زيادة نسب الطلاق: الأمر ليس غريب اً!!

تذكر الاحصائيات نسبا مخيفة للطلاق في المملكة وصلت الى 60% في بعض الجهات. وقد ظهرت كتابات وافكار تدعو الى علاج هذه المشكلة، ركز اكثرها على اعطاء دورات للمقبلين على الزواج، وهي فكرة طيبة ولا شك لكن هل السبب في كثرة الطلاق هو عدم وجود هذه الدورات؟ وهل وجودها سيحل المشكلة، الذي يظهر ان الجواب بالنفي، وعندنا واقعي لا ينكره أحد وهو ان ابناءنا واجدادنا كان اكثرهم أميين ولا يعرفون شيئاً عن الدورات، ومع ذلك فالطلاق عندهم كان قليلا ونادراً بينما يكثر في عصرنا التعليم بل والشهادات الجامعية العليا ومع ذلك تصل نسبة الطلاق الى هذه النسب المخيفة للزيادة!! فما السبب الحقيقي لكثرة الطلاق؟ وما العلاج الصحيح لهذه المصيبة؟

السبب الرئيسي في كثرة الطلاق هو نفس السبب الذي ادى الى وجود مصائب اخرى وهو ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم بقوله سبحانه "وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير " الشورى 30 اي المعاصي والذنوب التي هي دمار في الدنيا والآخرة وعندما ننظر الى كثير من زواجات الناس نجدها محفوفة بالمعاصي من اولها الى آخرها لذلك من الطبيعي ان تنزع البركة منها ومن ذلك:

1- حرص كثير من المتزوجين على اختيار المرأة ذات الحسب والنسب او المال او الجمال مع الاعراض تماماً عن عنصر الدين الذي امرنا به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :فاظفر بذات الدين تربت يداك، وهذه أول معصية.

2- حرص كثير من اولياء امور البنات على الزوج صاحب المال او المنصب او الحسب والنسب معرضين عن قول النبي صلى الله عليه وسلم "اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد كبير " وهذه المعصية الثانية ولذلك كم من النساء من تزوج برجل تكتشف بعد الاقتران به انه تارك صلاة او متعاط للمخدرات او شارب خمر او صاحب سفريات لارتكاب الموبقات او غير ذلك.

3- المنكرات التي تقع فيها كثير من النساء يوم الزفاف بحجة التزين للزوج منها التعري الكامل عند من يسمون بالكوافيرات! ومنها نتف الحواجب (النمص) وقد جاء في الحديث " لعن الله الربا، وآكله، وموكله، وكاتبه، وشاهده، وهم يعملون، والواصلة، والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والنامصة، والمتنمصة " فكيف يبارك الله في زواج امرأة ارتكبت معصية تستوجب الطرد من رحمة الله؟ مع انه يمكن للمرأة ان تتزين بدون هذه المنكرات.

4- الاسراف والتبذير والمغالاة في المهر وتكاليف العشاء، وثوب الزفاف وغير ذلك وقد اخبرنا الله تعالى بانه لا يحب المسرفين فكيف يطلب البركة في زواجه من ارتكب ذنبا يحرمه من محبة الله له؟

5- المعازف وآلات اللهو والطرب التي يصر على وجودها كثير من الناس مع علمهم بحرمتها شرعا (الدف مستثنى للنساء كما نعلم) والمعازف محرمة بالنص والاجماع.

6- السهر الطويل الى صلاة الفجر المؤدي الى ضياع هذه الصلاة على كثير من المدعويين من الرجال والنساء او تأخيرها عن وقتها بدون عذر.

7- صور من انواع الزفاف تعمل في قسم النساء مستقاة من دول كافرة تختلف عن المسلمين في نظام الحياة جملة وتفصيلا.

8- بدع كمن يعرضون صورة للعروس في فلم متحرك وهي تخاطب “مارداً” وتطلب منه ان يجعلها اجمل بنت في العالم فيعدها باجابة طلبها ثم تضاء انوار القاعة واذا بالعروس جالسة تبتسم في اشارة الى ان المارد قد لبى طلبها!

مع هذه المنكرات وغيرها مما لم يذكر ليس من الغريب ان ترتفع نسبة الطلاق والحال هذه ولذلك فمن اراد ان يكون زواج ابنه او بنته مباركاً سعيداً فليطهر الزواج من كل المنكرات وليبشر من السماء بكل خير قال تعالى "ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون " وقال سبحانه" ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب"



( احمد بن محمد جعفري - جريدة المدينه )

...

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wafei

	الذي يظهر ان الجواب بالنفي، وعندنا واقعي لا ينكره أحد وهو ان ابناءنا واجدادنا كان اكثرهم أميين ولا يعرفون شيئاً عن الدورات، ومع ذلك فالطلاق عندهم كان قليلا ونادراً بينما يكثر في عصرنا التعليم بل والشهادات الجامعية العليا ومع ذلك تصل نسبة الطلاق الى هذه النسب المخيفة للزيادة!! فما السبب الحقيقي لكثرة الطلاق؟ وما العلاج الصحيح لهذه المصيبة؟ ...

الله يعطيك العافية اخوي الوافي
أعتقد أن أجدادنا كانو اميين في مسألة الكتابة والقراءة
ولكنهم حملو شهادة دكتوراه في الحياة
بينما جيلنا الان للأسف يحمل الكثير منهم اعلى الشهادات
و لايفهمون
ماهية الحياة ؟
ولا ماهية مسئولياتنا !
فلا عجب من ارتفاع النسبة

أجدادنا ربتهم الحياة فصقلتهم
أما الان فالذي يربيهم قنوات مختلفة واتجاهات شتى
فالضياع بات طبيعيا

فعلاً والله شيء محزن ذاك الذي نراه في الزواجات سواءً قبلها أو خلالها أو بعدها !!!

ومثل ما تفضلته فيه أخوي الوافي هو إن المسألة ليست مسألة تتزوج بنت جميلة والعكس صحيح ولكن المسألة لابد أن تكون متركزة حول البنت الملتزمة لأن نبينا محمد - صلى الله عله وسلم - أوصانا بذلك...

كل الشكر لك وافينا على طرح هالموضوع...

الله لا يحرمنا منك...

لك تحياتي...

لا تعليق