27 / 06 / 2002, 01 : 07 AM
|
#1
|
وئامي مجتهد
|
|
|
|
|
|
|
|
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
|
لقاء مع عروس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[c]جلسَتْ بطمأنينة وسكينة وقد أخفت معـالم جسدهـا دون وجههـا وكفيها مع أخواتها من النساء ، ودفعني الفضــول للحديث معها فقد كانت قد سكنت بالقرب منا قبل يومين ، وكنا في اجتماع قد تعودنا أن نعقده معاً أنا وبعض النسـوة من أهل الحي ، لنتدارس كتاب الله ونتجاذب أطراف حديث الخير ، اقتربت منها فأحسست بتقارب نفسينا وروحينا منذ الوهلة الأولى ، وافتَّـر ثغرها عن ابتسامة مشرقة ذكية تعكس ما بأعماقها من نور وصفاء ، ثم عرفتنـي بنفسها ، وجلسنا نتجــاذب أطراف الحديث ، كانت كالملاك تتكلم بصدق وعفوية ، عرفت أنها قد تزوجت منذ مدة وجيزة ، كنا نناقش مسألة غلاء المهور التي سـادت العصـر وأثقلت كهـول الشباب ، ومن خلال مناقشتي لها سألتها كم كان مهرك؟
فقالت : مهري ما حفظه زوجي من القرآن الكريم وفوقه دينار .
قلت لها وقد بهرتني كلماتها وأخذت مني العجب : ولكن الحياة غالية ومتطلباتها كثيرة ، فكيف استطعتي تدبير أمورك بهذا الدينار .
قالت : اشتريت ما يكفيني زاداً في الدنيا وأجراً في الآخرة .
قلت لها وبشوق يفوق الحد : وماذا اشتريت به يا ترى ؟
قالت : مصحفاً صغيراً أضعه دائماً في جيبي وأحاول أن أحوي منه في أعماقي ما يعينني على نوائب الدهر ، وأكتشف منه رحيق الأمل الذي ينير دربي وحياتي .
قلت لها : ألا تختلفين أنت وزوجك على أي شيء ؟
قالت : بلى ، نختلف .
قلت : وعلى أي شيء تختلفان ؟
قالت : على مقدار الحفظ من القرآن الكريم ، فأنا وهو على تنافس شديدين في الحفظ ، ودائماً يكون خلافنا على قدرة كل منا لحفظ أكبر قدر يمكن حفظه من الآيات الكريمات .
تقول الأخت ساد صمت طويل بيننا وأنا أفكر في هذه المرأة العجيبة في هذا الزمان العجيب الذي طغت فيه المادة على كل شيء . حتى أصبحنا نرى مثل هذه الأمور كالخيال والمستحيل .[/c]
منقول
وجزاكم الله خير
|
|
|
|
|