القمر والمؤمن

يتميز الأدب العربي على مر العصور بالتغني بكل ما هو جميل، وينسب الشعراء والكتّاب جمال من يحبون إلى رموز الجمال التي يعتقدون بها.
ولعل أكثر هذه الرموز التي تغنى به الشعراء في شعرهم هو القمر فجعلوه رمزاً متكرراً للجمال، حيث أصبح القمر هو أساس المقارنة لجمال من يحبونهم.
ومن المعروف بأن العلم الحديث قد أثبت - حتى الآن - بأن القمر هو كوكب جامد لا حياة فيه، وهو عبارة عن مجموعة من الصخور والحجارة، وكما تبين لنا ذلك من خلال الصور التي رأيناها وشاهدها الجميع، ولكن مع هذا كله فقد استمر الجميع وخاصة المحبون يرون في القمر كل الجمال.

ولعل من أسرار هذا الجمال الأخاذ هو ما نراه في القمر في سكون الليل وخاصة عندما يكون القمر بدراً، فيثير مشاعرنا بكل ما هو جميل ويجعلنا نعيش الحلم ونحن في كامل يقظتنا.
ومن ينظر للأمر بتجرد يرى أن مصدر جمال القمر، بل إن مصدر إضاءته هو انعكاس أشعة الشمس التي تسقط من الشمس على القمر.
فلولا الله ثم أشعة الشمس لما رأينا القمر في هذه الصورة الجميلة والمُلهمة للشعراء والكتّاب والعشاق، ولأصبح القمر مجهولاً وغير معروفاً لدى الناس بكافة تقسيماتهم. ولهذا فقد استفاد القمرُ من الشمس نورها ليضئ نفسه ويخفي تلك الصخور والأحجار التي يتكون منها القمر فأصبح منظره جميلاً.

إن في حالة استفادة القمر من نور الشمس بعض العبر والفوائد التي يمكن أن نستفيد منها ونطبقها في حياتنا، فكما استفاد القمر من نور الشمس ليُظهّر جماله، فعلينا أن نبحث عن نور مماثل لنظهر فيه أكثر جمالاً وقبولاً لدى الغير.
إن النور الذي نتحدث عنه موجود، بل أنه أكثر فائدة من نور الشمس للقمر، فالنور مدار حديثي هو نور الإيمان الذي متى ما لزمناه، فسنبدو أكثر جمالاً من الداخل والخارج، بل أن حياتنا بكافة مراحلها وتشعباتها ستكون إلى الأفضل بمشيئة الله.
وهذا يتحقق متى ما سخَّرنا جوارحنا في طاعة الله، وانطلقنا بهمة إلى ما يحبه الله ويرضاه .. فحينها يشرق في القلب نور الإيمان وتتعلق الروح بمحبة الله سبحانه وتعالى.
ويقوى هذا النور حتى يظهر على صفحات الوجه , وكما قال ابن عباس رضي الله عنه: " إن للحسنة ضياء في الوجه, ونوراً في القلب"، وقال الحسن البصري رحمه الله عن هذا النور حينما سُئل: لماذا أهل صلاة الليل أحسن الناس وجوهاً ؟ فقال : "خلَوْا بالله فألبسهم نوراً من نوره".

إذن هي دعوة لزيادة النور في قلوبنا ووجوهنا وذلك من خلال زيادة الأعمال الصالحة والحث عليها ومن أهمها البر بالوالدين.

دمتم سالمين.

جَزآكــ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ ..،
جَعَلَ يومَكــ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُ الله في مُوآزيَنَ آعمآلَكــ
دَآمَ لَنآ عَطآئُكــ ..
دُمْت بــِ طآعَة الله ..~..

يعطيك العافيه عبدالله على روعة طرحك
كلام راائع وجميل أشكرك على هذا الموضوع
احترامي

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غربة مشآآعر

	جَزآكــ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ ..، جَعَلَ يومَكــ نُوراً وَسُروراً وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..

وجزاك بمثله أختي غربة مشاعر

وجعل لكِ ولجميع إخوتي وأخواتي في الوئام مثل ما دعوتِ.

اشكرك أختي الكريمة لتفضلك عليّ بمداخلتك الجميلة.

دمتِ بحفظ الله ورعايته.

الله يعافيك أختي المتميزة غلا

تقبلي شكري وامتناني لتفضلك بالمرور وبالمداخلة.

دمتِ بأحسن صحة واسعد حال.

الاخ الكريم والمتميز في كل ما يطرحه ويكتبه
عبدالله 12 حفظه الله اخي جزاك الله خيراً وجعله في موازين حسناتك
شئ طيب و جميل أن نكون ممن سخَّر جوارحه في طاعة الله وانطلق بهمته إلى ما يحبه الله ويرضاه ..
حينها يكون قد أشرق في القلب نور الإيمان , وامتلأت الروح بمحبة الرحمن .
إن هذه الحسنات لها ثمرة , بل ثمار , ومن أغلى هذه الثمار هو " نور الإيمان في وجه الانسان
والسوال الذي يطرح نفسه
لماذا الشعراء يتغنون بالقمر ولم يذكر احد فيهم الشمس الا العدد القليل والذي لا يتجاوز واحد في المئه ؟
مع العلم أن الشمس هي المصدر التي تمد القمر بالنوروالضوء
ومصدر النور على وجه الكون وكذلك مصدر الطاقه الشمسيه ولولاالشمس لأظلم الكون
أخي العزيز اكرر جزاك الله خيراً وشكري وتقديري لشخصك الكريم
وتبقل مروري المتواضع

	إذن هي دعوة لزيادة النور في قلوبنا ووجوهنا وذلك من خلال زيادة الأعمال الصالحة والحث عليها ومن أهمها البر بالوالدين

دعوة طيبه من شخص طيب

شكراً للدعوة الطيبه
ولطرحك الجميل والهادف كاتبنا المميز

سلمت يداك


كلك ذوق


...

جزاك الله خير الجزاء أخي العزيز فتى الجميزة
كما أن الإيمان ينتج عنه نور في القلب والوجه، فأنت يا أخي العزيز تضيف لمواضيعي الفائدة التي تزيد من قيمتها،
فلك شكري وتقديري.

امّا بالنسبة لتساؤلك حول سبب تغني الشعراء بالقمر وحده دون الشمس على الرغم من الفوائد العظيمة التي تقدمها الشمس لكافة المخلوقات وللطبيعة وللبيئة والمناخ, .........،
فهو تساؤل في محله، فجميعنا يعرف بأن الشمس والقمر آيتان من آيات الله سبحانه وتعالى الكثيرة، ولكني اعتقد بأن سبب تغني الشعراء (المحبين) بالقمر وحده هو أنهم في الغالب يسهرون فيجدون القمر مؤنساً لهم في وحدتهم فيستهويهم منظره وتميل إليه قلوبهم وترتبط محبته بمن يحبهم الشعراء.
دمت بصحة وسعادة.

الله يسلمك أستاذي وافي

تفضلت عليّ بمرورك وبمداخلتك ،
فلك كل الشكر والتقدير.