غزليات الجزء الثالث : "صباح الخير يا عنودي .."

صباح الخير يا وطـني ..
"صباح الخير يا عنودي .."

في شاطئ عينيها مرفئــــــي ..

وسكناي بين قرط إذنها والترقــوة ..

كُـنت أقرأ رسائلها مباشرة من طيفها ..

واليوم كل المسارب ، والطرق أُغلقت ..

لا أنيس ، ولا نوارس تصــدحُ ..؟!

ماء عيني أسود لا مدُّ ، ولا جزرُ ..؟!

تائه يا طــائر الأحزان أتشعرُ بي ..

أيا ترى تقرأ أحرفي ..؟!

أم رغبة القتل تجعلها تحرق حرفي ..

ما رحلتُ إلا من أجلها ..

خوفا يقتلها عشقي .. ما تحملته ..!!

أعلنت بكل وضوح عجزها ،

وغرابة نزفي ..

آه ..!! وأواه !! وآهــ ...!!

لا تعرف أني في أبجديات خفقي ..؟!

في صلاتي يا ربي لا تعاقبني ..؟!

لا أعرف أفي سجود أم ركوعِ ..

في وقوفي أقرأ التشهدُ ..

وفي الركوع أصلي على النبي ..

آه ..!! وأواه ..!! وآهــ ..!!

كم هذا يجهدني ..

يمزّقني ..

يوجعني ..

يُحرقني ..

يصهرني ..

فأكمل صلاتي بكاء لعجزي ، وضعفي ..

يا خالقي انتزعها من قلبي ..

أهذا ضريبة صدقي .؟!

يا لعنة العشق لمن عشق ..!!

إلى بيته العتيق وجّهتُ راحلتي ..

بماء زمزم اغتسلت ..

بدموع خنوعي ، وذلي لك يا الله ..

أعلنت عجزي ، ودناءتي ..

تعريتُ وبرداء أبيض خجلت وتلحفت ..

أتيتك يا خالقي ، وكل ذنوب البشر في أصابعي ..

أثقلت كاهلي ، وهدّت مضجعي ..

ذنبي عشق كُنت صادق فيه وما دنستهُ ..

لكنه يقتلني .. يطوّح بي لذكراها ..

لأحرف منها تعدو في دمي ..

وفي صلاتي يشرقُ بي ، ويغربُ ..

آه ..!! وأوه ..!! وآهــ !!

هــذا هو وجعي ..!!

طفتُ على الكعبة ودعائي مـذُ ولجت بيته ..

حتى ودعتهُ يارب أنتزعها من قلبي ..

مرّغت كفي بأستارها ، وحين فتحتُ عيني ..

تذكرت ، وهاجت بي الذكرى ..

جاش في أحشائي الجوى ..

وفؤادي من عنف عشقها تصدَّع ..

أهذا نقابها ، وعباءتها لحقت بي ..

فازددتُ بكاء ، وحسرة ، وكل الأسى يغمرني ..

قسرا وجدتُ إصبعي غرق من مدامعي ..

على نفس الرداء الأبيض كتبت ..

أنتِ قتلتي روحي ...

تعالي في بيته العتيق .. أكملي قتل جسدي ...



الشاعر / سليمان القحطاني

الاخ الفاضل سليمان الصالح
جذبتني قصيدتك من بين مئات القصائد هنا ولم استطيع الا ان امنحها حقها
حروف كلماتها تنبض بالصدق ...
ترتقي الى رتبة اعلى من رتبة اعتيادية الشاعر الانسان
لتصل الى رتبة التجلي والامعان والتمعن
دمت بخير
اختك انهار

شكرا لمرورك الرائع يا رائــــــــــــ أنهار ــــعــــة