ترددات القنوات الإسلاميه

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد إغلاق الفضائيات الإسلامية.. القنوات التنصيرية تنتعش!!!

للكاتب : حاتم محمد عبد القادر

سبحان الله، ما تنزل الغمة بأمة وتدعو الله لإزالتها، إلا وغمة جديدة تلحق بها وربما أشد من سابقتها وأعجب في أمرها.

ففي الوقت الذي لا تزال أصداء غلق القنوات الفضائية الإسلامية هي حديث الناس في الشارع وفي البيت وفي العمل وفي المنابر الإعلامية، متعجبين من هذا الطوفان أو إن شئت قلت: الحرب على الفضائيات الدينية من قبل مسؤولي القمر الصناعي (نايل سات) نجد خبراً تناقله عدد من وسائل الإعلام الأسبوع الماضي أثار الريبة والدهشة، والخبر هو أن إدارة (النايل سات) سمحت لقناة (الكرمة) النصرانية البث من قمرها الصناعي على تردد 10723، والدهشة هنا أن هذه القناة هي قناة تنصيرية وموجهة لمنطقة الشرق الأوسط تحديداً، وتبث موادها من الولايات المتحدة الأمريكية، وتبث هذه القناة برامج تتطاول فيها على الإسلام ورموزه، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل يقوم القس مرقص عزيز بتهديد بعض المسؤولين المصريين بالقتل من خلال هذه القناة، ولكن ما أثار الدهشة التي لا يمكن أن يتصورها عقل أبداً هذا التناقض الفج، فكيف بين عشية وضحاها وفي أمة إسلامية تغلق القنوات الإسلامية و تفتح قنوات تنصيرية؟!

ولا يخفى على أحد السموم التي كانت تطلقها قناة (الحياة) وهي أنشط القنوات في التنصير وما كان يبثه القس (زكريا بطرس) وما نجح فيه من تنصير عدد من المسلمين وإغوائهم بالمال وعلى الهواء مباشرة، وتطاوله على الإسلام، وحينما اعترض ناشطون سياسيون وحقوقيون لدى إدارة القمر الصناعي (نايل سات) التي تبث القناة، كان رد الإدارة أنهم يقومون بتأجير مساحة فضائية على القمر للبث دون التدخل في محتوى البث، وبالطبع كان السبب هو الديمقراطية والحريات.. إلخ من هذه المصطلحات، أما اليوم فالأمر مختلف ولا ندري هل اختلفت الديمقراطية وهامش الحريات؟ أم إن الوقت قد انتهى لهذه الحريات؟
عودة و فرحة
تتسابق القنوات الدينية المغلقة في إعادة بثها مرة أخرى ولكن بأسماء جديدة و ترددات جديدة، و قد بدأت هذه القنوات الإعلان عن إعادة البث مرة أخرى من خلال مواقعها الإلكترونية، فقد عادت قناة الحكمة على القمر الصناعي الـ (أتلانتك) بتردد 11319 بعد أن أغلقها القمر الصناعي الأردني (نور سات) في 19 أكتوبر الماضي بحجة التأخر في سداد بعض المديونيات للقناة لدى (نور سات)، وهو ما أكده مسؤولون بالقناة، إلا أن الغلق وقع مباشرة بعد توقيع اتفاق بين القمر الصناعي المصري (نايل سات) والأردني «نور سات»، ويقضي هذا الاتفاق طبقاً لما أعلنه عمر شوتر رئيس مجلس إدارة (نور سات)بأن القناة التي تخالف قوانين وأنظمة البث الفضائي لا يمكن لها أن تنتقل من قمر لآخر، فالقناة التي يمنعها (نايل سات) لا يبثها (نور سات) والعكس صحيح، وأكد شوتر أن المخالفات التي اتفق عليها مع أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة (نايل سات) هي:
- التحريض على الكراهية والإساءة للأديان الأخرى.
• الإعلان عن أدوية غير مصرح بها.
• عدم الالتزام بدفع مستحقات القمر التابعة له القناة.
• بث برامج الخرافات والشعوذة والدجل التي تغيّب عقول الناس.
وهنا يجب أن نلتفت جيداً للمخالفة الأولى التي تضمنها اتفاق (نايل سات) و(نور سات)وهي التحريض على الكراهية والإساءة للأديان الأخرى.. والسؤال هنا: هل قناة (الكرمة)التنصيرية التي أطلقت مؤخراً وبعد إغلاق القنوات الدينية مباشرة لا تحرض على الكراهية وتحض على الإساءة للدين الإسلامي ورموزه وتهدد المسؤولين بالقتل علانية، أم إنها تنشر الدين الإسلامي وتمسك بزمام الوحدة الوطنية ونحن المغيبون؟! كل شيء احتماله وارد!!
هذا وعادت قناة (الرحمة) على قمر «عرب سات» بتردد 11585 رأسي وتردد 11012 أفقي باسم (نسائم الرحمة)، وعلى قمر (نور سات) بتردد 10873 باسم (الروضة)، كما عادت قناة (وصال) على القمر (أتلنتك بيرد) بتردد (10914)، و تستعد حالياً قناة (صفا) للبث من خلال القمر الصناعي (أتلنتك بيرد) بتردد «10760».
وأود هنا الإشارة لمسألة مهمة هي أن الناس أنفسهم يروجون عن عودة الفضائيات الدينية بتردداتها الجديدة والأقمار الجديدة، ففي أحد أحياء القاهرة رصدت (الفرقان) محلاً تجارياً لبيع المستلزمات الغذائية يقوم بتعليق إعلان يعلم فيه المترددين عن عودة قناة «الحكمة» على ترددها الجديد واسم القمر، وبسؤال البائع «ح. ع» عن دافعه لتعليق هذا الإعلان أجاب: هوحبّ الله وعمل الخير.
خط أحمر
وفي خضم هذا الأمر الدائر أعلن د.محمود حمدي زقزوق، وزير الأوقاف المصري أن الأقباط خط أحمر لا يجوز المساس بهم، مشيراً إلى تحذيرات لأئمة المساجد بعدم التعرض لقضايا الأقباط في الخطب، وذلك على اعتبار أن هذا من شأنه تهديد الوحدة الوطنية.
إن الدم يغلي في العروق من هذا التنطع والانسياق الأعمى وراء من ليس لهم علينا أي سلطان، ذلك بعد أن قضت المحكمة الدولية بفرنسا بأن قناة (الرحمة) – التي يشرف عليها الشيخ محمد حسان – معادية للسامية، وهذا ما أكده عمر شوتر نفسه في تصريحاته الأخيرة، لافتا إلى أن وضع قناة (الرحمة) بوجه خاص (صعب)، ومن الممكن عودة القنوات الأخرى التي أغلقت بعد توفيق أوضاعها، موضحاً أن هذه القنوات ستراقب من قبل لجنة دولية حتى تمنح ترخيصاً جديداً لعودتها، وهنا ضع أخي القارئ مليون خط وخط.. لجنة دولية لمراقبة محتوى الفضائيات الدينية (الإسلامية)!!
لن نعلق، الأمر لا يحتاج لتعليق، فمن الذي يراقبنا في ديننا؟! لجنة دولية من الكاثوليكيين أم من الوثنيين أم من البوذيين أم ممن لا دين لهم؟ والله إنه لأمر مبك من هؤلاء الذين لم ينتفضوا ولم تأخذهم عزة دينهم والغيرة عليه.
وأود أن أشير إلى ما أعلنه فضيلة الشيخ محمد حسان وهو ما يوضح اعتدال الرجل وسماحته وتفتحه ورحابة صدره واتساع أفقه، فبعد أن نفى أن مخالفات «الرحمة» ليست بسبب مستحقات مالية، فقد أعلن الشيخ أنه على استعداد للجلوس والتوقيع على ميثاق شرف إعلامي بحضور خبراء في كافة المجالات على أن يكون من بينهم الأزهر الشريف ممثلاً في مجمع البحوث الإسلامية، مؤكداً في ذات الوقت أنه لن يتنازل عن أي من ثوابت الدين ولو كان الثمن النفي لأقصى الأماكن.
نفي و استبعاد
وكان من الصفقات التي عقدت في الأيام الأخيرة هو الاتفاق الذي تم بين علي سعد رئيس مجلس إدارة شركة البراهين التي تطلق قناة (الناس) وبين المسؤولين باستبعاد الدكتور صفوت حجازي الذي كان يقدم برنامج (فضفضة)، وعدم ظهوره بالقناة وإيقاف برنامجه، وكان الشيخ صفوت حجازي واحداً من المتهمين في الفترة الأخيرة بإثارة الفتنة الطائفية في مصر من خلال برنامجه بقناة «الناس».
و قد علل مؤخراً الدكتور صفوت حجازي في ندوة بنقابة الصحافيين المصريين أن أسباب الإغلاق ربما لاقتراب الانتخابات البرلمانية المصرية والرئاسية في العام المقبل، وكشف حجازي عن الخطوط الحمراء التي وضعها المسؤولون لإعادة القنوات مرة أخرى ومنها عدم التطرق لكل ما يتعلق بالنصارى والشيعة.
وتعجب حجازي من السماح باستمرار قنوات تبث الفتن والمفاسد مثل القنوات الغنائية والمسابقات.. إلخ وكأن الخطر لم يأتي إلا من الدين.
إن البائع الذي أشرنا له في هذا التقرير قام بالإعلان عن عودة إحدى القنوات «الحكمة» دون تكليف من أحد ودون خوف من جهة، وهو ما يؤكد ما أشرنا إليه في تحقيق سابق على لسان أهل العلم من الأزهر الشريف أن هذه القنوات نجحت في إنارة الطريق أمام الأسر المسلمة وساعدتهم على الهداية والالتزام وخاصة في أوساط الشباب والنساء، الأمر الذي أزعج تيار (التغريب) العلماني، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.
رابط المقالة:-
http://www.al-forqan.net/articles/806.html
***
أحبتي في الله لنساهم في نشر التردد للقنوات الإسلاميه لتعم الفائدة للجميع بإذن الله.