعالى معيار التمييز والتكريم عنده هو التقوى، قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}(الحجرات:13).
ولعل السبب الرئيسي لحدوث التعصب هو تربية بعض فئات المجتمع لأبنائهم على أحادية الرأي خلال مراحل تنشئتهم، وعدم تعويدهم على احترام وتقدير الآخرين مهما كانت مشاربهم.
ويحدث التعصب في أكثر من صورة، فمن هذه الصور صورة التعصب للجماعة أو للقبيلة من خلال القيام بالمبالغة بتمجيدها دون أي اعتبار لغيرها من الجماعات أو القبائل، وقد ظهر ذلك بوضوح في السنوات الأخيرة من خلال القنوات الفضائيةالتي خصصتها بعض القبائل والجماعات لها فكانت المنابر التي تسببت بإثارة النعرات بينهم وبين غيرهم.
وقد يتعصب الشخص للفريق الذي "يشجعّه" دون أن يُعطي أي قدر من الاحترام للفرق الأخرى ومشجعيهم، بل أن ذلك التعصب يتسبب أحياناً بالفرقة داخل الأسرة الواحدة، وقد ينتج عنه الطلاق بين الزوجين أحياناً.
كما قد يتعصب الشخص لأمته ولوطنه فيشيد بمآثرها ومزاياها، وهذا التعصب محمود ولكن المشكلة تكمن في أن ذلك الشخص قد يتزيّد لأمته ويبخس غيرها، لأن العصبية لا تبرأ من ظلم ومحاباة فيتحدث عن مفاخره، ويشيد بماضيه وحاضره، ويبالغ في ذلك، وقد لا يخلو قوله من تجني وانتقاص وتجريح للآخرين.
إن تمجيد الشخص لنفسه أو لأصله،أو لأي سبب آخر، مع التقليل من شأن الآخرين لن يزيد من قيمته في الأحوال الطبيعية، كما أنه لن يقلل من قيمة الآخرين، بل قد يدعوا لاستهجان الناس له وخاصة في هذاالوقت الذي تلاشت فيه الفوارق تقريباً.
اعتقد بأن المطلوب منّا هو ألا تجور بنا العصبية فنزيد ما لنا وننقص مالغيرنا،
وأن نرى الحق حقاً فنتبعه،والباطل باطلاً فنتجنبه.
نؤدي حقوق أوطاننا ولا نجور على أوطان غيرنا،
نعرف لأمتنا فضلها ولا نبخس حق غيرنا،
نتمسك بديننا وندعو له بالحسنى من خلال العمل والقول، ونعمل بقوله تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }(الأنعام:180 ) حتى يكون انتصارنا للحق حيثما كان ، وحبنا للأخيار في كل مكان.
وعند ذلك ستسود المحبة بأذن الله، ويتفرغ الجميع للعمل البناء بدلاً من التفاخر بأمور لا فائدة من ورائها.

يامساء السعادة لشخصك وقلمك يااستاذي..
بداية فانا اتفق مع كل حرف سطر كلماتك وهنا ساتطرق لبعض اسبابه..
في اعتقادي ان اول مسبباته هو مايعرف بالعناد اي عدم الاستماع لصوت الحق,وقد يصاحبه احياناً معرفة الحق الا ان عناده يجره الى الحيد والابتعاد عنه..
ايضاً التربية التي قد تنشئ في نفس الابناء والبنات التمسك والتعصب والانحياد بالراي الشخصي..
ايضاً شخصية المتعصب نفسه,فانا اجد من يعترف ان وجهة نظره خاطئة ويسعى لتعديل فهذا ذو شخصية قوية وسوية بخلاف من يسعى لاثبات وجة نظره وان كانت الدلائل تشير الى عكس مايسعى له..
.
موضوع شيق اخوي عبدالله لاحرمنا الله هذا القلم النافع..

الاستاذ المبدع عبد الله.

طرح رائع ومفيد .

لاحرمنا ذا القلم وابداعاته .

دمت متألق ودمت متميزا

لا يوجد في التعصب شيء ايجابي ,,على الاطلاق ,, لغة ً أو اصطلاحا ً

فهو مجموعة انفعالات قوية , مع أو ضد , سلبا او ايجابا ,,..هي انفعالات ضد الحوار العقلي !!

وفي الحالتين فهو حالة سلبية ,,,لأن لدى المتعصب أفكار مسبقة ثابتة , ومتحجرة , لا مجال

للحوار أو النقاش الفكري أو العقلي

حولها ...

شكرا عبدالله الموضوع قيم فعلا !

يعطيك العافيه

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غزالة الجنوب

	في اعتقادي ان اول مسبباته هو مايعرف بالعناد اي عدم الاستماع لصوت الحق,وقد يصاحبه احياناً معرفة الحق الا ان عناده يجره الى الحيد والابتعاد عنه.. ايضاً التربية التي قد تنشئ في نفس الابناء والبنات التمسك والتعصب والانحياد بالراي الشخصي.. ايضاً شخصية المتعصب نفسه,فانا اجد من يعترف ان وجهة نظره خاطئة ويسعى لتعديل فهذا ذو شخصية قوية وسوية بخلاف من يسعى لاثبات وجة نظره وان كانت الدلائل تشير الى عكس مايسعى له..

أختي الكريمة غزالة الجنوب

أشكر لكِ بداية مرورك ومداخلتك القيّمة وإضافتك المهمة حول موضوع التعصب والتي أوضحتِ من خلالها بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى التعصب.

حقيقة، جميع الأسباب التي تفضلتِ بذكرها وهي المتعلقة بشخصية الفرد ومنها حب "العناد" والتمسك بالرأي ولو كان خاطئاً، أو تلك المتعلقة بالتربية هي من أهم أسباب وجود التعصب.

واسمحي لي بأن أضيف بأن من أسباب التعصب أيضاً هي الجهل بالآخرين وما يؤمنون به من مبادئ لأن بعضنا يعتقد بأن مجتمعه هو مجتمع "ملائكي" وغيره من المجتمعات هي عكس ذلك،

وكذلك الانغلاق وعدم الانفتاح على الآخرين للعمل على إذابة الفوارق التي يعتقدون بها،

يُضاف إلى ذلك التأثر بكلام الناس ووسائل الإعلام المضللة.

كم أتمنى أن نُعطي دائماً الفرصة للاستماع للآخرين بقلوب مفتوحة فنستفيد مما لديهم من إيجابيات، وننقل لهم ما لدينا من خير.

دمتِ أختي الكريمة برعاية الله وحفظه.

أخي العزيز خلف
أسعدني مرورك وتشرفت بمداخلتك الكريمة،
أدام الله عليك الصحة والسعادة.

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمعة رجا

	لا يوجد في التعصب شيء ايجابي ,,على الاطلاق ,, لغة ً أو اصطلاحا ً فهو مجموعة انفعالات قوية , مع أو ضد , سلبا او ايجابا ,,..هي انفعالات ضد الحوار العقلي !! وفي الحالتين فهو حالة سلبية ,,,لأن لدى المتعصب أفكار مسبقة ثابتة , ومتحجرة , لا مجال للحوار أو النقاش الفكري أو العقلي حولها ...

أختي الكريمة دمعة رجا
تقبلي شكري وتقديري لمداخلتك المهمة والتي أوجزتِ من خلالها النتيجة الثابتة التي نجنيها دائماً من التعصب الأعمى لكل شيء.
فكما تفضلتِ، السبب في ذلك أن المتعصب لديه أفكار مسبقة ثابتة ليس لديه القابلية على تغييرها حتى ولو كانت خاطئة.
كلما غرس الوالدان في أبنائهما أن الناس سواسية، وأن أكرمهم عند الله اتقاهم، وان أساس تقدير الناس لنا هو احترمنا لهم وكذلك ما نقوم به لخدمة مجتمعاتنا بدون أي تمييز عرقي أو خلافه.
دمتِ بخير وعافية.