بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا مرّ عليه الآيات والأحاديث التي تتحدث عن قيام الليل .. وعن فضل هذه العبادة الكريمة .. ولكن استوقفني حكاية .. تجسّد مشهد من مشاهد قيام الليل .. وتكشف الحجاب عن صورة من صوره .. فهيا معي لنشاهدها معا .. ونعتبر ..
يُحكي: أن الشيخ أبا بكر الضرير رضي الله عنه قال:" كان في جواري شاب حسن الوجه، يصوم النهار ولا يُفطر، ويقوم الليل ولا ينام، فجاءني يوماً وقال: يا أستاذي، إني نمت عن وردي الليلة، فرأيت كأن محرابي قد انشقّ، وكأني بجوارٍ قد خرجن من المحراب، لم أر أحسن منهنّ وجهاً. وإذا فيهنّ واحدة شوهاء فوهاء لم أر أقبح منها منظراً، فقلت: لِمَن أنتنّ؟ ولمن هذه؟!!
فقلن: نحن لياليك التي مضت، وهذه ليلة نومك .. ثم أنشأت الشوهاءُ تقول:
اسـأل لمولاك واردُدْني إلى حالي *** فأنت قبّحتنـي مـن بيـن أمثـالي
لا ترقدنّ الليالي مـا حييت؛ فـإنْ *** نمت الليـالي فهي الدَّهـر أمثـالي
نحن السرور لمن نال السرور بنا *** جوف الظلام بسُكنى المنزل العـالي
فقد أرِدت بخيرٍ إذ وُعِظـتَ بنـا *** فأبشـر؛ فأنت من المولى على بالِ
فأجابتها جارية من الحِسان تقول:
أبشِر بخيرٍ؛ فقـد نلت المنى أبداً *** في جنة الخلد في روضات جنـات
نحن الليالي اللواتي كنت تسهرها *** تتلو القـران بتـرجيـعٍ ورنـات
نحن الحِسان اللواتي كنت تخطبنا *** جـوف الظلام بلوعاتٍ وزفـرات
أبشر؛ فقد نلت ما ترجوه من ملكٍ *** بَـرّ يجـود بأفضــالٍ وفرحـات
غداً تراه تجلى غيـر محتـجـبٍ *** تـُدنى إليه وتحظـى بالتحيــات
ثم شهق شهقةً خرَّ ميتاً، رحمه الله تعالى. "انتهى
الله .. الله .. إيش ممكن نقول .. وكيف ممكن تكون النساء اللي يقمن الليل .. إذا كانت الليلة اللي نقومها بهالوصف .. كيف ممكن يكون اللي يقومها .. وهو العبد أو الأمة اللي تركوا الدنيا .. أعرضوا عن المسلسلات والحفلات والملهيات .. فزعوا من النوم ليناجوا ربهم .. ويقوموا بين إيديه يتعبدوا ..
فهيا معا يا إخواني ويا أخواتي .. نحضر أنوار الله بدل ما نتفرج على أنوار الشاشات والمسارح ..
هيا نحفظ الله حتى يحفظنا ونوجده تُجاهنا ..
هيا نبني مستقبلنا اللي لازم نهتم فيه .. مستقبل حقيقي دائم لا ينتهي ..
هياااااااااااااااااااااا هياااااااااااااااااااااا |8|