الحـــــب .. والشهادة ..

هاهي امتنا الآن تعيش اصعب أيام حياتها
أمام عدو الإسلام وعدو الإنسانية
فكم من قلب احتضن أرض فلسطين بعد أن ردد بروحه قبل لسانه لن اتركي ولو كان الثمن الشهادة
أرواح نفتقدها كل يوم
ولكن فقد الرموز في حياتنا موجع ومؤلم
موت الأدباء خسارة لا تعوض
ورحيل المفكرين رحيل لكثير من الأشياء الجميلة في حياتنا
ولكن رحيل من نحب هو رحيل لسنين من عمرنا ببهجتها وسعادتها ..
وأنا الآن اسطر رحيل رمز في الأدب ورمز للحب فقدناه منذ سنين ولكننا نعايش فقده يوما بعد يوم
فها نحن بعد أشهر قليلة سنعيش الذكرى الثلاثين لغياب الأديب الفلسطيني غسان كـنفاني وقد كتب الكثيرون عن أدب غسان كنفاني والكثير أيضا كتبوا عن استشهاده عام 1972ولكن هل يمكن أن يعبّر أحد عن فقد إنسان اكثر من الحبيب ... فمهما كتبوا فلن يستطيعوا أن يكتبوا كما كتبت غادة السمان إلى حبيبها الأسطوري وقبل أن اسطر لكم كلماتها الخالدة أود أن ارسم لكم ملامح شخصية هذا الأديب والشهيد...
كانت تتسم كتابات غسان بالحنين والشوق إلى الأحبة والى الأرض وخصوصا بعد النكبة فقد كان يحترق ويلتهب بالرفض والتمرد وعدم الرضوخ للذل كان رافضا للاحتلال وللظلم كان رافضا لتهاون والضعف كان رافضا أن يسلم الأرض الحبيبة إلى العدو لأنها ترسم له في كل لحظة ملامح من يحب كانت حياته يحيطها الموت بشوق غريب كان يحارب المرض بالضحك وحارب آلامه بالرفض والاستهزاء يقال انه عندما كانت حالة الإغماء تفاجئه في نوبة من نوبات السكري كان يفيق منها فيشغل سيجارته ويعاود الحديث كأن شيئا لم يكن .. اغتيل وهو في السادسة والثلاثين فقط من عمره وعاش بلا حلم ترك 8 روايات و5 مجموعات قصصية وبعض الدراسات المسرحية من رواياته ( أم سعد ) ( ارض البرتقال الحزين ) أما اشهرها فهو روايتي ( رجال في الشمس ) و ( عائد إلى حيفا ) فقد مات غسان كما ينبغي أن يموت الأبطال والمحبين ..... مات شهيدا
أما عن الحب وكيف استطاع أن يخلد اسمه أم أن غسان هو من استطاع أن يخلده لأنه جعل الأديبة غادة السمان تنشر رسائلهما بكل جرأة وكل حب
وهنا سأتركها تبوح لكم بكلمات من مقدمة كتابها ... وهي تقول :
(( نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني ... وكان له وجه طفل وجسد عجوز .. عينان من عسل وغمازة لطفل مشاكس هارب من مدرسة الببغاوات وجسد نحيل هش كالمركب المنخور عليه أن يعالجه بإبر " الأنسولين " كي لا يتهاوى فجأة تحت ضربات مرض السكري .. لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية : قامة فارعة ..صوت جهوري زجاجي , لامبالاة بالنساء ... لأنه كان ببساطة بطلا حقيقيا .. والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنا لا نجوم السينما الهوليودية الملحمية .. غير العادي في غسان كان تلك الروح المتحدية ... النار الداخلية المشتعلة المصرة على مقاومة كل شئ وانتزاع الحياة من بين منقار القدر... نار من شجاعة تتحدى كل شئ حتى الموت ..

نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني جسده المهترئ بالنقرس لا يرسمه جيدا ولا يعبر عنه .. ولكن حرفه يفعل ذلك بإتقان .. وحين أقرأ رسائله بعد عقدين من الزمن أستعيده حيا ويطلع من حروفه كما يطلع الجني من القمقم حارا ومرحا يقرع باب ذاكرتي ويدخل بأصابعه المصفرة بالنيكوتين وأوراقه وإبرة انسولينه وصخبه المرح .. ويجرني من يدي لنتسكع معا تحت المطر ونتبادل الموت والحياة والفرح بلا أقنعة والرسائل أيضا .
كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني التصق بعيني زمنا كدمعة نقية وانتصب فوق أفقي كقوس قزح .. ))

وعندما مات غسان نشرت رسائله إليها وراحت تنادي وتصرخ عندما فقدت رسائلها إليه وقالت

(( آمل أن يتصل بي " الشخص " الذي ما تزال رسائلي بحوزته .. وانتهز الفرصة لأوجه النداء إلى من رسائلي بحوزته " أو بحوزتها " نداء أشاركهم فيه محبة غسان و أرجوهم جعل حلم نشر رسائلنا معا ممكنا كي لا تصدر رسائل غسان وحدها حاملة أحد وجوه الحقيقة فقط بدلا من وجهيها ... وريثما احصل على رسائلي إليه فانشرها ورسائله معا , اكتفي مؤقتا بنشر رسائله المتوافرة بصفتها أعمالا أدبية لا رسائل ذاتية أولا ووفاء لوعد قطعناه على أنفسنا ذات يوم بنشر هذه الرسائل بعد موت أحدنا , ولم يدر بخلدي يومئذ أنني سأكون الأمينة على تنفيذ تلك الرغبة الكنفانية السمانية المشتركة ..
هاأنا استجوب نفسي في لحظة صدق واضبطها وهي تكاد تتستر على عامل نرجسي لا يستهان به : الفخر بحب رجل كهذا أهدى روحه لوطنه وانشد لي يوما ما معناه :
" مولاي , وروحي في يده
========= إن ضيعها سلمت يده "
واعتقد أن كل أنثى تزهو ( ولو سرا ) بعاطفة تدغدغ كبرياءها الأنثوي ... وأنا بالتأكيد لا أستطيع تبرئة نفسي من ذلك جزئيا !

نعم . كان ثمة رجل يدعى غسان كنفاني . واعترف لذكراه إن فكرة إحراق الرسائل راودتني مرارا ولكن للرسالة سحرا أبيض لا اسود ... يتحول فيها المرء إلى رقعة ملساء نقية اسمها الورقة , وتخط الروح فوقها رموز الصدق.
الرسالة جموح القلب إلى المستحيل , وشهية الأشواق إلى تقمص اللغة حتى البقاء . والمظروف أحد أكفان لحظات الخلود الصغيرة , وحين لا يخطر ببال المرء أنه سيتحول من رجل إلى طابع بريد !! ومن عاشق إلى شهيد .. )

وهكذا اختم البوح ..... واشكر كل من أتم قراءة الموضوع ... وآسفة على الإطالة
واتمنى ان اكون اضفت لمعلوماتكم ول الشئ القليل


وتقبلوا خالص تحياتي للجميع


بــــــــقـــــــــــاء

) whisper )

سيبقى الحلم الغائب يتحدى الموت ...... فحلمي لن يموت ..... لأنه لن يتحقق

[c]بل أضفت لمعلوماتنا الشيء الممتع [/c] [c]والشيء المفيد [/c] [c]والمعلومات الجميلة [/c] [c]لا أقول إلا :[/c] [c]بارك الله في أناملك [/c] [c]وبارك الله في فكرك النير [/c] [c]وشكرا من الأعماق [/c] [c]مع خالص تحياتي [/c]

[c]...................

....

مرااحب بقاء




الف شكر للمشاركة

كلمات راائعة ومعبرة


وابداع معهود منك



سلمت يداك



كلك ذوق



....
[/c]

[c]هلا وغلا بقاء

حروف ما نشبع من قراءتها

الحمد لله على السلامه ارجوك بلغي تحياتنا لخمائل

نريد ان نراها قريبا

يعطيك الف عافيه

ياغاليه.[/c]

الأخت الكريمه بقاء

اشكرك .. وكيف لا نستفيد من مثقفة مثلك
موضوع رائع جدا جدا
والحمدلله على السلامه

تحياتي وتقديري