بسم الله الرحمن الرحيم
ليس متقوقعا على نفسه .. ولايحبذ العيش في عزلة .. وبما أنه يعيش بين أفراد المجتمع .. يصاحب فلاناً حيناً .. ويتخذ فلاناً خليلاً .. تارةً مع اشقائه .. واخرى مع اصدقائه.. يعاود مريضاً.. ويسأل عن جاراً .. ويصل رحماً .. يشارك الناس أفراحهم .. ويقاسمهم أتراحهم .. يلعب مع الصغير .. وبأدب يحاور الكبير .... فذلك الإنسان ( اجتماعي )
وبما أنه كذاك.. فإصطدامه بالواقع ومصادفته لكثير من المواقف شيء مسلّم به ..
فمن المواقف التي يصادفها في حياته مايكون حزيناً .. فترسم على وجهه تعابير الألم والحزن ..
ومنها مايرسم البسمة على محياه .. فيعيش في حالة إنتشاء .. مبتهجاً مسروراً بذلك الموقف ..
ومنها ماقد يكون موقفاً عادياً لايأبه به كثيرا .. قد يمتعض منه ولكنه يمر مرور الكرام ..
وبما أنه كذلك .. فقد يمر بموقفاً عاطفياً يتأثر به كثيرا وقد ينال النصيب الاوفر من الحظ فيكّون من خلال هذ الموقف علاقة عاطفية يندفع نحوها بكل مشاعره .. ليعيشها كاملة بحلاوتها ومرارتها ..
قد ترتبط السعاده بهذه العلاقة فيعيشها ابديه ..
او لربما يجلس مجلساً تتبادل فيه الاحاديث .. ولكثرة حديث الناس عن الناس .. فقد يسمع عن شخصا ما
لم يره قط .. يشده الحديث فيضع كل قواه السمعيه رهناً لهذا الحديث .. فيكون في حالة تركيز تام لما يقال .... ينتهي الحديث ..... ينفض المجلس ... يسرح بتفكيره قليلا ... سرعان مايرجع الى واقعه
ليعيش حياته الطبيعيه ..
لكنه لم ينسى ذاك الحديث الجذاب عن ذلك الشخص ..فيراوده التفكير فيه .. ويبتعد عن الاخرين .. ليعيش سويعات يرسم بخياله السارح صورة زاهية الالوان .. يخاطب تلك الصورة بحديث ولا أجمل ..
فينقطع به التفكير فإذا به يعود الى حياته السابقه ..
هو مابين هذا وذاك .. أصبح في حيرة من امره ... حتى اطلق العنان لتفكيره في ذلك الشخص فأمتلك
جزءاً كبيراً من تفكيره .. ومع مرور الوقت سيطر ذلك الشخص على تفكيره فأمتلكه كله ..
حينها ينعزل عن ذلك المجتمع ... فيبقى وحيدا حبيس هذه الزنزانه ليعيش ذلك الحلم الجميل الذي يتمنى تحقيقه !!!!!!!