سجين الوهم

قابلته بعد غياب أربعة أشهر، ووجدته غير الشخص المرح المتفائل الذي أعرفه، فقد تغيّر كثيراً، وكأنما قد زاد عمره أكثر من عشرة أعوام، وأصبح كالوردة الذابلة، وعرفت لاحقاً بإن التوهم هو السبب الرئيسي لما حل به حيث أصبح أسيراً للوهم الذي أحاط به من كل جانب.
بعد ذلك تذكرت هذا البيت من الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي ضمن القصيدة الرائعة "نهج البردة" التي نظمها في مدح سيد البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:

أبوا الخروج إليك مـن أوهامهـم * * * والنـاس فـي أوهامهـم سجنـاء

حيث يذكر الشاعر في عجز البيت التأثير الكبير للوهم على حالة من يتوّهمون، وكيف أن التوهم قد يجعل الواهم كالسجين المقيّد لا حول له ولا قوة.

من المعروف عن التوهم أنه من الأمراض النفسية، وهو عبارة عن خيالات وتهيئات غير حقيقية تنعكس على شخصية المتوهم سلباً، وتضخّم الواقعة إلى أبعاد ونتائج غير حقيقية، سواء كان ذلك الوهم ظناً في الغير، أو تخيّلاً لأشياء غير موجودة، أو غير ذلك من الأوهام التي قد تسيطر على تصرفات وحياة البعض.
تكمن خطورة الوهم في كونه اعتقاداً قد يجر صاحبه إلى المهالك، فكم ضيع الوهم من الفرص على كثير من الناس وكم تسببت الأوهام في تشتيت جهودهم،
وكم تسبب الوهم في قطع الكثير من الوشائج والعلاقات القوية،
فقد أخسر صديقاً عزيزاً إذا توهمت خاطئاً سوء ظنه أو سوء فعله،
وقد يتسبب الوهم في تفكيك أسرة كانت تعيش بسعادة، ثم تسلل الوهم إلى الزوج أو الزوجة فكانت النتيجة انفصال عُرى تلك الأسرة.
كما قد يؤثر الوهم سلباً على الطالب إذا توهم استحالة نجاحه في مرحلة ما أو في مادة من المواد،
وقد يؤثر على الموظف فيعتقد بأنه لا أمل له في الترقية فيتقوقع على نفسه ويخسر وظيفته ويخسر معها كل شيء.
ويكون خطر الوهم أكبر متى ما تسلل إلى نفوس المفكرين وإلى أهل العلم الذين تعقد عليهم الأمة الأمل في مستقبل مشرق بعد توفيق الله.
لذ فإنه من الضروري جداً المبادرة لعلاج أي خلل نفسي يعترينا وذلك بالرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه المطهرة.

إن علاج الوهم بيد المتوهم نفسه بعد إرادة الله، حيث يعتمد نجاح هذا العلاج في الأساس على قوة إيماننا بالله، وحسن التوكل عليه، والمقدرة على الصبر على البلاء، ولعل الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما والذي قال فيه: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يومًافقال: [ يا غلام إني أعلمك كلمات: أحفظ الله يحفظك , أحفظ الله تجده تجاهك, إذاسألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءلم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام, وجفت الصحف] ( أخرجه الترمذي)، لعل هذا الحديث الشريف يكون نصب أعيننا ليزيدنا ثقة بالله ثم بأنفسنا بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا.
ليكن يقيننا دوما أننا متى ما كنا مع الله فإنه سيكون معنا، وإننا بأذنه تعالى قادرون على تحقيق أهدافنا كأمة وكأفراد متى ما توكلنا على الله بعد اتخاذنا الأسباب لتحقيق تلك الأهداف، وإلا فإننا قد نجد أنفسنا أسرى لأوهامنا، قد انطبق علينا قول الشاعر الذي ذكرته سابقاً "والناس في أوهامهم سجناء".

أخوي عبدالله
اختيار موفق واسلوب طرح مُشوق كالعاده
فقد ذكرت في أسطر
نبذه عن المرض و أعراضه و آثاره على المريض نفسياً و اجتماعياً
وطرق العلاج الصحيح منه
أسأل الله أن يشفي كل مُبتلى ويفك قُيود الوهم عن كل موهوم

سلمت يمناك أخوي
دمت بخير

..
ماجمل ماتطرحه يااستاذ عبدالله

طرح راائع ومفيد جدا استفدنا منه الكثير


تتكلم عن اشياء حقيقيه وواقعه

عبد الله لله درك والله لايضرك

سلم لنا هذا الفكر ولاعدمناك يابعدي

ايه والله انه داء عظيم البلاء..
نسال الله السلامة منه والشفاء لكا من ابتلى به..
.
استاذي الفاضل..
ربي يسعد ايامك..

أن انشراح الصدر وطمأنينة القلب ثمرة حصول المعرفة الصحيحة بالله عز وجل و أن النفس التي لا إيمان فيها مضطربه قلقه يتوالى عليها الهم والغم والوهم
وفي النفس قلق على المستقبل ولا يزيل هذا القلق والخوف والتوهم الا إلايمان بالله والتوكل عليه
فالمؤمن الموحد ينظر الى الغيب بعين التفاؤل والرضا عن الله تعالى في قضائه وقدره
فما اجمل واروع طمأنينة النفس وانشراح الصدر حين يتلذذ المؤمن بلذات معنويه هي اعظم من كل اللذات الحسيه
ولذا قال بعض السلف لو يعلم الملوك وأبناء الملوك مانحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف
وقال غيره أن في الدنيا جنه من لم يدخلها لم يدخل جنة الاخره
أخي الحبيب عبدالله12 اشكرك شكراً جزيلاً على طرح هذا الموضوع المهم جداً كما هي عادتك دايماً في طرح كل مفيد
فسلم فكرك وعقلك وسلمت يمينك ودمت بصحه وعافيه
وتقبل مروري واجمل تحياتي

مرض الوهم إذا أصاب الانسان كان أخطر من المرض الحقيقي نسأل الله العافيه
اخوي عبدالله
طرح قيم ومفيد ومجهود راائع كما عودتنا سلمت اناملك
شكرا لك

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحـــــــــيل

	أسأل الله أن يشفي كل مُبتلى ويفك قُيود الوهم عن كل موهوم

اللهم آمـــــــين

الله يسلمك أختي المتميزة رحيـــل

تفضلتِ عليّ بمرورك وبمداخلتك الجميلة حول الوهم وكيفية التخلص منه بأذن الله.

حفظك المولى بحفظه، وأدام عليك الصحة والسعادة.

أخي الحبيب خلف

تقبل شكري وامتناني لكريم مداخلتك عن الوهم وما قد يترتب عليه.
الله يسعدك ويديم عليك الخير والعافية.

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غزالة الجنوب

	نسال الله السلامة منه والشفاء لكل من ابتلى به.. ..

اللهم آمـــــين

أشكرك أختي الكريمة غزالة لمداخلتك المهمة،

داعياً الله لكِ بدوام الصحة والسعادة.

أخي الحبيب فتى الجميزه

أسعدتني مداخلتك وإضافتك المهمة حول سلاح المؤمن الذي يعينه على الابتعاد عن الهموم.
تقبل شكري الجزيل أخي الحبيب لما تضيفه مداخلاتك للمواضيع التي تُشارك بها.

أتمنى لك الصحة والسعادة.