لازالت صورة ذلك الرجل عالقة في الذهن بلحيته الكثيفة والتي رسمت
عليها السنين بياض الشيب وظهرت معاناة الحياة على وجهه من خلال تلك التجاعيد التي إرتسمت على جبينه وحاجبيه. لازلت أذكره وهو يتهادى في مشيته ممسكا بعكازه يتنقل بين بيوت الأصحاب والجيران يزاورهم ويتفقد أحوالهم
وتشاء إرادة الله سبحانه ان يتعرض إبنه الوحيد لحادث مروري وكأنه على موعد مع القدر لتزيد معاناته مع الزمن .
ونتيجة لذلك الحادث أدخل إبنه للمستشفى وكان ذلك الرجل ينتظر من اؤلئك الأصحاب والأحباب أن يأتو جميعهم لزيارته ومواساته ولو من باب رد الجميل له على تلك الزيارات التي كان يقوم بها لهم بصفة شبه يومية .
ولكن البعض من اؤلئك الأصحاب خانتهم ظروفهم فلم يستطيعو زيارته الأمر الذي أزعجه وأقلقه وسبب له كثيرا من المتاعب والمضايقات لأنه لم يكن يخطر على باله ان يتخلو عنه في مثل تلك الظروف العصيبة فجادت قريحته بالأبيات التالية :-