النخلة العوجاء

بسم الله الرحمن الرحيم

النخلة العوجاء هي تلك النخلة المائلة في قمتها إلى خارج الحوض الذي غُرست ونمت فيه والذي يمدها بالماء والغذاء.
فهي تعيش في هذا الحوض وتتغذى منه ولكنها تعطي ثمرها خارج الحوض، فهذه النخلة باختصار لا تنفع القريب ولكن نفعها يصل إلى البعيد الذي لم يكن له دور في تنشئتها ومتابعتها.
وهناك مثل عامي يقول : " فلان مثل النخلة العوجاء" ويُقصد به الشخص الذي لا يقوم بدوره المطلوب منه تجاه أسرته والقريبين منه ولكنه يحرص على البذل والعطاء لغيرهم.
فقد نجد رب الأسرة يُقتّر على أهل بيته ويعاملهم بجفوة، بينما هو من ألطف وأكرم الناس مع الآخرين،
وقد نجد الابن الذي يُقصّر كثيراً مع أسرته بينما هو من أنشط الناس في مساعدته لمن يعرف ومن لا يعرف من خارج أسرته،
نجد الأخ يتقاعس عن مساعدة أخته ويتعذر بأعذار واهية بينما هو متفانٍ بخدمة أصدقائه.
وكذلك الحال بالنسبة للفتاة التي تتحجج بحجج واهية حتى لا تساعد أهلها بينما تمضي الساعات الطوال في أشياء أخرى اقل أهمية،
بل إن البعض ممن لهم مع الأسف الشديد دور في مجال الدعوة إلى الله في مجتمعه، أو في حييه وهو يُشكر على هذا ولكننا نجده مقصراً تجاه أسرته وحقوقهم.

وبذل الخير ومد يد العون لا يعني الجانب المادي فقط، إنما يشمل الكثير الذي يمكن أن يبذله كل شخص إلى أسرته أولاً، ثم إلى مجتمعه ووطنه، وقد يكون ذلك بالنصح والمشورة والرأي السديد، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم والتوسط لهم بالخير من غير أن يؤخذ حق من أحد ويُعطى لغيره.
ولو تمعنّا في سيرة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فسنجد بأنه قد أوصانا بأن ننطلق في إشاعة خير الإسلام ونور الإيمان مع أقرب الناس وأحبهم، بل جعل مقياس هذه الخيرية في مدى ملامستها للأهل. فعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهله وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأهلي]، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ.
لقد كان قدوة الدعاة صلى الله عليه وسلم، وكما وصف نفسه "وأنا خيركم لأهلي"، فكان في خدمة أهل بيته، يخيط بنفسه، ويحلب شاته، ويعينهم في شئون البيت، حتى إذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفهم؛ إذ أنه مع عِظم المهام وكثرتها يعطي لكلٍّ حقه، صحبة وعشرة وتلطفًا وملاعبة وموعظة ودعوة.

ليتنا نبدأ ونركز على جانب العناية بالأسرة أولاً، فذلك هو الأهم، ومتى ما صلحت الأسرة وهي الركيزة الأساسية للمجتمع، فإننا وبتوفيق الله سنبني مجتمعات يسودها الود والتكافل.

وقفه
ومن الناس من يغشى الأباعد نفعه
ويشقى به حتى الممــــات أقـــاربه

فإن كان خــــيراً فالبعــــيد ينـــــاله
وإن كان شـــــراً فابن عمه صاحبه

موضوع مميز
فعلا البعض تراه عند الاخرين لبق وحسن التعامل (وخدوم)
ولكن لدى اسرته شخص اخر كأنك لاتعرفه ..
البعض معطاء للاخرين بخيل ببيته ..
لدينا تناقض في تعاملنا نفصل بين الاسرة والاخرين
لماذا لايكون سلوكنا سويََ لدى البيت ولدى الاخرين؟؟
هل نرى الاسرة بمنظور أقل؟ ام سمعتنا لدى الاخرين تهمنا
ونلمع الصورة من الخارج ومن الداخل لدى الاسرة هي صورة اخرى..
مثل الذي يعلق فانوسه على باب بيته يضوي لجيرانه وبيته مظلم
الاسرة ركيزة وبداايه منها ينطلق التعامل الحسن
كما قال القول الدارج الاقربون أولى بالمعروف..
ان لم نحسََن سلوكنا لدى اهلنا واسرتنا فلمن نحسنه
ومافائدته للغير ؟؟؟
علينا غرس هذ الموضوع في ابنائنا منذو الصغر فمن شب على شيء شاب عليه ..
اخي عبدالله طرح رااقي معهود منك،لاعدمناك ولاعدمنا هذا الفكر
جزيت كل خير اخي...

أخي عبدالله 12 حفظك الله جميل كل ماتختاره وتنتقيه وتكتبه وهذا لا يستغرب على كاتب متميز مثلك
ومن ذلك اختيارك موضوع النخله العوجاء ومن يماثلها من الناس
فعلاً مثل بلا شك في الصميم
مااكثر فئة النخله العوجاء في المجتمع لذا نجد بعض ممن من الله عليهم بخيروفيريستفيد من خيرهم البعيد دون القريب ، كما نجدهم أيضاً يتسابقون إلى دعم أي مناسبة فيها إعلام ، بل وصل ببعضهم إلى دعم المناسبات الدولية وحملات التبرعات بالملايين ، ، مما يؤكد أن البعض الهدف إعلامي بحت ، وهو الإشادة والمديح وليس عمل الخير ، أزيد على ذلك أن بعض أقاربهم من الضعفاء والمحتاجين ومن مستحقي الزكاة ، ولو كان عمل للخير فالأقربون أولى بالمعروف ، قال الله تعالى :-( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق مالة رئا الناس)
أن هذه الفئه موجودة في بعض موظفي الدولة أصحاب النفوذ ، التي تتسابق في خدمة البعيد من معارفهم والتوسط لهم ، بينما يتجاهلون أقاربهم الذين بأمس الحاجة لوقفتهم ومساندتهم في بعض أمور مجرى حياتهم العملية .
و للأسف مازال أثر النخلة العوجاء متفشي في مجتمعنا ، وعلاجه من وجهة نظري هو تقوى الله والمخافة منه ، وصلة الرحم والاهتمام والسؤال عن أحوال القريب قبل البعيد ، قال الله تعالى:-( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ) ..رواه البخاري
هذا ولشخصك الكريم ودي وتقديري واحترامي
وتقبل مرررررررررررررررررررررررررررررررررررروري

الصراحه أول مره اسمع بهالمثل ولكن معناه قوي وله دلاله عجيبه
انه النخله العوجاء هي التي تخرج من حوض يرعاها ويسقيها بالماء ويهتم بها لكنها تختار الميلان
والاعوجاج عندما تنمو ويطول جذعها ليتساقط ثمرها رطبا جنيا بغير حوضها والله قهر
وتشبيهك اخي عبدالله في الصميم
طرح راائع وكعادتك ياعبدالله دائما مبدع سلمت ودمت مبدعا
تحياتي واحترامي لشخصك الكريم

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموع الغربية

	فعلا البعض تراه عند الاخرين لبق وحسن التعامل (وخدوم) ولكن لدى اسرته شخص اخر كأنك لاتعرفه .. البعض معطاء للاخرين بخيل ببيته .. لدينا تناقض في تعاملنا نفصل بين الاسرة والاخرين لماذا لايكون سلوكنا سويََ لدى البيت ولدى الاخرين؟؟ هل نرى الاسرة بمنظور أقل؟ ام سمعتنا لدى الاخرين تهمنا ونلمع الصورة من الخارج ومن الداخل لدى الاسرة هي صورة اخرى.. مثل الذي يعلق فانوسه على باب بيته يضوي لجيرانه وبيته مظلم الاسرة ركيزة وبداايه منها ينطلق التعامل الحسن كما قال القول الدارج الاقربون أولى بالمعروف.. ان لم نحسََن سلوكنا لدى اهلنا واسرتنا فلمن نحسنه ومافائدته للغير ؟؟؟ علينا غرس هذ الموضوع في ابنائنا منذو الصغر فمن شب على شيء شاب عليه ..

أختي الراقية شموع الغربية

أشكر لكِ مداخلتك الرائعة حول من يتفاني في خدمة الأباعد على حساب واجباته تجاه أسرته، بل أن بعضهم قد جعل منزله للنوم والأكل فقط بينما بقية وقته واهتماماته تكون تجاه الأصدقاء و"فعاليات الاستراحة".
حقيقة، استفدت من مداخلتك والتي لا أملك أمامها بعد أن اقتبستها بالكامل إلا أن أقدم لكِ كل التقدير والامتنان لكل ما تفضلتِ به.
دمتِ برعاية الله وحفظه.

أخي العزيز فتي الجميزة
أتشرف دائماً بمداخلاتك القيّمة التي عودتنا عليها، والتي تضيف كثيراً للمواضع التي تُطرح خاصة وأنها تكون مدعومة بالأدلة من الكتاب / السنة.
فكما تفضلت، تتجاذب البعض من القادرين حب المصالح على أداء الواجبات الأسرية، وهذا ما نلاحظه في المثال الذي تفضلت بذكره والمتعلق بالبعض الذين يحرصون على أعمال الخير التي يغطيها الإعلام وذلك بحثاً عن السمعة بينما يتجاهلون الأكثر حاجة.

أخي العزيز:
تقبل تقديري وامتناني لكريم مداخلتك،
أدام الله عليك الصحة والسعادة.

الله يسلمك أختي المتميزة غلا
تفضلتِ عليّ بجميل مداخلتك حول عطاء البعض للبعيدين على حساب القريبين سواء كان ذلك بالمادة أو بالمشاعر،
بل إن بعضهم تجدينه مبتسماً ضاحكاً عندما يتحدث مع أصحابه، بينما يكون في الغالب "عابساً" مقطب الوجه عندما يكون مع أسرته.
دمت بأحسن صحة وأسعد حال.