الطلاق.. لماذا يكون بيد الرجل؟!!

شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يجعل الطلاق بيد الرجل لأن المولى عز وجل خلقه على قدر كبير من الصبر والجلد والتحكم في عواطفه وانفعالاته حينما يثار فلا يغضب، بعكس المرأة التي أعطيت قدرا أكبر من العواطف نسبيا، كما منحت قدراً أقل من الجلد والصبر حينما تثار وتغضب، وهذا أحد السببين اللذين أعطي الرجل القوامة بسببهما، أما السبب الثاني فهو تكليف الرجل بالإنفاق على المرأة في كل المراحل، من الهدايا والمهر وتجهيز المنزل والإنفاق على الأسرة فيما بعد، وبما أنه يتحمل هذه المسؤولية فكان من المناسب أن تعطى له سلطة، إذ لا يمكن أن يتحمل شخص كل المسؤولية، وتمنح السلطة مفروضة عليه لغيره ممن لم يتحمل هذه المسؤولية، وهذه قاعدة تشريعية تسري في كل قوانين الدنيا، وقد أوجز القرآن الكريم هذين السببين في قوله تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ..." سورة النساء


وإذا ألقينا نظرة على الواقع فإننا نجد المرأة تطلب الطلاق من زوجها إذا عرضت بينهما أدنى مشكلة، ولولا مصابرة الرجل وجلده وتحكمه في انفعالاته لما استمرت العشرة طويلا في أكثر البيوت، كما لا يمكن أن يشتركا فيها، لأن الشريك يكون مالكا، وبهذا فتكون مالكة لإيقاع الطلاق، فالخشية التي حذرنا منها ستبقى هنا أيضا، نعم أعطى الشارع المرأة طريقا للخلاص إذا ملت عشرة زوجها وكرهته، وذلك بتشريع نظام الخلع في الإسلام بفدية تقدمها لزوجها مقابل إلزام المقابل له بالتطليق، كما يحق للزوج أن يملك زوجته الطلاق لأمد محدود، فإذا لم تستخدمه في هذا الأمد المحدود فإنه يبطل التمليك، كما يبطل إذا أبطله الزوج لأنه نوع من التفويض، ولا يمكن في هذا العصر أو بعد هذا العصر أن تعطى المرأة العصمة، لأنها أعطيت للرجل بنصوص قرآنية قطعية، قال تعالى ": يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن ..." سورة الطلاق وقال تعالى مخاطبا الرجال "وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم..." الآية سورة البقرة وغير ذلك من النصوص التي أسندت الطلاق إلى الرجال، أما تعسف الرجال في استعمال هذه الحق فإن الشريعة الإسلامية أعطت حق التطليق للقاضي للضرر، إذا أثبتت المرأة الضرر على زوجها، كما أعطاها حق الخلع الذي أشرت إليه سابقا والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.