أولاً :
أشكر أخي " عازف الإيقاع " على هذا الطرح المهم جداً .
ثانياً :
بالنسبة لي شخصياً أن المسألة فيها تفصيل :
بلا شك أن كل إنسان يتمنى أن تكون له ذرية صالحة تعينه على نواب الدهر ، وتدعو له إذا ترك الدنيا متوجهاً للدار الآخرة ، وفي الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قال [ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ،،، وذكر منها " أو ولد صلاح يدعو له " ] .
لكن لو تفطن الإنسان إلى الحديث الآخر وهو [ هل نظرت إليها ، قال : لا ، قال : اذهب فانظر إليها ] فإننا نستفيد منه أن الذي يحكم في الأمر ليس الجمال فقط ، فقد تذهب للمنزل الذي تريد الزواج منه فتنظر النظرة الشرعية لمن تريد أن تكون شريكة حياتك وتكون فاتنة الجمال ، مبرهة لمن نظر إليها ، لكن بعد الاستخارة لا تجد مكاناً لتلك الفتاة في قلبك وتبدأ بصرف النظر عنها .
وأخرى لا تكون بمواصفات تلك المرأة جمالها طبيعي جداً ، بل قد لا تتوفر فيها عشر الصفات التي أردتها من قبل أن تنظر إليها ، ولكن سبحان الله تجد قلبك يميل إليها ، وتطمئن لها ، بل قد تفصل في أمر الموافقة مع ولي أمرها مباشرة دون استخارة ، وتعيش معها أسعد حياة .
فإن علم هذا علم أن من خطأ بعض الناس أن يقوموا بتطليق زوجاتهم بمجرد أنها لا تنجب .
وما ذنبها تلك المسكينة وقد كتب الله لها ذلك الأمر بقضائه وقدره .
بل قد تطلب الأطفال ، ويأتيك منهم من يشيب شعر رأسك قبل أوانه ، ويجلب لك الهموم والغموم .
فإن علم ذلك وكانت المرأة لا تنجب لأي ظرفٍ كان ، فلماذا يطلقها ويسرحها لبيت أهلها ، بل يشرح لها رغبته في الإنجاب ويتزوج غيرها ، ويحسن معاشرة الزوجتين ، وتلتمس كل واحدة منهما العذر له في ذلك .
فالزوجة الأولى :
رضيت به ، وصبرت معه على الحلوة والمرة ، وعلى متاعبه من أول الحياة الزوجية .
والزوجة الثانية :
رضيت به لحبه في الذرية لعل الله أن يوفقها في ذلك ، ولا تنسى فضل الأولى عليها ، لأنها لو لم يكن هذا قدرها لما حصل لها نصيب من الزواج به .
أرجو أن أكون قد وفقت في إيصال المقصود .
![نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة](images/smilies/smsm/curtain.gif)