رغيف الحزن
منذ زمن لم يعد للأشياء طعم أو لون أو رائحة ، أستبدت العلالة والتكرار ، ذهاب وأياب .. عمل .. نوم .. طعام .. الوجوه نفسها ، العادات ، تخمه طعام ، لا جديد الا ما كان قسريا من وقت وحدتي بحزني وبدأت أجري ككل المصنفين في عوالم الفقر والحرمان خلف اللقمه يتدحرج الرغيف أمامي وأنا أركض مره هروله .. ومره الهوينا... ومره أنتظره .
حملت علي ظهري حقيبتي ، وبدأت الرحال خلف الرغيف ، فمرة يحط الرحال في بلاد الشام ، ومرة في بلاد الحجاز ، ورغيفي مازال يتدحرج الكل يريدك أن تعمل له في مكان العمل وفي المنزل لا تعرف ما هي حقوقك ولا هو يعرف واجباته . يخالجني شعور أحياناً بأن الرغيف موضوع في كفة وكرامه المرء موضوعة في الكفة الأخري .
خرجت صباحاً كالمعتاد أبحث عن الرغيف العزيز .... وعدت إلى المنزل متأثراً من هذه اللحظات التي لا تمت إلى صنف من صنوف الأخلاق . تأملت في جولة من التخيل والواقع . وجدت أنه جميل أن تقول ها هنا تنتهي أخلاقيتنا ومبادؤنا . أستعرضت بيني وبين نفسي لغه الأرقام للدخل والمستوي المعيشي ووجدت المسألة فوق التحمل وقد اضطر غداً لمراجعة طبيبي النفسي فما زال ينقصني أبريق الشاي وأدوات الطهي نظرت إلى قدمي فرأيت أنني أحتاج إلى حذاء جديد .. دخلت للاستحمام فوجدت أنني نسيت الكثير ...
خرجت فوجدت أن الرغيف الأخير معجون بالحزن .. ولكن ما العمل فلم أجد لي عمل....
طرق الباب فجأة وجدت أن زميلي يريد زيارتي واعتذرت أنه لا وقت لدي للصداقة ...... تكلم معي وقال : أذا كنت لا تريد أن تتكلم عن الصداقة نتكلم عن الحرية ، فقلت : لا أستطيع فالطريق مسدود بالخبز الملقي علي قارعة الطريق ورغيفي الأخير ينتهي غداً ، أريد أن أذهب إلى العمل ويجب أن أشتري الرغيف ... قال وأنا ... قلت له : أعتذر لم أعد أملك روح المرح ...... مرة فكرت بك وبكرامتي فحملت حقيبتي مسافراً .
أريد أن أشتري رغيف الخبز فقد أصبحت أنتمي إلي اللقمه!!!