أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

صائد الفرص للأسهم الأمريكية والاوبشن 
عدد الضغطات  : 20009
مساحة اعلانية 
عدد الضغطات  : 15720


العودة   منتديات الوئام > المنتدى العام >  نفَحَآت إيمَآنِية

الملاحظات

 نفَحَآت إيمَآنِية كل ما يتعلق بديننا الإسلامي الحنيف على نهج أهل السنة والجماعه ، للموضوعات الدينيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 18 / 04 / 2006, 29 : 08 PM   #1
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي حكم ابن عطاء الله السكندرى

بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على سيد الخلق اجمعين
اليكم مقتطفات من الشرح الحديث لكتاب حكم ابن عطاء الله السكندرى
للدكتور محمد سعيد رمضان البوطى
الحكم العطائية ـ شرح وتحليل
الجزء الثاني

الحكمة الستون: أنت حر مما أنت عنه آيس، وعبد لما أنت فيه طامع | 1 - 2 - 3 |

القانون الذي يضمن الحرية هو القانون الإلهي والقوانين الوضعية تؤدي إلى الخصام أو الذل:

فإن قلت: فإن هذا من شأنه أن يتمرد صاحب هذه الحرية، على الأنظمة والقوانين، لأنها من نتائج سلطان أمثاله من الناس على المجتمع الذي يعيش فيه.

فالجواب: أن من حقه - إن علم أن هذه الأنظمة والقوانين إنما سيقت إليه ليتقيد بها، بابتداع من الناس الذين هم مثله عبيد لله عز وجل - أن يتبرم بها ويتمرد عليها ما لم تكن له شركة حقيقية في وضعها والاقتناع بها.

ومن هنا كان العلاج الذي لابدّ منه لتوفير رضا الناس الذين عثروا على حرياتهم الحقيقية من خلال المدخل الذي ذكرته لك، أن تكون الأنظمة والقوانين الحاكمة فيهم، هابطة إليهم من عند الله، لامقترحة ومن ثم مفروضة عليهم من قبل أمثالهم من الناس.

وتلك هي الحكمة من أمر الله عباده بأن يعودوا فيما يحتاجون إليه من الأنظمة التي ترعى شؤونهم وعلاقات ما بينهم، إلى شرعة الله وحكمه، ومن تحذيره لهم من أن يستبدلوا بها ما تفرضه الفئة المتغلبة أو القوى الحاكمة.. إذ سيكون ذلك مبعثاً إلى أحد أمرين اثنين أحلاهما مرّ:

إما أن تتهارج الفئة المتحكمة والحاكمة، مع الفئات الأخرى، فيستفحل الخصام ولن يسود الوئام، وإما أن تكون الفئات الأخرى من الضعف بحيث لاتستطيع أن تجابه أو تتحرك.. فيكون ذلك عندئذ انتقاصاً لحريتها وهدراً لكرامتها وتقوقعاً غير مقبول منها في مناخ المهانة والذل. وانظر إلى هذا المعنى كم يتألق واضحاً في قول الله عز وجل: {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنَّ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ}
[آل عمران: 3/64].

وهذا المعنى الشمولي لأثر الحرية الإنسانية عندما تسود، وأثر غيابها لأسباب مما قد ذكرت، هو المعنيّ بقول الله تعالى: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 2/208].

الحرية تشمل التحرر من سلطان الغرائز بقوة الإرادة:

ثم إن التحرر من سلطان الغرائز المهتاجة والأهواء الجانحة، ليس أقلّ أهمية من ضرورة التحرر من سلطان الآخرين وقيودهم.. ألا تسمعهم جميعاً يقدّرون ويبجلون ما يسمونه ((قوة الإرادة)) وينشدونها مطلباً سامياً في أنفسهم وفي أصدقائهم وأقرانهم؟ فما المعنى المراد بهذه الكلمة القدسية في رُؤاهم وقناعاتهم؟

إن المعنى الذي يريدونه منها أن يتمتع الإنسان بقدرة كافية على كبح جماح أهوائه وغرائزه عندما تشتط إلى حيث الخوف والخطر.. والإنسان الذي يتمتع فعلاً بهذه القوة، فلايريد إلا ما تدعوه قناعته العقلية إلى إرادته وفعله، مكان إعجاب وغبطة من الآخرين.

إن الذي يعاني من ضعف هذه الإرادة، فتجتاح به غرائزُه وأهواؤُه حدود مصالحه ومنافعه الشخصية، إلى اقتحام ما لاشك في خطره أو ضرره على النفس، مستعبد بيقينه واعترافه لأسوأ قوى تتربص به السوء وتستدرجه إلى الهلاك أو الشقاء، وآية ذلك صراعه الدائب بين وحي عقله وجماح غرائزه.

وإن بوسعك أن تتبين مزيداً من الدليل البين على ما أقول، عندما تتأمل في حال من استيقظت عقولهم إلى الحق من هؤلاء الإخوة الشاردين، تجد أن كثيراً منهم يقع عندئذ في خصام بين ما يدعوه إليه عقله، وما تعودت عليه أهواؤه وغريزته، ولربما كان فيهم من لايريد أن يكشف لك عن خفيّ هذه الحالة التي تنتابه، كي لاتتهمه، فتنتقصه، بضعف الإرادة، وبتسلط أهوائه الجانحة عليه، وعجزه عن التحرر منها.. وهذا هو الدليل الذي لا مفرّ منه على أنه قد شخّص في نفسه هذه النقيصة وأهمه أمرها، ومن ثم فهو يحاول أن لايعرفها ولا يكتشفها فيه أحد.

الغرب أكثر من يعاني من العبودية للغرائز:

إن هذا الوضع المأساوي المزدوج يجتاح اليوم المجتمعات الغربية بشطريها الأوروبي والأمريكي.. إن شعار الحرية يتألق اليوم في تلك المجتمعات، كما تتألق أضواء النيون في ظلمات الليالي الحالكة، ومع ذلك فإن حياة الإنسان الغربي أحوج ما تكون إلى التمتع بهذا الشعار!.. إن ألسنة الناس هناك تظل تنشد نشيد الحرية، ولكن أوضاعهم السلوكية تمضي بهم إلى مزيد من قيود الاستعباد!..

أين هي الحرية في حياة أولئك الذين استعبدتهم المخدرات، فأفقدتهم نضرة السرور، وأبدلتهم بها وجوهاً صفراء شاحبة، تراهم هناك.. في أنفاق المترو أو محطات القطار، يبحثون عن اللاشيء، وينتظرون اللاشيء، ويقودون حياتهم جسراً إلى ما لايعلمون!..

أين هي الحرية في مستقبل حياة مالا يقل عن 30% من تلامذة المدارس الابتدائية في أمريكا، يعالجون علاجاً مستمراً بجرعات محددة من المخدرات، بإشراف أطباء مختصين، حفاظاً على القدر الذي لابدّ منه من التوازن النفسي والفكري لرعاية أوضاعهم المدرسية والاجتماعية(1).

أين هي الحرية في حياة من يقودهم ((الروتين))؟‍‍!.. ينيمهم ويوقظهم ويحركهم إلى المعامل والمصانع والوظائف الروتين، ويدفعهم إلى الأسمار والسهرات والحفلات الروتين، ثم يقودهم إلى النهاية مصير الروتين؟

  رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2006, 31 : 08 PM   #2
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي

تناقض الحياة الغربية مابين النخبة والقاعدة:

ولايحجبك عن هذا الواقع المأساوي الذي يحتاج المجتمع الغربي، واقع حفنة من القادة يمسكون بأزمة الحكم اعتماداً على عتاد من القوة، وكنز من الثروة، وساسة يقودون دفة الحكم. فإن سيطرة هذه الحفنة لاتعني غياب هذا الواقع المأساوي أو عدم وجوده، ولاتعني أن الحرية الإنسانية الصحيحة هي التي تقود حركة الناس هناك.. ألا فلتعلم أن رجال البيت الأبيض وأعضاء الكونغرس في أمريكا شيء، والشعب الأمريكي الضائع بين تلافيف جهله ومعاناته النفسية وغيابه عن التعامل مع الجذور والذات شيء آخر(1).. ولتعلم أن رجال الحكم هناك لاتعنيهم في شيء رواسب المشكلات في القاعدة الشعبية، ما دامت قبضتهم على الحكم قوية وسلطانهم على الآخرين ممتداً وراسخاً.

تلك هي فلسفة التناقض بين كل من ظاهر أنظمة الحكم الراسخة، وواقع البنية التحتية، في المجتمعات الغربية عموماً والأمريكية خصوصاً.

التناقض الغربي سيقود إلى الانهيار وسيجد الحل في الإسلام:

غير أن التعايش الراهن بين هذين النقيضين لن يدوم طويلاً، ولن يكتب له من العمر أكثر من وسطيّ العمر الذي يتمتع به عادة الجيل الواحد.

وحلّ التناقض لابدّ أن يتمثل في إحدى نتيجتين: الأولى، الانتهاء إلى مضيق نفسي واجتماعي يعقبه الانهيار الذي لابدّ منه على سائر الأصعدة الحضارية المتنوعة؛ والثانية أن يتضاعف التجاء الناس هناك، في البنية التحتية، إلى الإسلام، فتتوالد من ذلك وتتكاثر عوامل الإقبال عليه والاستئاس به، إذ يعثر الناس من خلاله على ذاتيتهم وهوياتهم ويجدون عن طريق الاصطباغ به السبيل الحقيقية إلى حرياتهم.. ولابدّ أن يكون ذلك إيذاناً بتحويل المجتمعات الغربية، قبل أن تخسر شيئاً من منجزاتها الحضارية، إلى الإسلام. ولسوف تكون المجتمعات الإسلامية التقليدية اليوم سعيدة حينئذ بأن يظل الغرب، الغرب الذي يتبوأ حينئذ عرش الإسلام ويتحلّى بصبغته، هو الممسك بزمام القيادة، وهو المخطط لنظام العولمة.

مسيحية الغرب مسيحية مزورة:

ولايقولن قائل: والمسيحية؟.. أفيخلع الغرب عندئذ رداءها ويرتدّ عن إيمانه بها؟... لأنا نقول: وهل يرتدي الغرب اليوم رداء المسيحية، أم هل يخضع لشيء من سلطانها؟ إن الغرب لا شأن له بالمسيحية من حيث هي دين يلتزم بضوابطه وأحكامه، قط. والمجتمع الغربي أبعد ما يكون اليوم عن الاهتمام بالمعتقدات المسيحية أو الالتفات إليها، فضلاً عن التمسك بشيء من أحكامها وأدبياتها.

إن المجتمع الغربي يعيش اليوم في فراغ، بل في ظمأ، من حيث العثور على أجوبة عن الأسئلة الدينية الكبرى التي تلح على فكر الإنسان الغربي... وإنه أمام الحيرة التي يعاني منها لايرى أمامه سوى سبيل الفرار منها إلى بؤرة الانغماس بين أمواج النسيان.

ولو كانت المسيحية ذات سلطان فعال على فكره وسلوكه، لما تزايد الإقبال الذاتي على الإسلام هناك يوماً بعد يوم، ولما وجدوا فيه الملاذ الأوحد من همومهم التي لم يخلصهم منها ألق الحضارة ولا كنوز المال ولا عجائب العلوم والاكتشافات.

مثال واقعي على ما سبق:

قبل سنوات تعرفت على رجل بلجيكي رأيته في المركز الإسلامي في بروكسل.. عرفت من خبره أنه كان طياراً لامعاً ذا مركز مرموق، على الخطوط البلجيكية، إلاّ أن عدوى الانجذاب إلى المخدرات سرت إليه، فتحكمت به وهيمنت عليه مع الأيام والشهور، ولم تنجح سبل المكافحات لهذا الداء على اختلافها في إنقاذه من البلاء الذي تحكم به، فكانت العاقبة التي لابدّ منها أن فقد وظيفته، وقعد متفرغاً يجترّ بلاءه الذي تمكن منه وأحاط به.. وشاء الله أن يسمع عن الإسلام ماشدّه إلى دراسته والتعرف عليه، فما هو إلا أن سرى الإسلام إلى عقله يقينا وإلى نفسه محبة وأنساً، فاعتنقه وألزم نفسه بمبادئه وأحكامه. يقول: فما هو إلا أن أيقظني الإسلام إلى إرادة قوية لم أكن قد شعرت بها يوماً ما في كياني، وما هو إلا أن قادتني هذه الإرادة إلى التحرر من سائر الموبقات التي كانت قد استعبدتني، وفي مقدمتها الوقوع في براثن المخدرات، ولقد عدت من بعد إلى عملي، طياراً على الخطوط البلجيكية.

ولقد علمت من بعد، أنه كان قد جاء على موعد، لمقابلة مدير المركز الإسلامي في بروكسل آنذاك، الأخ الفاضل الشيخ محمد العلويني، ليخبره عن تبرعه بأرض يملكها في إحدى ضواحي بروكسل، وعن رغبته في أن تبنى مسجداً ومعهداً للعلوم الشرعية.

أليس هذا هو التحرر الحقيقي الذي لايرتاب فيه إلا مكابر؟

أليس التحرر الداخلي من غوائل النفس، هو البوابة التي لابدّ منها إلى التحرر الخارجي؟

ثم هل بوسعك أن تعثر على سبيل يوصلك إلى هذا التحرر إلا سبيل الإسلام، الإسلام المهيمن الفعال لا الإسلام التقليدي المحنط؟

إذن فتعال نردد معاً حكمة ابن عطاء الله التي تصيدها من كتاب الله عز وجل، كما قد علمت: ((أنت حرٌّ مما أنت عنه آيس، وعبد لما أنت فيه طامع)).

* * *

  رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2006, 32 : 08 PM   #3
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي

التذلل لغير الله ليس سبيلاً لقضاء الحوائج:

الآيس واليائس بمعنى واحد، وهو القانط، فأيس مقلوب يئس كما يقول جلّ اللغويين.

وهذه الحكمة، مع اللتين قبلها، تدور، كما ترى، على محور واحد. هو التحذير من الطمع في المخلوق ونسيان الخالق.

قالوا إن رجلاً كانت له مشكلة استعصت على الحلّ، قيل له: إن فلاناً من الناس ذو صولة ووجاهة وقدرة نافذة، فامض إليه وحدثه عن مشكتك في رجاء واستعطاف، تصل إلى ما تبتغيه. ففعل ما قيل له، وأخذ يتردد عليه ويستعطفه في قضاء حاجته، ويتودد له، دون أن يستفيد منه شيئاً.

فلما يئس منه، واستغلقت السبل أمامه، قطع سبيله إليه، واتجه إلى الله عز وجل يطرق بابه بالمسألة والدعاء، وما هي إلاّ أيام مضت حتى جاء من يخبره بأن مشكلته العويصة قد حلت، وأنه قد وصل من مبتغاه إلى ما يريد. فازداد بهذا الخبر تعلقاً بالله وتذللاً على بابه، وتحرراً من أسر ذلك الذي قاده الوهم إلى التعلق به والتذلل له واستعطافه لحلّ معضلته.

على الرغم من أنهم يرْوون ذلك حادثة شخصية جرت، إلا أنها في الواقع قاعدة دائمة تُسْتَلُّ منها هذه الحكمة.

إن يأسك من الشيء يعني تحررك من سلطانه، وخروجك من أسر التذلل له وحاجة توددك إليه واستعطافك له.. في حين أن آمالك في إمكان الاستفادة منه يطمعك فيه، وطمعك فيه يوقعك في براثن العبودية له.

تلك هي القاعدة التي تنطق بها هذه الحكمة.. وإنها لقاعدة صحيحة مطردة.

على الإنسان ألا يطمع إلا بمن لا يغيرالطمع من علاقته به شيئاً، وهو الله عز وجل:

والنتيجة التي ينبغي أن نعود بها، من فهم هذه الحكمة، وإدراك أنها قانون دائم، أن على الإنسان الكريم على نفسه المعتز بذاته أن لايطمع إلا بمن لايغير الطمع من علاقته به شيئاً.. ولايصدق ذلك إلاّ على الله عز وجل. فالإنسان عبد مملوك لله على كل حال، طمع به أم لم يطمع، سأله أم لم يسأله. إذن فطمعه به وتذلله له وانكساره بالدعاء بين يديه لايغير من واقع حاله تجاهه شيئاً، بل إن موقفه هذا ليس إلا وضعاً للأمر في نصابه، وتنسيقاً للسلوك مع الحقيقة والواقع.

ولن يتحول عن هذا النصح إلى نقيضه إلاّ من كان مهيناً في نفسه، استوت لديه، وفي حق ذاته، الضّعة والكرامة - فهو الذي يعلق آماله بأمثاله، ثم يبني عليها الأطماع بهم، ثم يسلك السبيل بأطماعه إليهم على أرض من التذلل والتحبب والمداهنة والصغار.

* * *

الدين حصن لحرية الإنسان:

وانظر.. تجد أن ابن عطاء الله يجنّد حِكَمه الثلاث هذه لهدف واحد، هو ترسيخ حقيقة الحرية بين جوانحك. وقد علمت مما أوضحته لك من معاني الحكمتين السابقتين، أنه إنما صاغ لك هذه الحكم الثلاث واستخرج معانيها، من كتاب الله عز وجل ومن بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بوسعك إذن أن تعلم، إن لم تكن قد علمت بعد، أن الدين الحق الذي ابتعث الله به الرسل والأنبياء، وختمهم ببعثة آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، إنما جعله الله حصناً لحرية الإنسان، بل هو الحصن الوحيد الذي لابديل عنه لحمايتها من الآفات التي تتهددها.

وما الحرية، في معناها الواضح البسيط الذي يفهمه كل عاقل؟

هي أن يطمئن الإنسان إلى أن لا سلطان لغير من هو عبد ومملوك له، عليه.

وهذا يعني أن المدخل الذي لابديل عنه إلى حصن الحرية الحقيقية، أن يبدأ الإنسان فيتعرف على هويته، ولسوف يعلم - إن هو بحث بجدّ وصدق - أنه مملوك للإله الذي خلقه فصوره في ظلمات الرحم كيف يشاء، ثم يسّر سبيله للخروج إلى فضاء هذا العالم، ثم قضى بأن يميته عند حلول الأجل المحدود، ثم ينشره ويعيده إلى حياة أخرى خالدة باقية في الميقات المحدد والمعلوم له. وإذا علم أنه مملوك له حقاً، علم أنه إذن عبده بالواقع والاضطرار، مهما حاول وتصرف، ومهما استغنى أو افتقر، ومهما عزّ أو تذلل، ومهما ضعف أو اقتدر.

يقين الإنسان بعبوديته ومملوكيته لهذا الواحد، يدفعه إلى أن يدين بالولاء والخضوع له وحده، دون سائر الكائنات الأخرى على اختلافها وتفاوتها في الأهمية.

فمهما لاحت له مظاهر القوة أو مقومات السلطة أو بوارق الضرر والنفع، في شأن أناس من أمثاله من البشر، لايقيم لشيء من ذلك وزناً ولا يوليه أي أهمية أو اهتمام.. ومن ثم فإن ذلك كله مجتمعاً لن يقوى على انتقاص شيء من آفاق حريته. إذ قد انحصرت الفاعليات كلها، في يقينه العقلي، في ذات واحدة هو الله عز وجل. وكل ما عداه ومن عداه مملوك له مسيّر تحت سلطانه داخل قبضته.

  رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2006, 39 : 08 PM   #4
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي

الحكم العطائية أقوال جليلة في تزكية النفس والارتقاء بها في مدارج الكمال والسمو، وقد تداولها أهل العلم على مرِّ العصور وشهدوا من نفحاتها الكثير، حتى قال قائلهم: ((لو جازت الصلاة بشيء غير القرآن، لجازت بحكم ابن عطاء الله)).

وهاهو ذا الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي يعتمد مرتكزاً لدروس طويلة في عدد من مساجد دمشق يبدأ بها منذ عام 1394هـ/1974م ومازال مستمراً حتى الآن، وهو يستجيب اليوم لطلابه ومتابعي دروسه الذين ألحوا عليه أن يخرجها في كتاب يبقى للقراءة والتدبر، فكان هذا الكتاب الذي نطالع فيه شروحاً وتحليلات متألفة على كلام مركّز شديد التركيز.

المحتوى
5 مقدمة الجزء الرابع
7 الحكمة السابعة والثلاثون بعد المئة ((أباح لك أن تنظر ما في المكونات..))

7 لماذا لم يقل أمرك، بدلاً من أباح لك؟ والجواب
8 ما الفرق بين النظر إلى المكونات والنظر إلى ما في المكونات؟
وبيان تفصيل الجواب
9 النظر إلى ذات المكونات يحجبك عن المكون، والنظر إلى ما فيها يدلك على المكون
11 يترتب على هذه الحكمة أمران اثنان:
11 الأمر الأول: أن كل ما في الدنيا من مظاهر النعيم والمتع أداة للخير قبل أن تكون أداة للشر، وبيان ذلك
12 لعلك تقول: فلماذا قال رسول الله عن الدنيا: ((الدنيا ملعونة ملعون ما فيها))؟ وبيان الجواب
13 الأمر الثاني: أن هذه الحكمة التي ينبهنا إليها ابن عطاء الله ويأمرنا بها القرآن، لا تستلزم الإعراض عن الدنيا
14 الحكمة الثامنة والثلاثون بعد المئة: ((الأكوان ثابتة بإثباته..))

14 بيان العلاقة بين هذه الحكمة والتي قبلها
15 بيان أن الوجود الذاتي المستقبل، وجود واحد وهو وجود الله
15 بيان الفرق بين هذه الحقيقة وما يعبَّر عنه بوحدة الوجود
16 الأوهام الوجودية التي نادى بها ((سيرن كيركجورد))
17 الحكمة التاسعة والثلاثون بعد المئة: ((الناس يمدحونك لما يظنونه فيه..))

17 كيان الإنسان مليء بالعيوب، ولكن سنة الله في عباده اقتضت أن يكون جلّ هذه العيوب خفية عن أعين الآخرين لا يطلع عليها إلا أصحابها
18 هذا يدل على أن سبب ثناء الناس بعضهم على بعض، ما يلوح لكل منهم من ظواهر الآخرين
19 إذن فمن الغباء أن يغتر الممدوح بمدح الناس له اعتماداً على ما لاح لهم من ظاهر أمره وما خفي عنهم من حقيقة حاله
21 لعل في الناس من يقول: ولكن الله عافاني من سائر النقائص، وليس مدح المادحين لظاهري إلا مطابقاً للواقع الذي أعرفه من باطني
21 لا ريب أن هذا الذي يدعي ذلك، من أكثر الناس ابتلاء بالنقائص والعيوب، وبيان ذلك
23 الحكمة الموفية تمام الأربعين بعد المئة: ((المؤمن إذا مُدِح استحيا من الله..))

23 المراد بالمؤمن هنا، من كان إيمانه بالله هو القائد له في حياته
23 هذا المؤمن إما أن يرى أن الوصف الذي مُدِحَ به موجود لديه، وإما أن يرى أنه غير موجود لديه
23 في الحالة الأولى يستبدّ به الخجل لما يعلم أنه من الله هو المتفضل عليه بذلك الوصف
24 وفي الحالة الثانية لا بدّ أن يكون حياؤه من الله أشد، لما يعلم أنه مبتلى بنقيض ما قد مُدِحَ به
25 أما الذي يمدحه الناس فيزهى بمدحهم له، فهو غير مؤمن بالله حق الإيمان
26 الحكمة الحادية والأربعون بعد المئة: ((أجهل الناس من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس..))

26 ما يعلمه الإنسان من نفسه يرقى إلى درجة اليقين، أما ما يسمعه من الآخرين فلا يعدو درجة الظن
27 عندما تعلم من نفسك نقيض الصفات التي يثني عليك الآخرون بها، ينبغي أن لا تقيم وزناً لكلامه
28 يذكرني الذي يصدق مدح المادحين، وينكر علمه اليقيني بسوء حاله بما يروونه عن أشعب
29 كما أن في الناس من يخطئون في المدح والثناء ففيهم من يخطئون في القدح والاتهام فلماذا أفرد ابن عطاء الله الحالة الأولى بالمعالجة؟
30 الحكمة الثانية والأربعون بعد المئة: ((إذا أُطلِقَ الثناءُ عليك ولست بأهل..))

30 المعنى الجديد الذي تضيفه هذه الحكمة، هو أن عليك إذا رأيت ثناء الناس عليك، وأنت لست بأهل، أن تتجه بالثناء على الله، إذ هو الذي أخفى قبائحك عنهم
31 عليك أن تتأمل هنا فرق ما بين من يراقب الله ويعلم أنه الميسر والمحرك والملهم، ومن هو غافل عنه يقف عند المظاهر ويسجن نفسه في أقطارها
31 ذاك يزيده ثناء الناس عبودية لله وحباً له، وهذا يزيده ثناؤهم عليه زهواً واعتداداً بنفسه
32 الحكمة الثالثة والأربعون بعد المئة: ((الزهاد إذا مدحوا انقبضوا..))

32 أذكرك بتعريف العارف مجدداً والفرق بينه وبين الزاهد
33 لماذا ينقبض الزهاد بمدح الناس لهم؟ وبيان الجواب
34 لماذا ينبسط العارف إذا سمع الثناء من الناس عليه؟ وبيان الجواب
34 السؤال الذي ينبعث من هذه الحكمة: أليس الرضا عن ثناء الناس غروراً؟
36 ثم إن لهذا الكلام بسطاً لا بدّ من عرضه.. متى يكون ثناء الناس فتنة لك، ومتى يكون تحبباً لك وموجباً لمزيد شكرك لله؟
38 الحكمة الرابعة والأربعون بعد المئة: ((متى كنت إذا أُعطِيت بسطك العطاء..))

38 المراد بالعطاء النعم والمنح الدنيوية على اختلافها
39 بيان موجز لمعنى هذه الحكمة
39 معنى هذه الحكمة حصيلة آيتين في كتاب الله تعالى
41 إذن لا تبحث عن سعادتك في الأسباب المادية التي تراها عيناك، بل ابحث عنها في أسباب رضا الله عنك ورحمته بك
42 هذا كله من حيث الآثار الدنيوية لمظاهر العطاء والمنع.. أما من حيث الآثار الدينية، فالأمر أخطر من ذلك
43 أما من حيث المنع فما أكثر ما يكون رسول خير إليك، وبيان ذلك
45 الحكمة الخامسة والأربعون بعد المئة: ((إذا وقع منك ذنب فلا يكن سبباً ليأسك..))

45 كثيراً ما يتوب العاصي فتزلَّ به القدم ثانية، ثم ثالثة، فيحاول الشيطان أن يدخل على قلبه اليأس
46 فما العاصم من هذه الرقية الشيطانية؟ بيان الجواب من خلال هذه الحكمة
48 بيان المعنى التربوي الذي تنطوي عليه هذه الحكمة
48 و 49 ثمرة الثقة المتجددة التي ينبغي أن يتمتع بها العاصي دائماً تتمثل في الالتزام بالآداب التالية، وبيان كل منها
49 بقي أن أذكرك بمعنى القدر في مصطلح العقيدة الإسلامية، وأن أحذرك من وهم أن القدر هو إجبار الله العبد على أمر ما
51 الحكمة السادسة والأربعون بعد المئة: ((إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء فاشهد ما منه إليك..))

51 إذا توجهت لتشهد ما يفد إليك من الله، رأيت نفسك في خضم مائج من نعم الله ومنحه
52 بيان مفصل لجزء يسير من نعم الله الوافدة إلى الإنسان
55 إن المتأمل فيما يفد إليه من نعم الله وآلائه لا يشك في أن رحمة الله بعباده يوم القيامة أوسع وأشمل
55 فأما إن توجهت لتشهد ما يفد منك إلى الله تعالى، فلسوف تجد ما يخجل ويخيف
55 بيان مفصل لجزء من مظاهر تقصير الإنسان مع ربه، وإعراض عن واجب شكره
57 لعلك تقول: أما أنا، فإن عتاب الله لا ينطبق عليّ، فأنا متحرر من ولاية الشيطان واتباعه، والجواب عن ذلك
58 ولكن فما الموقف الذي يجب علينا اتخاذه، أن ننظر إلى ما يفد إلينا من نعم الله بعين الرجاء والأمل بعفوه، أم بعين الخوف والحذر من عقابه؟
60 الحكمة السابعة والأربعون بعد المئة: ((ربما أفادك في ليل القبض ما لم تستفده في إشراق نهار البسط))

60 الفرق بين القبض والبسط
60 المسلم أياً كان معرض لكلا حالتي القبض والبسط
61 بيان السبب لتعرض المسلم لكلا هاتين الحالتين
62 ما الحكمة في أن يتعرض المسلم لكلا هاتين الحالتين، وأيهما خير له؟
63 بيان الفوائد التي ينالها السالك من القبض
65 حالة البسط تعرض صاحبه إلى الذهول عن سوء حالة ومظاهر تقصيره
67 الحكمة الثامنة والأربعون بعد المئة: ((مطالع الأنوار القلوب والأسرار..))

67 المعنى اللغوي والمعاني الاصطلاحية لكلمة القلب
68 وردت كلمة ((القلب)) في القرآن لمعنيين اثنين:
68 كلمة وجيزة عن الأسرار الثلاثة: الحياة، الإدراك، القلب
69 فيم كان القلب دون غيره مشرقاً للأنوار العلوية الهابطة من تجليات الله على العبد؟ لماذا لم يكن مشرقها الدماغ مثلاً؟ مع بيان الجواب
71 إذا كان حنين الروح الإنسانية في أصله إلى الله وحده، لم تتوازعه إذن الأهواء والشهوات والرغائب المنهجية إلى الأغيار؟
72 ما السبيل الأمثل إلى فك الاشتباك بين المشاعر القدسية الهابطة إلى قلب الإنسان من الملأ الأعلى، والمشاعر الغريزية المتسربة إلى قلبه عن طريق الشهوات والأهواء؟
75 بقي أن نعلم المعنى المراد بكلمة ((الأسرار)) في هذه الحكمة
77 الحكمة التاسعة والأربعون بعد المئة: ((نور مستودع في القلوب..))

77 هذه الحكمة، فيما رأيته من الأصول كلها، حكمتان اثنتان
78 بيان العلاقة بين هذه الحكمة والتي قبلها
80 الحكمة الموفية تمام الخمسين بعد المئة: ((ربما وقفت القلوب مع الأنوار، كما حجبت النفوس بكثائف الأغيار))

80 آفة الوجد أو الخشية أو البسط إذ يكرم الله به العبد، أن يستقبله السالك فرحاً به مطمئناً إليه موقناً أنه شهادة من الله على حسن حاله
81 وعندئذ سرعان ما تصبح هذه الأحوال التي هي في أصلها من آثار التجليات الربانية على القلب، حجاباً يحجبه عن مواصلة سلوكه إلى الله، إذ تصبح غاية لديه
81 أمثلة ونماذج لمن استهوتهم هذه الأحوال، ففتنوا بها، وغدت شاغلاً لهم عن الله
83 إن المطلوب ممن تعتريه هذه الأحوال أن يستغرق في شكر الله عليها، ومن ثم يزداد انشغالاً بالله عنها، والشأن فيها أن لا تزيدهم إلا انصرافاً عنها، وانشغالاً بالله عنها
83 ولقد كان أصحاب رسول الله خير نموذج لهذا النهج الذي ينبهنا إليه ابن عطاء الله
84 الحكمة الحادية والخمسون بعد المئة: ((ستر أنوار السرائر بكثائف الظواهر..))

84 لعل مما يغني عن التطويل في شرح هذه الحكمة أن أحيلك إلى ما قلته في شرح الحكمة الخامسة بعد المئة، والتي يقول ابن عطاء الله في أولها: ((سبحان من ستر سرّ الخصوصية بظهور وصف البشرية))
ولكني أضيف هنا نقطتين:
84 النقطة الأولى: ينطبق هذا الذي يقوله ابن عطاء الله على من عدا الرسل والأنبياء، فهؤلاء لا يستطيعون أن ينهضوا بمسؤولياتهم لو لم تبرز للناس خصوصياتهم التي يتميزون بها
85 أما الربانيون والأولياء فإن الله لم يحملهم من المهامّ إلى الناس ما يستوجب إبراز خصوصياتهم، لذا فإن إبرازها لهم، تكون في الغالب فتنة لكثير منهم
86 النقطة الثانية: علمت مما سبق أن الله ستير يحب الستر، فلو أن الله أبرز أسرار أوليائه، وكشف عن مزاياهم، إذن لكان ذلك شاهداً بحكم دلالة المفهوم المخالف على أن بقية الناس ليسوا من هذه الطبقة في شيء.. وهو يخالف مقتضى ستر الله لعباده، ودعوته إلى حسن الظن بهم
89 الحكمة الثانية والخمسون بعد المئة: ((سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه..))

89 في هذه الحكمة إحالة غير معلنة إلى ما سبق من قول ابن عطاء الله: ((أظهر كل شيء لأنه الباطن، وطوى وجود كل شيء لأنه الظاهر))
89 أي كما أن الله أخفى ذاته العلية عن الأبصار بصور المكونات وأشكالها، كذلك أخفى عن الناس أولياءه بمظاهر الإنسانية ونقائص البشرية
90 ولكن فمن هم الذين يتأتى لهم أن يعرفوا أولياء الله تعالى؟ والجواب أن السبيل إلى معرفة أولياء الله متفرع عن معرفة السبيل إلى معرفة الله
91

  رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2006, 41 : 08 PM   #5
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي

معرفة أولياء الله متفرع عن معرفة السبيل إلى معرفة الله
91 لعلك تقول: فهذا يعني أن الذين يعرفون الأولياء، هم من كانوا مثلهم، وبيان الجواب
91 و 92 لعلك تقول أيضاً: ولكنا ننظر فنجد الكثيرين من عامة الناس تبلغهم أخبار بعض الأولياء فيتعرفون عليهم. وبيان الجواب
94 أختم حديثي في شرح هذه الحكمة بوصية أتجه بها إلى نفسي أولاً، ثم إلى سائر القراء ثانياً
96 الحكمة الثالثة والخمسون بعد المئة: ((ربما أطلعك على غيب ملكوته وحجب عنك..))

96 المراد بالملكوت، وبيان أن رسول الله هو من أطلعه الله على الكثير من ملكوته
97 هل تخضع الأسرار الشخصية المتغلغلة في دخائل النفوس هي الأخرى للكشف الرباني
97 و98 يقول ابن عطاء الله: إن خوافي الأسرار الكامنة في مشاعر الناس قلما يطلع الله عليها أولياءه، بل تظل محجوبة عنهم وعن بني جنسهم
98 و99 بيان السبب في هذا الفرق، وبيان عظيم لطف الله بعباده في ذلك
99 و100 بل أقول لك شيئاً أغرب يثير في القلب مزيداً من الانبهار بلطف الله وإحسانه
101 لا ينطبق هذا على المستهترين بأحكام الله وشرائعه والمستعلنين بفسوقهم وعصيانهم
102 الحكمة الرابعة والخمسون بعد المئة: ((من اطلع على أسرار العباد ولم يتخلق بالرحمة الإلهية..))

102 هذه الحكمة تقع موقع التعليل من التي قبلها
104 غير أنك قد تسأل: فهلاّ فُطر الإنسان نقياً في باطنه، كما مُكِّن بأن يكون نقياً في ظاهره؟
105 إذا عرفت هذا فإن بوسعك أن تعلم كم يتنكب بعض القائمين بأمر الإرشاد اليوم عن جادة الالتزام بالمنهج الإسلامي الذي ينبهنا إليه ابن عطاء الله
108 الحكمة الخامسة والخمسون بعد المئة: ((حظ النفس في المعصية ظاهر جلي..))

108 بيان المعنى الوجيز لهذه الحكمة
109 -العظات التي تتضمنها هذه الحكمة:
110 أولاً: على من يرى نفسه موفقاً لأداء الطاعات أن يكون على حذر مما قد تحتضنه نفسه من الحظوظ التي سماها الله باطن الإثم
110 ثانياً: على الذي ينكر على العصاة معاصيهم أن لا يذهب في إنكاره عليهم مذهباً يجعله يرى نفسه خيراً منهم
111 ثالثاً: إذا ثبت أن معالجة الشوائب النفسية التي تحبط الطاعات أخطر مما يتلبس ظاهر الإنسان من السيئات والأوزار، فإن على الطائع أن يصنف نفسه مع العاصين، وأن يكون أسرع إلى موعظة نفسه منه إلى نصح العاصين
113 الحكمة السادسة والخمسون بعد المئة: ((ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك..))

113 بيان معنى الرياء، والفرق بين الرياء الممقوت وغيره
115 بيان طائفة من الأدلة على خطورة الرياء وأنه يمحق الطاعات
116 يلفت ابن عطاء الله نظرنا في هذه الحكمة إلى نوع خفي من الرياء قد لا يستبينه المبتلى به
117 يستثنى من هذا الذي يقرره ابن عطاء الله حالة واحدة
118 لايخطرن في بالك أن المقربين من عباد الله يودعون في طريق المجاهدة نفوسهم البشرية التي تظل نزاعة إلى نيل حظوظها
119 الحكمة السابعة والخمسون بعد المئة: ((استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصيتك..))

120 التعبير بالاستشراف وبيان الفرق بينه وبين كلمة ((الاطلاع))
121 غير أن من مقتضيات الدعوة إلى الله، أن يكون الداعي قدوة حسنة للناس، وذلك يتوقف على أن يرى الناس في شخص الداعي مظهر الإسلام الذي يدعوهم إليه
122 يجب على الداعي أن يكون شديد الرقابة على نفسه، وبيان ما يقوله الإمام الغزالي في ذلك
124 والخلاصة أن الذي يدخل من ذلك في دائرة الرياء استشراف النفس، لا تحقيق المصلحة الدينية في إطلاع الناس على سلوكه وكيفية التزامه
125 الحكمة الثامنة والخمسون بعد المئة: ((غيب نظر الخلق إليك بنظر الحق إليك..))

125 - المسلم أياً كان مدني بالفطرة، فلا تستقيم حياته بدون علاقات اجتماعية
126 - هذا الوضع من شأنه أن يزج المسلم في قدر كبير من الاهتمام بغيره والوقوع تحت مراقبته
126 - فما العلاج الذي يحررك من ذلك؟ العلاج أن تتناسى نظر الخلق إليك، بتذكر رقابة الله لك
127 - هذه الحكمة تعالج مشكلة كبيرة كثيراً ما تتحكم بكثير من المتدينين عامة وأهل العلم منهم خاصة، وهي مراعاة رضا الناس، ولو على حساب رضا الله
128 - بيان نماذج وأمثلة لوقائع هذه المشكلة
130 - واعلم أن من غاص في بحار التوحيد حجب عن الناس وعن أطماعه فيهم وخوفه منهم. أما من غاص في بحار الدنيا فلا بد أن يحجبه ذلك عن شهود الله ويزجه في مراقبة الناس

  رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2006, 42 : 08 PM   #6
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي

الحكمة التاسعة والخمسون بعد المئة: ((من عرف الحق شهده في كل شيء، ومن فني به غاب عن كل شيء..))

لا بدّ أن يكون للمؤمن أياً كان، نصيب ما من هذه الصفات الثلاث132
132 صنيع ابن عطاء الله يوهم أن هذه الصفات قد تكون منفصلة بعضها عن بعض، فهل الأمر كذلك؟
133 ثم إن الناس يتفاوتون في اصطباغهم بهذه الصفات تفاوتاً كبيراً
134 من مستلزمات التحلي بهذه الصفات أن يزج صاحبها في حالة من الفناء الجزئي
135 ولكن في العارفين من تنتقل بهم هذه الحال من الفناء الجزئي إلى الفناء الكلي، وهو وضع استثنائي
136 ما الموقف الشرعي الذي يجب اتخاذه من الذي وقع في الفناء الكلي؟
136 من مستلزمات معرفة العبد ربه أن يحب العارف إلهه الذي عرفه، وبيان نتائج هذا الحب
138 - هل يتأتى لصاحب القدرات البشرية المحدودة أن يؤدي حقوق حبه لله كاملة؟
139 - لا يتأتى له ذلك، ومن شأن هذا العجز أن يسلم صاحبه إلى محراب العبودية الضارعة والتبرئ من أوهام الحول والقوة
140 - بقي أن ألفت النظر إلى أن عجز المحب عن أداء حقوق حبه، إنما هو في الأوضاع الطبيعية التي يخضع لها الإنسان
142 الحكمة الموفية تمام الستين بعد المئة: ((إنما حُجب الحق عنك لشدة قربه منك))

142 - ينبغي أن أذكرك بأن القرب والبعد بين العبد وربه لا يضبطهما مسافات مكانية
143 - وقد علمت من قبل أن رؤية العبد ربه لن تتحقق له في الدنيا، وإنما الذي يتم في الدنيا شهوده بعين بصيرته، أي بالإدراك العقلي
143 - الحق ليس محجوباً عن الإنسان أياً كان، لسببين، بيان كل منهما بتفصيل
145 - فإن جاء من يقول: على الرغم من بيانك هذا، فإني أبحث عنه فلا أراه، فقل له هذا الذي يقوله ابن عطاء الله: ((إنما حجب عنك لشدة قربه منك)) وشرح ذلك مفصلاً
148 الحكمة الحادية والستون بعد المئة: ((إنما احتجب لشدة ظهوره، وخفي عن الأبصار لعظم نوره..))

148 - من الثابت أن العين لا ترى النور ما لم ينعكس مستقراً على جرم ما
148 - إن مسألة العجز عن رؤية الله داخلة تحت هذا القانون دون أن يسوقنا ذلك إلى أي تشبيه
149 - ومهما غابت عنك التفاصيل فلا يغيبن عنك أن الله ظهر لبصائر العباد بصفاته التي سطعت على الكون كله، فكان اسمه لذلك: الظاهر، وخفي عن أبصار عباده، فكان اسمه لذلك الباطن
151 الحكمة الثانية والستون بعد المئة: ((لا يكن طلبك تسبباً إلى العطاء منه فيقلَّ فهمك عنه..))

151 - أعود فأذكرك بالفرق بين الطلب والدعاء
153 - هل يجمل بالعبد أن يجعل غايته الوصول إلى رغائبه، وأن يجعل الدعاء مجرد سبب إليها؟
153 - ربما استشكل كثير من الناس هذا الكلام، وجواب هذا الإشكال من عدة وجوه
156 - بقي أن أنبهك إلى فرق آخر بين الطلب والدعاء
158 الحكمة الثالثة والستون بعد المئة: ((كيف يكون طلبك اللاحق سبباً في عطائه السابق..))

158 - بيان المعنى الموجز لهذا الكلام، ثم بيان أن هذا الكلام العلمي إنما يُتوجه به إلى من يسأل الله حوائجه على وجه الطلب
159 - قد تقول: فهب أن العبد دعا ولم يطلب، أفما يتوجه إليه هو أيضاً هذا الكلام؟
160 - قصد ابن عطاء الله من هذا الكلام، أن يلفت نظر المسلم إلى أن عليه أن يتقرب إلى الله بالدعاء، لأنه عبادة، وأن يحذره من اتخاذه الدعاء مجرد وسيلة إلى أغراضه
161 الحكمة الرابعة والستون بعد المئة: ((جلّ حكم الأزل أن ينضاف إلى العلل))

161 - بيان أن أفعال الله تعالى ليست خاضعة للعلل والأسباب
163 - هذا الذي ينبه إليه ابن عطاء الله يتمم ما ذكره في الحكمة السابقة
163 - إن قلت: أفليس الدعاء أيضاً سبباً للعطاء، إذن فالدعاء أيضاً يتنافى مع هذا البيان
165 - بقي أن في الناس من يقول: إن القرآن يفيض بالآيات المقرونة بلام التعليل والسببية في بيان أفعال الله تعالى، والجواب عن ذلك مفصلاً
168 الحكمة الخامسة والستون بعد المئة: ((عنايته بك لا لشيء منك، وأين كنت حين واجهتك عنايته؟..))

168 - أيهما تابع للآخر: عناية الله بك هي التابعة لصلاح حالك أم صلاحك هو التابع لعنايته بك؟..
168 - ما يقرره ابن عطاء الله مبعث لبعض المشكلات، ذكرها وبيان الجواب عنها
170 - ولكنك قد تسأل: فلماذا يعلق البيان الإلهي إذن رحمة الله بالإنسان على استقامة سلوكه وعلى صلاح أمره، بيان الجواب عن ذلك
172 - إذا تبينت لك الإجابة عن هذا الإشكال، فلسوف تجد نفسك أمام الجواب المقنع عن السؤال التقليدي القائل: فإذا كان الأمر كذلك، ففيم التكليف إذن؟ وما وجه الثواب للمحسن والعقاب للمسيئ؟
174 - لعلك تقول: فهل كان استكبار المستكبر إلا نتيجة حرمانه من عناية الله ولطفه

  رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2006, 44 : 08 PM   #7
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي

- لعلك تقول: فهل كان استكبار المستكبر إلا نتيجة حرمانه من عناية الله ولطفه
176 الحكمة السادسة والستون بعد المئة: ((علم أن العباد يتشوفون إلى ظهور سر العناية..))

176 - بيان الصلة بين هذه الحكمة والتي قبلها
177 - هل العناية الإلهية منحة يخصُّ بها الله من شاء من عباده؟
178 - أجاب عن هذا السؤال قول الله تعالى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}
179 - هنالك ما يشكل على هذا التقسيم الذي تدل عليه هذه الآية
180 - بقي أنك قد تقول: ولكن الفارق هو الذي يتجلَّى لدى النظر في الآيتين اللتين ذكرهما هنا ابن عطاء الله
183 الحكمة السابعة والستون بعد المئة: ((إلى المشيئة يستند كل شيء، ولا تستند هي إلى شيء))

183 - من أسماء الله ((الصمد)) ومن مستلزماته ثبوت صفة الإرادة التامة له
184 - هذا التعبير ينفي عن أفعال الله التوسط بها إلى أغراض أو أفعال أخرى
185 - مراد ابن عطاء الله من هذه الحكمة التأكيد بأن عناية الله بك هي السبب في توجهك إليه بالطاعات
188 الحكمة الثامنة والستون بعد المئة: ((ربّما دلَّهم الأدب على ترك الطلب..))

188 - ينبغي أن تفهم كلمة ((ربما)) هنا على أنها تعبير عن حالات تمرّ بالصالحين
188 - من ذلك موقف سيدنا إبراهيم يوم وضع في القاذف ليرمى به في النار
189 - ويغلب أن تكون هذه الحال آتية من الحياء منه عز وجل، أو من الثقة بحكمته ورحمته
190 - وواضح أن من شأن هذه الحال أن تقود صاحبها إلى الإكثار من ذكر الله
192 - أما في حالة أخرى، فتستيقظ فيها مشاعر الفاقة والحاجة والعجز التي تقود إلى الدعاء
193 - مثال ذلك دعاء رسول الله يوم بدر على الرغم من علمه بنصر الله له
195 - والخلاصة أن المطلوب من العبد إعلان عبوديته لله، أن يمدّ يد المسألة والدعاء، أو بالاستسلام لقضاء الله
196 - لماذا عبر ابن عطاء الله هنا عن الدعاء بالطلب مع ما قد علمت من الفرق الكبير بينهما؟
198 الحكمة التاسعة والستون بعد المئة: ((إنما يذكَّر من يجوز عليه الإغفال..))

198 - مما لا شك فيه أن الدعاء أن الدعاء لا يجوز أن يكون على سبيل التذكير لله، إذن فعلى أي سبيل يشرع الدعاء؟
199 - ولكن فيم يرى بعض الصالحين أن التوجه إلى الله بالدعاء مظنة اتهام منهم له عز وجل؟
200 - ولكن لا تنس أن هؤلاء الربانيين يتقلبون من هذا الأمر في أحوال كما قلت لك
202 الحكمة الموفية تمام السبعين بعد المئة: ((ورود الفاقات أعياد المريدين))

202 - الفاقة صفة ملازمة للإنسان دائماً أياً كان، ولكن عوارض المصائب تذكر بها
204 - إن ابن عطاء الله يعني أن السالك يرى في المصائب التي يتعرض لها ما يذكره بهويته، وفي ذلك من اللطف بالعبد ما يبعث الفرحة في قلب السالك بهذا البلاء الذي أيقظه من غفلته
205 - وإنما خص ابن عطاء الله هذا الشعور بالسالكين لأن العارفين تستوي لديهم حالات الشدة والرخاء
206 - يدلُّ على ذلك حال عمر يوم سيقت إليه كنوز كسرى وتراكمت أمامه الغنائم
207 الحكمة الحادية والسبعون بعد المئة: ((ربما وجدت من المزيد في الفاقات ما لا تجده في الصوم والصلاة))

207 - الوصول إلى ثمار العبادات يتوقف على التحرر من حظوظ النفس الداعية إليها، أما الفاقات فلا سبيل لحظوظ النفس إليها
209 - ولكن لا يحملنك هذا على الاستهانة بالعبادات، بل إن الفاقات تقود إلى العبادات
209 - بقي أن تعلم أن الذين تجاوزوا مرحلة السلوك لا يصدق عليهم هذا الكلام
210 - فإن قلت فما وجه الحكمة إذن في أن يبتلي الله النخبة الممتازة من عباده بالمصائب، ما دام أن دورها التربوي غير وارد في حقهم
211 الحكمة الثانية والسبعون بعد المئة: ((الفاقات بسط المواهب))

211

  رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2006, 46 : 08 PM   #8
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي

211 - المعنى الإجمالي لهذه الحكمة
212 - لا تحيا العبادات بدون روحها، وإنما روحها التذلل، ولا ينشأ التذلل إلا من ورود الفاقات
213 - من الشواهد على ذلك ما ينسب إلى سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني
214 الحكمة الثالثة والسبعون بعد المئة: ((إن أردت ورود المواهب إليك، صحح الفاقة..))

214 - الإنسان، أياً كان، فقير إلى الله. ولكن في الناس من يتيه عن حقيقة فقره
215 - بيان المعنى المراد بتصحيح الفقر والفاقة
216 - الطغيان المتبجح من مظاهر ضعف الإنسان.. وبيان سبيل التخلص من الطغيان
217 - والواصلون، إنما قطعوا المفاوز التي تبعدهم عن الله بسلوك هذا السبيل
218 - إذا تغلبت عليك غرائزك، فاذكر فاقتك وعجزك، يعصمك ذلك من كل سوء
220 الحكمة الرابعة والسبعون بعد المئة: ((تحقق بأوصافك يمدّك بأوصافه..))

220 - هذه الحكمة تقع من الحكمة السابقة موقع التفصيل بعد الإجمال، وبيان ذلك
221 - لعلك تقول: إنني اليوم غني وقوي، فلست اليوم بحاجة إلى أحد، ولكل حادث حديث
221 - الإنسان أياً كان، فقير في غناه، ضعيف في قوته، ذليل في عزته، وبيان ذلك
224 - قصة لبديع الزمان النورسي، يوم وقع أسيراً في الحرب العالمية الأولى
226 - لعلك تقول: ولكننا ننظر فنجد في المتأبين على واقع عبوديتهم لله من يتمتعون بالعزة والقوة والغنى، مع بيان الجواب مفصلاً
229 الحكمة الخامسة والسبعون بعد المئة: ((ربما رزق الكرامة من لم تكمل له الاستقامة))

229 - المراد بكل من الكرامة والاستقامة
230 - معنى هذه الحكمة أن محبة الله للعبد أسبق من بلوغه في المجاهدة درجة الكمال
231 - وإذا كان الأمر كذلك فاجنح دائماً إلى حسن الظن بعباد الله ما وسعك ذلك
232 - هذا هو المعنى الذي جنح إليه المحققون من شراح هذه الحكمة، ومنهم من فسر الكرامة هنا بالاستدراج
234 الحكمة السادسة والسبعون بعد المئة: ((من علامة إقامة الحق لك في الشيء..))

234 - ما المراد بالشأن الذي أقامك الحق فيه؟
235 - في الشراح من جعل هذه الحكمة مرتبطة بالتي قبلها ففسر الشيء بالكرامة
237 - ولكن الذي يبعد هذا الاحتمال أمران اثنان
239 الحكمة السابعة والسبعون بعد المئة: ((من عبَّر من بساط إحسانه..))

239 - المعنى الإجمالي لهذه الحكمة
241 - كل مؤمن بالله معرض لهاتين الحالتين، ولكل منهما عوامله وأسبابه
243 - لعلك تقول: أفيتأتي التعرض لهاتين الحالتين، للرسل والأنبياء أيضاً؟
245 الحكمة الثامنة والسبعون بعد المئة: ((تسبق أنوار الحكماء أقوالهم..))

245 - ما معنى الحكماء؟
245 - هذه بدء سلسلة من حكم ثمانين يتحدث فيها ابن عطاء الله عن آداب الحوار مع الآخرين
245 و246 - يتمتع الحكماء بلغتين اثنتين أثناء محاورة الآخرين. اللغة الأولى نور يسري من أفئدتهم إلى أفئدة من يتوجهون إليهم بالخطاب، واللغة الثانية الكلام الذي تنطق به ألسنتهم
246 - البرهان الذي يؤيد هذا الكلام
247 - على أن الواقع المشاهد خير دليل، عرض بعض الأمثلة
251 الحكمة التاسعة والسبعون بعد المئة: ((كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز))

251 - هذه الحكمة تأتي بمثابة التعليل للتي قبلها
252 - والإشكال هنا يتمثل في التناقض الذي قد يكون بين اللسان وحديث المشاعر الخفية
252 - حلّ هذا الإشكال يكمن فيما قضى الله به: أن تكون الغلبة للقلب وإن بدا خفياً صامتاً
253 - آية ذلك ما تراه بعينيك وما تتبينه بمشاعرك من سماجة الكلام الذي يخالف حديث القلب
254 - واعلم أن هذا الذي يقرره ابن عطاء الله لا يتعارض مع ما هو ثابت من أن الله ستير يحب الستر
256 الحكمة الموفية تمام الثمانين بعد المئة: ((من أذن له في التعبير فهمت في مسامع الخلق عبارته..))

256 - المراد بالإذن هنا وبيان ضوابطه
257 - ومن النتائج الأولية لانضباط المتكلم بالآداب المطلوبة أن حديثه يلقى من الناس آذاناً صاغية
258 - وربما استشكلت فقلت: فهذا رسول الله، سيد المتمسكين بالآداب المطلوبة، ومع ذلك فقد ظل حشد كبير من المشركين محجوبين عن قبول كلامه.. بيان الجواب عن ذلك
259 - في هذه الحكمة إلماح للمتصوفة الذين يتقلبون في أحوال البقاء والفناء والغيبة والحضور، أن لا يمارسوا أحوالهم إلا تحت سلطان الانفعال القسري
260 - ولعلك تسأل: ففيم يفيض كثير من كتب التصوف بذكر هذه الأحوال وتشفيق الحديث عنها؟
261 - ولعلك تسأل: فما وجه الحاجة إلى هذا الذي تفيض به كتب الشيخ محي الدين بن عربي، وعبد الكريم الجيلي وأمثالهما مما لا يفهمه كثير من العلماء فضلاً عن العوام؟
264 الحكمة الحادية والثمانون بعد المئة: ((ربما برزت الحقائق مكسوفة الأنوار..))

264 - هذه الحكمة تتضمن بياناً لما تحمله الحكمة السابقة من المفهوم المخالف

  رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2006, 50 : 08 PM   #9
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي

264 - هذه الحكمة تتضمن بياناً لما تحمله الحكمة السابقة من المفهوم المخالف
265 - هل في الحقائق الدينية ما هو خاص بأفراد أو بفرد من الناس
265 - الجواب عن هذا السؤال مفصلاً
268 الحكمة الثانية والثمانون بعد المئة: ((عباراتهم إما لفيضان وجد، أو لقصد هداية مريد..))

268 - معنى كل من ((السالك)) و ((الوجد))
268 - قصد ابن عطاء الله بيان الأسباب التي تعتري السالك فتدفع دون اختيار منه إلى البوح بما لم يؤذن له به
270 - غير أن أرباب المكنة يضبطون مشاعرهم ويقيدون ألسنتهم بقيود الشرع
273 الحكمة الثالثة والثمانون بعد المئة: ((العبارات قوت لعائلة المستمعين..))

273 - يلفت ابن عطاء الله النظر هنا إلى الأدب الذي يجب أن يتحلى به السامع، بعد أن تحدث عن الأدب الذي يجب أن يتحلى به المتكلم
274 - واعلم أن من هذا القبيل إقبال كثير من الناس إلى كتب أمثال ابن عربي، والجيلي، والسهروردي، دون احتياج إليها، ودون فهم لكثير مما فيها
275 - أقول: وقد سبق أن أكدت لك أن كتاب الفتوحات لم يخل من دس عبارات باطلة، أقحمت فيه
277 الحكمة الرابعة والثمانون بعد المئة: ((ربما عبَّر عن المقام من استشرف عليه..))

277 - الذين يتحدثون عن هذه المقامات فريقان
278 - ما المراد من هذا الذي ينبه إليه ابن عطاء الله؟ وما الجدوى من بيان ذلك؟
279 - ينبغي أن تعلم أن مراحل السلوك إلى الله، انفعالات وأحوال وجدانية، وليست قواعد علمية نظرية للحفظ والتحدث بها
280 - أمثلة للخلط بين الانفعالات الصادقة، ودعاويها التمثيلية المتكلفة، بما يفيض به واقع هذا العصر
285 الحكمة الخامسة والثمانون بعد المئة: ((لا ينبغي للسالك أن يعبِّر عن وارداته))

285 - المراد بالواردات التجليات الإلهية التي تحمل إلى قلب السالك إلهامات ومعارف لدنية
285 - بيان الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها السالك عندما يكرمه الله بشيء من هذه الواردات
287 - أكثر شيوخ الطرق اليوم، متورطون في هذا الذي يحذرهم منه ابن عطاء الله
287 - ثم إني رأيت الشيخ أحمد زروق يضيف آفة أخرى إلى بوح السالك بوارداته للناس، أقول: والأمر كما قال الشيخ رحمه الله
289 الحكمة السادسة والثمانون بعد المئة: ((لا تمدنّ يدك إلى الأخذ من الخلائق))

289 - كما أن الله أمر ذي القدرات المادية أن يمدوا يد العون إلى المستضعفين، فقد أمر هؤلاء بآداب يجب اتباعها
290 - يشترط ابن عطاء الله لتلقي العطاء من الآخرين شرطين اثنين، بيان كل منهما
291 - فإن استشكلت قائلاً: فلم يوسط الله عباده للعطاء إذا كان المعطي دائماً هو الله؟
293 - فإذا أدرك السالك هذه الحقيقة والتزم بها، فإن عليه أن يراعي الشرط الثاني، وبيانه مفصلاً
296 الحكمة السابعة والثمانون بعد المئة: ((ربما استحيا العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه..))

296 - ((ربما)) تدل هنا على أن ما يذكره ابن عطاء الله من شأن العارفين حال تمرُّ بهم لعوامل عارضة
297 - لعل من المواقف التي انبثقت عن هذه الحال، موقف سيدنا إبراهيم يوم أرادوا أن يزجوا به في النار
298 - ثم إن هذه الحال قد تمر، فتعيقها حالة أخرى هي الاستغراق في مشاعر الافتقار والحاجة
298 - ولقد مرَّ سيدنا إبراهيم بكلا الحالتين
301 الحكمة الثامنة والثمانون بعد المئة: ((إذا التبس عليك أمران فانظر أثقلهما على النفس..))

301 - المراد بالأمرين ما لا يتأتى الجمع بينهما.. والمراد بالنفس تلك التي ما تزال أمارة بالسوء
302 - عرض طائفة من الأمثلة التطبيقية على ذلك
305 - ثم إن هذا هو الميزان الذي ينبغي أن يُتبع عندما لا تستبين أفضلية أحد الأمرين بميزان الشرع، فأما إن كانت دلالة الشرع واضحة فيه، فإن الشرع هو المحكم
306 - بقي أن تعلم أن هذا الميزان الذي يبصرنا به ابن عطاء الله، إنما يخاطب به عامة المسلمين من أمثالنا. فأما الذين أشربت نفوسهم محبة الله، فلا عليهم أن يستجيبوا لرغائبهم، مع الاحتكام دائماً إلى الشرع
306 - ولكن فلتعلم أن خطر انحدار النفس المطمئنة إلى ما كانت عليه من قبل، قائم دائماً

  رد مع اقتباس
قديم 18 / 04 / 2006, 54 : 08 PM   #10
مسلمة عربية 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 22545
+ تاريخ التسجيل » 04 / 02 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 28
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مسلمة عربية غير متواجد حالياً

افتراضي

الحكمة التاسعة والثمانون بعد المئة: ((من علامة اتباع الهوى، المسارعة إلى نوافل الخيرات..))

309 - أمثلة من واقع حال كثير من المسلمين لهذا الذي يقوله ابن عطاء الله
311 - من أهم ما تدل عليه هذه الحكمة أن اتباع الهوى ليس محصوراً في ارتكاب المعاصي، بل كثيراً ما يتمثل في غطاء من الطاعات
312 - علامة ذلك أن لا يراعي صاحب الطاعات في أعماله سلّم الأولويات المرسوم في أحكام الشريعة الإسلامية
314 الحكمة الموفية تمام التسعين بعد المئة: ((قيد الطاعات بأعيان الأوقات، كي لا يمنعك عنها وجود التسويف..))

314 - بيان أنواع الطاعات، والحكمة من تنوعها
315 - بيان وجه الحكمة من تقييد كثير من الطاعات المفروضة بأوقات محددة
315 - بيان وجه الحكمة من عدم تقييد عبادة الحج بميقات معين من عمر الإنسان
317 - غير أن الشارع ترك لك مع تقييد الطاعات بأوقاتها المحددة، فرصة التوسع والاختيار
318 - أما النوافل فقد علمت أن منها ما هو مقيد بأوقات معينة، ومنها ما هو مطلق
319 - أما النفل المطلق فهو معيار مدى محبة العبد لربه، بيان ذلك
320 الحكمة الحادية والتسعون بعد المئة: ((علم قلة نهوض العباد إلى معاملته فأوجب عليهم وجود طاعته..))

320 - الناس من حيث عوامل إقبالهم إلى عبادة الله ثلاثة أقسام
321 - لما كانت نزوات الغريزة هي المتغلبة في مجال السلوك، كان من لطف الله بعباده أن ساقهم إلى سبيل الرشد بعزائم الأحكام
322 - والمقصود أن سلاسل الإيجاب من الله إنما تسوق الإنسان إلى ما فيه خيره وسعادته
323 - والمهم أن سلاسل الإرغام ليست محصورة في الأحكام القسرية، بل قد تتمثل في المصائب والابتلاآت
324 - بيان العبرة التي ينبغي أن نأخذها من هذا الذي يقرره ابن عطاء الله
327 الحكمة الثانية والتسعون بعد المئة: ((أوجب عليك وجود خدمته، وما أوجب عليك إلاّ دخول جنّته..))

328 - إن قلت: فهلا أدخلهم جنته دون أن يحملهم في السبيل إليها هذه التكاليف
329 - في الناس من يسأل: فهلا ترك الله الناس في ظلمات العدم، بدلاً من أن يعرضهم للآفات والابتلاآت؟
330 - المشكل لدى من يتتبّع هذه الأسئلة أنهم يقيسون الخالق على المخلوق في خضوع الثاني للعلل الغائية
331 - فإذا قال السائل: فأنا أسأل عن الحكمة لا عن العلة التي ننزه الله عنها، فلا بد أن نحيله عندئذ إلى قرار الله القاضي بخلق الإنسان وجعله خليفة عنه في الأرض، بيان معنى خلافة الإنسان عن الله
334 الحكمة الثالثة والتسعون بعد المئة: ((من استغرب أن ينقذه الله من شهوته..))

334 - بيان المكيدة التي ينصبها الشيطان في طريق الشاردين الذين يرغبون في الخروج من أودية تيههم
335 - فما الذي يحمي هذا الإنسان من الانخداع بمكيدة الشيطان هذه؟
335 - ينبغي أن يعلم الإنسان أن الله هو الذي أودع في النفس البشرية رغائبها وأهوائها لحكمتين
335 - الحكمة الأولى، تفصيل القول في بيانها
337 - الحكمة الثانية، وتفصيل القول فيها
340 الحكمة الرابعة والتسعون بعد المئة: ((ربما وردت الظلم عليك ليعرِّفك قدر ما منَّ به عليك..))

340 - الآثار التي تخلِّفها ظلمات المعاصي في النفس، تنقسم إلى ثلاثة أقسام، بيان كل منها
341 - وابن عطاء الله إنما يعنيه هنا من هذه الأقسام الثاني والثالث، وفيها ما ينبه العاصي إلى دقيق لطف الله به وعظيم منته عليه.. بيان ذلك مفصلاً
342 - وانظر كم يتجلى اللطف الذي يتحبب الله به إلى العصاة في هذه الآيات التي خاطب الله بها إبليس
345 الحكمة الخامسة والتسعون بعد المئة: ((من لم يعرف قدر النعم بوجودها، عرفها بوجود فقدها..))

345 - بيان المراد بمعرفة قدر النعم
347 - الشأن في الإنسان إذا وفدت إليه النعمة أن يذهب في الاحتفاء بها، مذهباً ينسيه فضل المنعم بها عليه
347 - وذلك هو شأن الأمم والجماعات كما هو شأن الأفراد
349 - بيان العلاج الذي يجعل النعمة تذكر بالمنعم، ومن ثم تزداد إقبالاً ولا تنصرف عن صاحبها
350 أنا الآن أفرح للأمطار السخية التي أكرم الله بها شامنا، والتي أعقبت صلاة الاستسقاء مرتين، فرحتين اثنتين:
351 - بيان كل من هاتين الفرحتين
353 الحكمة السادسة والتسعون بعد المئة: ((لا تدهشك واردات النعم عن القيام بحقوق شكرك..))

353 - قد يخطر في البال أن معنى شكر الله أن يؤدي العبد لربه حقوق نعمه.. ولكن هذا مستحيل لا يبلغه طوق أحد
354

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التحذير من كتاب التنوير في اسقاط التدبير لابن عطاء الله السكندري عادل محمد  نفَحَآت إيمَآنِية 12 26 / 02 / 2008 33 : 12 PM
عطاء وشح..وجِراح عرندس  بوحْ الشعِر والنثر .. 2 25 / 11 / 2002 30 : 04 AM
*-*عطاء الله*-* لجينه  نفَحَآت إيمَآنِية 2 25 / 09 / 2002 45 : 05 PM
أسحبني من تحت غطاء البوح ؟ سحــــا يب  بوحْ الشعِر والنثر .. 15 19 / 06 / 2001 56 : 04 AM


الساعة الآن 28 : 12 AM بتوقيت السعودية


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]