جيد . . ممتاز

نستخدم أثناء أحاديثنا بعض المفردات بهدف توضيح وجهة نظرنا أو لتأكيد خصوصية من نحدثه، أو لوصف أو تقييم وتوضيح ما نتحدث عنه، ولكن من الملاحظ بأن بعضنا يستخدم أحياناً بعض المفرداتٍ في غير مكانها الصحيح، وإنما يقول ما يقول بغض النظر عن مناسبته للمقصود.
واسمحوا لي بأن أورد بعض الأمثلة التي توضح ما أعنيه.
أثناء البرامج الحوارية الإذاعية والتلفزيونية نسمع أحياناً كثيرة عندما يُخاطب المذيع ضيفه أو العكس عبارة "بيني وبينك. . ." فكيف يكون الأمر "بيني وبينك" والملايين يسمعون أو يشاهدون الحوار، فلو كان قائلها يعني مناسبتها للمقام لما قالها.

من المعروف بأن درجات التقييم للأعمال أو النجاح تتراوح بين تقدير ممتاز ثم جيد جداً، ثم جيد، ...الخ، وهذا يعني بأن هناك فرق بين التقدير الممتاز والجيد. ولكن بعض المسئولين يلغون هذه الفروقات عن جهل وذلك عندما يسأل المذيع الشخص المسئول عن رائه فيما شاهده، فيكون جوابه: (إن ما شاهده جيد . . ممتاز) وكأنما لا فرق بين الجيد والممتاز.

المثال الثالث يتعلق باستخدام مفردات لا تتماشى مع حال المتكلم، وهذا ما استمعت إليه الأسبوع الماضي في احد البرامج الإذاعية، حيث كان ضيف البرنامج يصف للمذيع كيف انقلبت سيارته وما نتج عن ذلك من وفيات وإصابات لدى أفراد أسرته، ثم أخذ المذيع يعقّب على قول ضيف البرنامج: " جميل . . جميل"، وكأنما كان ضيف البرنامج يصف لوحة فنية جميلة.

المثال الأخير طريف ومؤلم في نفس الوقت لحوار استمعت إليه بعد الخروج من المسجد دار بين بائع خضار وبين احد المشترين أنقله كما سمعته.
المشتري: بكم حزمة البقدونس؟
البائع: ريالين.
المشتري: ما تصير بريال؟
البائع: الحزمة بريالين . . ما تنقص قرش.
المشتري: طيب حزمتين بثلاث ريال.
البائع: شوف . . لو يطلع أبوي من قبره، ما أبيعها إلا بريالين.
هل لهذه الدرجة يُهين البائع أبيه المتوفي من أجل ريال أو "حزمة بقدونس"؟ أنا لا اعتقد أنه قصد ذلك ولكنه استخدم هذه الجملة في غير مكانها الصحيح.

هذه الأمثلة وغيرها تدعونا لأن نحرص على اختيار المفردات المناسبة للحدث ومراعاة المنطق وواقع الحال الذي نتحدث عنه، ليكون وقع كلامنا أكثر تأثيراً.

ودمتم سالمين.

	هل لهذه الدرجة يُهين البائع أبيه المتوفي من أجل ريال أو "حزمة بقدونس"؟ أنا لا اعتقد أنه قصد ذلك ولكنه استخدم هذه الجملة في غير مكانها الصحيح.

نعم
وصلت الاهانة لهذه الدرجة والى ماهو اعظم من ذلك

مكانة وعظمة الوالدين وليس الأب فقط لم تعد بتلك المكانة وتلك العظمة وهم احياء فكيف وهم تحت التراب !
وربي ان هذا واقع وحال الكثيرين وللأسف !
ياعبدالله من ايام الدراسة وفي المراحل التي تجاوزت مراحل المراهقه اقسم بالله كانت غالبية الألفاظ بين الأصدقاء وليسوا الأعداء عبارات " يلعن امك ويلعن ابوك " وماشابه لك ويتقبلها الآخر بكل رحابة صدر وكأنه يقال له رحم الله ابوك وامك !
وقد لاتصدق اذا ماقلت لك ان الترحيب بالصديق اصبحت تتخلله عبارات الاهانه وكأنها ثناء خصوصاً في منطقتنا الغربية
ياهوووه فينك ؟ فينك يابن ... ؟ وووو . . عبارات يعرفها حبايبنا اهل الغربية وكثيراً ماطرقت مسامعهم
وتستغرب ياعبدالله اذا اهان ابوه او امه لغرض دنيوي او عشان قرش !
وتستغرب ياعبدالله اذا اهان والديه وهم تحت التراب وقد اهانهم وهم امام ناظريه !

ياااراجل
احنا في زمن .. بس خليني ساكت احسن



طرح مميز
كما هو معهود منك


سلمت يداك


...

يعطيك العاافيه على هذا الموضوع

أشكرك أستاذي وافي على هذه المداخلة الوافية والتي اشتملت على نقاط مهمة، منها:
- العقوق الفعلي من بعض الأبناء تجاه والديهم، ويكفى عِظم هذا الجرم عقوبة أنه من الذنوب الثلاثة التي تُعجل عقوبتها في الدنيا إضافة إلى عقوبة الآخرة.
-العقوق اللفظي للوالدين ولو لم يكن مقصوداً، وكما تفضلت في شرح ذلك في مداخلتك، حيث ينطبق عليهم ما ورد في الحديث الشريف الذي رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن أكبر الذنب عند الله أن يسب الرجل والديه ، قالوا : وكيف يسب الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه.

أستاذي وافي:

ما صار بعضهم يسب الآخرين فقط، الحين بعض الناس يسب نفسه وخاصة اللي لسانه متعود على الشتائم، فنلاقيه إذا شتم ولده قال له: يـل. . . أبوك.

أتمنى يجي اليوم اللي كل واحد فينا يعمل تصفية (فلترة) لكل كلمة قبل ما يقولها ليتأكد من مناسبتها للمقام.

مرة أخرى ، أشكرك أستاذي وافي على هذه الإضافة.

دمت بحفظ الله.

الله يعافيك أختي الكريمة دمعة
تقبلي شكري لجميل مرورك،
دمتِ بصحة وسعادة.

ماذكرته اخي عبدالله امر واقع محزن،وكثيراً مانسمع ذلك سواء اخطاء لفظيه بغير مكانها الصحيح
أو إهانات للوالدين بوضع اقل من عادي لدى المتلقي ،الى هذه الدرجة وصلت بعض العقليات لاكرمات ولا حرمات !!
عجبي من أننا نقرأ الاية (مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) لكن قراءة خاويه من الاستشعار والتفكر ..
بارك الله فيك وفي طرحك القيم الهادف اخي عبدلله ،لاشلت يمينك ،دمت بحفظ البااري

الاعلام العربي وبالاخص الاعلام السعودي اذا خرج عن النص الذي امامه((جاب العيد))..
.
ربي يسعد ايامك اخوي ابو عبدالله..

وبارك بكِ أختي شموع الغربية
تقبلي شكري لمداخلتك وإضافتك الهامة حول احد أسباب استخدام بعض الألفاظ في غير مكانها الصحيح أحياناً، وهو عدم "استشعار أو وزن الكلمة قبل التلفظ بها".
الغريب أنه عند التطرق لمثل هذا الموضوع مع بعض المعارف يكون ردهم:" يا أخويا لا تدقق وتعقدها".
دمتِ بخير وعافية.

الله يسعدك أختي غزالة
كلامك صحيح أختي الكريمة، بس المشكلة الآن هي في بعض الأشخاص اللي يكون في رؤوسهم كلمة أو جملة معينة ويحب يدخلها في كلامه و" يستعرض فيها" حتى لو ما لها علاقة في الموضوع.
دمتِ بحفظ الرحمن.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي عبدالله .. لك كل تحياتي لطرحك هذا الموضوع ... لك كل الشكر الجزيل ...

لكن أختلف معك اختلافا كبيرا .... ففي نظري كل ما طرحته لم يتجاوز المعقول ولا المقصود منه ...

تعرف أخي عبدالله أن اللغة هي أساس ثقافة الشعوب ... وكلما كانت اللغة قوية وواسعة وغنية كلما انعكس ذلك على ثقافة الشعب وزادت مساحة حرية الكلام ...

أخي عبدالله لكل زمان له تعبيراته واستخداماته الخاصة التي تميز هذه الحقبة من التاريخ لبعض المفردات .. لكل زمن مجموعة من الأمثال ...

بعض الاستخدامات اللغوية القديمة لا تصلح للاستخدام الحديث وتكون غريبة وشاذة .. فربما من الغريب أن تسمع أحدا يقول لآخر " ثكلتك أمك " حتى لو كانا يتكلمان الفصحى ...

استخدام عبارة " بيني وبينك " في البرامج له دلالتان احداهما يكون المقصود من خطاب الشخص .. اما أنه يريد أن يوضح أن الأمر موضوع سري لا يتكلم به الناس جهرا وعلنا بل هو آراء شخصية من الأفضل الاحتفاظ بها لأنها ستقابل بالاستنكار أو أنه رأي مخالف للرأي العام ... والردلالة الثانية هي توضيح لاتفاق الرجلين على هذا الرأي أو محاولة استمالة المستمع للرأي ليصبح موافقا له ... ولا يقصد أبدا أنه كلام لا يسمعه الآخرين فكثيرا ما نستخدم هذه العبارة في كلامنا أمام مجموعة من الناس وهي في محلها ....

كذلك بقية كلامك لكل عبارة منها لها تفسيرها المنطقي والمقبول الذي تستوعبه اللغة العربية ومفهوم المجتمع والشارع ....

ومن الخطأ تحجير اللغة ومعانيها لتصبح في حدود المعنى اللفظي ... ومن أكبر الأدلة على ذلك القرآن والسنة ....
فكثير من الآيات والخطابات تخاطب الرجل والمقصود الرجل والمرأة .. وكثيرا ما يوصف جمع من الناس بالمذكر في حين يكون هناك رجال ونساء .. فلو حصرنا الخطاب بأنه يدل فقط على وجود رجال فقط لعدم وجود ما يشير الى وجود نساء لحجرنا المعنى ولاضطررنا الى اضافة كلمتين بدل كلمة واحدة ..

لذلك يجب لنفهم الكلمات والمفردات أن نعرف ونستوعب الاطار التي ذكرت فيه ولا نجرد الكلمة ونستقطعها من سياق الكلام ...

رغم ذلك لا أشك أبدا بوجود استخدامات لكلمات في غير مكانها .. ولكن ذلك عندما يكون الاستخدام فردي من شخص واحد ولكن عندما تصبح شائعة فإنن هذا مقبول لأنه سيكونن ميزة لهذه الحقبة من الزمن

لك خالص تحياتي أخي عبدالله .. لم أحب الاطالة وذكر تعليقي على بقية المفردات التي طرحتها

أشكرك جزيل الشكر

الحجاج