التصوف الحق ( مقدمة)

مقدمة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا الى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.
- ان العبدليتكلم بالكلمة ينزل بها فى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب.
- هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون. أى المتعمقون المتجاوزون الحدود فى أقوالهم وأفعالهم.
- سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر.
- إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالى، اليوم أظلهم فى ظلى يوم لا ظل إلا ظلى.
- أن رجلا قال والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله قال: من ذا الذى يتألى( يحلف) علىّ أن لا أغفر لفلان، فإنى قد غفرت لفلان وأحبطت عملك. أو كما قال.
- أن رجلا جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف تقول فى رجل أحب قوما ولم يلحق بهم. قال: المرء مع من أحب.
- لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
- والذى نفسى بيده، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
- أيما امرئ قال لأخيه ياكافر فقد باء بها أحدهما، إن كان ما قال وإلا رجعت عليه.
- لايقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده.
- من أشد أمتى حبا لى، ناس يكونون بعدى يود أحدهم لو رآنى بأهله وماله.
- والذى نفس محمد فى يده ليأتين على أحدكم يوم لا يرانى، ثم لأن يرانى أحب إليه من أهله وماله.
- اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا...
- من رآنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة( أو لكأنما رآنى فى اليقظة)، ولا يتمثل الشيطان بى. وقال أيضا: من رآنى فقد رأى الحق.

لقد اختلطت بعض الأمور على المسلمين وتفرقت الأمة الاسلامية الى طوائف وفرق وملل وكل يدعى أنهم هم الفرقة الناجية ، وأنهم أهل السنة والجماعة ( حتى الشيعة تدعى بأنهم أهل السنة والجماعة فى كتبهم لأنهم الوحيدون الذين يسيرون على خطى أهل البيت).
فتجد فى الساحة الاسلامية، سلفية ، وأنصار السنة ، ووهابية تدعى أنهم السلفية الوحيدون ، وأشعرية فى تأويل الصفات لله عز وجل ، وأباضية ، وزيدية ، وإمامية جعفرية ، وطوائف أخرى انحرفت بالعقيدة كالبهائية والاسماعيلية والدروز والأحباش والنصيرية وغيرهم.
هذا بخلاف التمذهب والعصبية والقبلية.

والصوفية لم تدع أئمتهم أنهم طائفة أخرى،ولكن لهم مدارسهم وأساليبهم فى التربية وتزكية الأنفس فى ظل كتاب الله وسنة نبيه واجتهادات أئمة المسلمين واجماع المسلمين( قد أفلح من زكاها)، ولم يخرجوا عن شرع الله فى تعبدهم ويحكمون على من تحقق ولم يتشرع بالزندقة.
اهتموا بعلاج أمراض القلوب( التى تفشت بعد عصر النبوة والخلافة الراشدة) ، واهتمام الأئمة والفقهاء بأمور الفقه والحديث جزاهم الله عنا خير الجزاء.
ولم يقم ائمة التصوف بتكفير المسلمين أيا كانت طوائفهم ومذاهبهم، فكانوا القدوة الحسنة لتقويم الأخلاق وتزكية النفوس.
وأكبر دليل لعدم تعصبهم أن منهم الشافعى، والمالكى، والأحناف – لايعيب بعضهم على بعض، اضافة لحبهم الشديد للرسول وآل بيته الأطهار.

ولكن خلف من بعدهم خَلفٌ( ليسوا كل الخلف) انحرفوا بما كانوا عليه من التمسك بالشريعة والتمكن بالحقيقة، فأساءوا الى الطريقة والى شيوخ الصوفية الأوائل، وأدخلوا عليها مما ليس فيها، وأحدثوا أمورا لم يكن عليها الأكابر ولم يقروها، وصاروا فرق وجماعات بأعلام وبيارق وملابس وموالد يحدث فيها مما نهى عنه الشرع، وتأولوا على الأكابر ما لم يتأولوه...
ودخل بعض الفساق والجهلة والمتعصبون فأحدثوا ما أحدثوا مما نراه اليوم وننكره..
وضاعت مجالس العلم التى كان يقيمها الأكابر وحلت محلها مجالس الشيطان بالطبل والزمر واختلاط الرجال والنساء..

ولكن مما رحم ربى أنه لا يزال أفرادا من أهل الله باقين على الحق ، ولكن أصواتهم غير مسموعة عند العامة وعلى الأخص المنتسبون الى الصوفية من الجهلة والمتعصبون لموروثات لا يرضى عنها الله ورسوله، ولا يرضى عنها أولياء الله.

وسأذكر تجربتى الخاصة مع التصوف الاسلامى ، فالتصوف العملى تجربة سبيلها العلم والعبادة، ولا يمكن أن يتذوق منها غيرك، كما لا يمكن أن ترى بعين غيرك.
كنت فى شبابى ضابط مهندس فى القوات المسلحة، قاسى القلب متحجر العينين ، لاأذرف الدموع عند أى موقف، كل همى هو إجادة عملى والذين يعملون تحت قيادتى، لاأنام من الليل إلا قليلا( ليس فى التهجد، ولكن فى التدريب العسكرى الليلى)، مستعداًٌ فى أى وقت لملاقاة العدو( اليهود)،
كنت أصلى وأصوم وأجتنب الكبائر والمحرمات، وكان ديدنى كتاب الله وسنة رسوله وأحفظ كتاب التوحيد للداعية محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
مشكلتى القسوة وعدم الشعور بلذة العبادة ، كأنما هى طقوس أجيد أدائها مثل واجبات وظيفتى.
وبرغم دعائى المستمر آنذاك أن يهدينى الله تعالى الى لذة العبادة والقرب، ولكنى عانيت كثيرا الى أن من الله علىّ بزميل فاضل أحسبه صالحا والله حسيبه( رحمه الله رحمة واسعة وجعله فى زمرة الصالحين)، وكان يراقبنى ولا تعجبه قسوتى،
قال لى رحمه الله: تعال اسمع هذا الشريط الكاسيت وسوف تبكى. فقلت له إننى لا أبكى أبدا.
وسمعت الشريط( مديح للرسول صلى الله عليه وسلم)، وكان صوت المادح ليس جميلا ولا شجيا، وفوجئت بعيناى تذرفان الدمع بغزارة ولا أعرف السبب ولا أستطيع وقف دموعى، فطأطأت رأسى خجلا وأشرت بيدى أن يوقف الشريط، وفوجئت بتوقف دموعى ولا أدرى السبب. وسألته، فقال لى أن سيدنا الخضر( عليه السلام) وضع يده على رأسك وقال لى: أبلغ أحمد(إسمى) أن الرسول صلى الله عليه وسلم يُقرئك السلام.
اندهشت، واستنكرت، ولكن ما سبب دموعى.. لا أعلم
بعد دقائق من الصمت ، فوجئت بأننى لين العريكة، زال الكبر من نفسى، ولكنى غير مصدق فعقيدتى آنذاك ترفض هذه الغيبيات وأن المتوفين لا يظهرون ويتكلمون مع الأحياء، ثم من أنا حتى يبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامه لى – بفرض صدق زميلى رحمه الله.
زميلى هذا لم ينتمى الى أى جماعة من جماعات الصوفية المنتشرون فى بلادى، ولكن له صحبة طيبة ومجالس خاصة مع بعض الأتقياء والصالحين من أهل الله وأولياؤه.
قام بتعليمى بداية من تفسير القرآن( يسمع منى تفسيرى من كتب التفسير لأننى كنت ملما وقارئ جيد، ثم يقوم رحمه الله بتعليمى تأويل أهل الله)، وشجعنى على حفظ أحاديث الرسول الموجودة فى البخارى وصحيح مسلم،
ولما تأكد من أننى لا أنكر كلام أئمة التصوف فى أخذ منهجهم من الكتاب والستة، قطع بى شوطا كبيرا فى طريق أهل الله من كتب الأكابر( سلفا لإبن عربى، وخلفا لرائد العشيرة المحمدية)، ونصحنى أن لا أنضم لأى جماعة لقوله لى: أنت وحدك وسيفيض عليك أنوار رسول الله منه إليك دون شيخ.
ودارت بى السنون ، وزالت عنى الغموم، ورزقت الخشوع والرحمة وحلاوة العبادة لله تعالى وحده، وفاضت علىّ أنواره سبحانه وأنوار رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وقرأت كتب الأكابر، وأخذت ما فهمته وعقله قلبى وتوقفت عند ما لم أفهمه لقلة إدراكى وعدم وصولى الىما تحت أقدام الأكابر لعلو شأنهم ومقاماتهم وأحوالهم.
ومنّ الله تعالى علىّ برؤية الحبيب مرات ومرات فى أزمات ألمت بى، فأجد الجواب، وأجد السكينة، وأذوق حلاوة المشاهدة، وعمت السكينة... ولكن هيهات هيهات.. فأنا العبد الترابى.



وبعد هذه السنين الطوال وقد شارفت على بلوغ الستين عاما، لم أجد إلا وجوب محبة الله ورسوله، وأهل الله أهل الله

وفى الأثر:
ما من عبد يعمر فى الاسلام أربعين سنة، إلا صرف الله عنه أنواعا من البلاء(الجنون والجذام)
فإذا بلغ خمسين سنة، ليّن الله له الحساب. فإذا بلغ ستين سنة، رزقه الله الانابة إليه بما يحب.
فإذا بلغ سبعين سنة، أحبه الله وأحبه أهل السماء.
فإذا بلغ ثمانين سنة، تقبل الله منه حسناته وتجاوز عن سيئاته.
فإذا بلغ التسعين، غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وُسمى أسير الله فى أرضه، وشُفع فى أهل بيته.

والى لقاء فى القسم الأول للموضوع(بإذن الله تعالى)، إن كان فى العمر بقية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصل اللهم على سيدنا وحبيبنا محمد وآله وصحبه.

27 رمضان 1424 – القاهرة الفقير الى عفو ربه: أحمد سعد الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله
محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبة
وسلم ومن والآه
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله كل خير أخوي

وجعله في ميزان حسناتك


زهرة بنفسج.

تسلم والله على الموضوع

الأخت الفاضلة زهرة بنفسج، مدير منتدى الجرافكس
الأخ الفاضل أبو حجز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى كل خير، وأنعم عليكم بتزكية النفس للوصول الى مقام القرب.

أخوكم فى الله: أحمد سعد الدين - القاهرة

ممكن يا أخي العزيز تديني إيميلك

عشان التعرف


وشكراً

الأخ الفاضل أبو حجز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك، وأهلا ورحبا بك أخا فى الله

العنوان البريدى: ahmadsaadeldin@ hotmail.com

أخوك فى الله: أحمد سعد الدين - القاهرة
22 شوال 1424