الإنسان والتغيير

قرأت موضوعاً يتعلق بدراسة ردود الأفعال لدى الضفدع وذلك من خلال تطبيق تجربتين تم إجرائهما من قبل مجموعة العلماء المعنيين بدراسة السلوكيات المختلفة لدى الضفدع، وذلك عندما قاموا في التجربة الأولى بوضع ضفدع في إناء بهماء شديد الحرارة، فما كان منه إلا أن أخذ يقفز عدة مرات حتى تمكن من الخروج من الإناء الذي وُضع فيه.
وفي التجربة الثانية، وضع العلماء الضفدع في إناء مشابه للإناء الأول به ماء درجة حرارته عادية، حيث لاحظ المعنيون بالتجربة بأن الضفدع قد ظل بداخل الإناء بدون أن يحاول الخروج منه كما فعل سابقاً. وبعد مرور بعض الوقت اخذوا في رفع درجة حرارة الماء بالتدريج وببطء وإلى أن وصلت درجة حرارة الماء إلى درجة الغليان، ووجدوابأن الضفدع قد بقي في الماء حتى مات دون أن يحاول الخروج من الإناء كما فعل في التجربة الأولى.
وقد فسر العلماء ما حدث بأن الجهاز العصبي للضفدع لا يستجيب إلا للتغيرات الحادة والمفاجئة، أما التغيّر البطيء على المدى الطويل فإن الجهاز العصبي للضفدع لايستجيب له، وهذا يفسر لماذا قفز الضفدع من الإناء في التجربة الأولى بسبب شدة حرارة الماء التي كانت مفاجئة له، بينما بقي في الإناء في التجربة الثانية لأن درجة حرارة الماء كانت عادية ثم تدرجت في الارتفاع ببطء بمرور الوقت.
والآن نصل إلى علاقة هاتين التجربتين بالإنسان والتغيير، والتي يمكن اختصارها بأن التغيرات المحيطة بمعظمنا تكون في الغالب تغيرات كثيرة، ولكن معظمها تغييرات بطئيه لا نعطيها حقها من الاهتمام والاستجابة والتعامل، مما يؤدي إلى تقصيرنا في أشياء كثيرة دون أن نشعر.
ولعل أكثر ما يمكن الاستفادة منه بالنسبة للتجربة الثانية هو أن نبدأ بالتفكير بعمق عن مدى تفاعلنا مع ما نواجهه من متغيرات متتالية تمر علينا في حياتنا الخاصة وفي المجتمعات التي نعيش بها وتلك التي من حولنا، وأن نجعل لنا محطات توقف على فترات متقاربة لنعرف تأثير أي متغيرات علينا لنحدد مواقفنا منها، ولنقارن مدى استفادتنا منها، أو خسارتنا لا قدر الله، وحتى لا نكون كالضفدع الذي تغيرت درجة حرارة الماء من حوله بدون أن يفطن لذلك، فكانت النتيجة أن لقي حتفه في مكانه.
وقد يكون أهم تلك التوقفات المطلوبة هي أن نقارن وضعنا الحالي بما كنا عليه في أوقات ماضية وذلك بالنسبة لعلاقتنا مع الخالق سبحانه وتعالى، وهل نحن أقرب إليه الآن مما كنا عليه في السابق؟. كما ينبغي أن تكون لنا وقفات مع النفس لنقيّم علاقاتنا مع الغير وخاصة الأسرة، ونقيّم ما اكتسبناه من معارف وعلوم على المستوى الشخصي، وهل سعينا إلى تطوير أنفسنا وزيادة معرفتنا بما هو مفيد؟، أم أننا أشغلنا أنفسنا بما لا يفيد حتى تعدانا الآخرون؟.

وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه.

يعطيك العافيه أخوي عبدالله

ومشكور على موضوعك الرائع والجميل

موضوع رائع وقيم اخي عبدالله
فعلاً قد نعي التغيرات الحادة والمفاجئة ووتكون لنا ردة فعل اما بالسلب اة الايجاب تجاهها لكن البطيئة لانعيرها شي من الاهتمام
ولكنها قد تصبح متغيرات طويلة المدى مع مرور الوقت بدون ان ننتبه لها ...
أما ماذكرته في الجزئية الاخيرة فهو هدف عملية التغيير الاسلامي وهي ان يتحول الانسان إلى(انسان مستقيم وفعال) والذي يكون بعدة طرق تربويه شاملة
اعجبني موضوعك أخي سلمت وسلمت اناملك
دمت ودامت حياتك بكل خير وسعادة

الله يعافيك أخي الكريم عازف الإيقاع
أسعدني مرورك ومداخلتك الجميلة،
دمت برعاية الله وحفظه.

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموع الغربية

	فعلاً قد نعي التغيرات الحادة والمفاجئة وتكون لنا ردة فعل اما بالسلب أو بالايجاب تجاهها، لكن البطيئة لانعيرها شي من الاهتمام ولكنها قد تصبح متغيرات طويلة المدى مع مرور الوقت بدون ان ننتبه لها ... أما ماذكرته في الجزئية الاخيرة فهو هدف عملية التغيير الاسلامي وهي ان يتحول الانسان إلى(انسان مستقيم وفعال) والذي يكون بعدة طرق تربويه شاملة

الله يسلمك أختي الكريمة شموع الغربية
تفضلتِ عليّ بكريم مداخلتك وإضافتك المهمة،
فلكِ مني جزيل الشكر والامتنان
دمتِ بصحة وسعادة.

يعطيك العافيه خيوو

بصرااحه التغيراات المفاجئه قد تسبب لنا بعض التوتر واختلاف في الجدول اليومي

لكن عندما يكون التغير تدريجيآآً :

إذا كان يتجه للسلبيه:
فيجب التعامل معه منذ البدايه . لا يوجد إنسان لايعرف ما يحيط به أو ما يمر به من تغير لأن هذا ينعكس
على سلوكيااته وأطبااعه

إذا كان يتجه للإيجابي:
فهو أول من سيلاحظ هذا التغير الإيجابي فعليه أن يستمر وينمي هذا السلوك وإلا سوفينجرف مع التياارات المغيره

تحيااتي

..............

...

قرائتك جميلة واستنتاجك اجمل ياعبدالله
وطرحك جداً راائع وهادف

	أهم تلك التوقفات المطلوبة هي أن نقارن وضعنا الحالي بما كنا عليه في أوقات ماضية وذلك بالنسبة لعلاقتنا مع الخالق سبحانه وتعالى، وهل نحن أقرب إليه الآن مما كنا عليه في السابق؟. كما ينبغي أن تكون لنا وقفات مع النفس لنقيّم علاقاتنا مع الغير وخاصة الأسرة، ونقيّم ما اكتسبناه من معارف وعلوم على المستوى الشخصي، وهل سعينا إلى تطوير أنفسنا وزيادة معرفتنا بما هو مفيد؟، أم أننا أشغلنا أنفسنا بما لا يفيد حتى تعدانا الآخرون؟.

شكراً لهذا الطرح الرائع


سلمت يداك


كلك ذوق


...

أشكرك أخي الكريم يا حبني لك لمداخلتك الجميلة وتحليلك المنطقي للتأثير الإيجابي والسلبي للتغيير التدريجي.

متى ما كنا مدركين للتغيير التدريجي فلن تكون هناك مشكلة حيث سيتم التعامل مع المتغيرات وفق ما تفضلت به في مداخلتك.

التخوف يكون عندما تحدث التغيرات ولا "ننتبه" لها، أو لا نتعامل معها بطريقة صحيحة.

مرة أخرى، تقبل جزيل شكري،

دمت بحفظ الله.

الله يسلمك أستاذي wafei

أشكر لك جميل مداخلتك وكريم تشجيعك الذي أسعدني.

دمت برعاية الله.

هلابك اخوي عبدالله
صحيح لاتغير الانسان على الاغلب الا بالصدمات المفاجئه

شاكر لك على الموضوع الجميل
ولك تحياتي