فى احدى ليالى الصيف الحاره..اخذت حافلة الركاب تقطع الارض الصحراويه ببطء يجبرها عليه عمرها المديد....
وأخيرا وصلت الى وجهتها.. بلده صغيره فى وسط الصحراء ..لاشىء يميزها ...بها بعض المنازل المتناثره هنا وهناك.
الهدوء يسيطر على البلده فما زال الوقت مبكرا... بدأ الفجر يظهر ويكشف معه شيئا فشيئا ملامحها... نزل الغريب من الحافله واتجه الى النزل الوحيد المتواضع جدا بالبلده ليرتاح من عناء السفر الطويل...
لم ينتظر طويلا.. فبعد ساعات قليله اتجه الى صاحب النزل وقال له انه ينوى الاستقرار فى البلده ويبحث عن منزل ليشتريه؟؟!!
رغم استغراب صاحب النزل لاختيار الغريب لهذه البلده لاقامته الا انه دله على منزل فى اطراف البلده تملكه امرأه عجوز وهى تعرضه للبيع ولكنها تطلب فيه ثمنا غاليا يساوى اضعاف ما يستحقه المنزل ,ولهذا فان البيت معروض للبيع منذ سنين دون جدوى فى ان يجد مشترى.
اخذ الغريب العنوان واتجه فورا له....
استقبلته العجوز بتفحص كبير ... ثم ادخلته فى غرفة الاستقبال...
ابلغها برغبته فى شراء البيت ,ذكرت له الثمن المطلوب فلم يمانع!!!
عندها استأذنت لتحضر له كوبا من عصير البرتقال المثلج عله يخفف قليلا من حده حرارة الجو..... رحب جدا بالفكره..
جلست تروى له قصتها ولماذا تطلب هذا المبلغ الكبير ثمنا لهذا البيت المتواضع......
كان لها ابنا هو كل صلتها بالعالم...أعطته كل ما تعطيه الام لابنهاواكثر..
ولكنه وللاسف لم يقنع بالبقاء فى هذه البلده فهاجر!!هاجر طويلا... تركها سنين تعانى الحرمان والوحده...ثم عاد...وبعد ايام قليله من عودته جاءه ليلا ضيفا لم تره فقد كانت نائمه....
استيقظت على صراخهما ...ذهبت لتطمئن عليه فطلب منها العوده للنوم وأن الموضوع خلاف بسيط مع احد رفاق المهجر وسينتهى...
لم تستطع النوم ...سمعت ولدها يقول للغريب ..أنا الذى غامرت بحياتى وأنا الذى سرقت بمفردى؟؟؟!!!وتابع يقول للغريب ليس لك عندى شىء.........
خيم بعدها صمت رهيب... اسرعت الى الغرفه...وجدت ابنها وحيدا بالغرفه....ولكنه كان ...مذبوحا...
قالت العجوز منذ ذلك الوقت وانا انتظر القاتل فقد كنت متأكده من انه سيعود ليبحث عن الكنز المسروق....وكنت متأكده انه سيحاول شراء البيت بأى ثمن ليبحث فيه..عندها....بدأ الغريب يتلوى من الالم فقد بدأ مفعول السم بكأس العصير يسرى.
قصة رائعه وصياغة مميزة بارك الله فيك وهذه دليل قوي على أنه من يزرع يحصد فمهما عملت من عمل وان توقعت بأنه دخل طي الكتمان واحدا لا يعرفه فتأكد بأن عين الله لاتنام