كانت الساعه تشير إلى تمام العاشرة مســــــــــاءً حين عدت إلى المنزل ، كنت منهكــــاً للغاية . . . كيف لا وأنا في مكتبي في الشركة منذ السادسه والنصف صباحا ، إجتماعات . . . مكالمات تلفونيه . . . الرد على رسائل البريد الإليكتروني . . . الإشراف على الإعداد لزيارة مسؤول الإدارة الرفيع المستوى والمرتقبه خلال الأسبوع القادم.
لم أفرغ من هذا كله إلا متأخراً !
دخلت إلى المنزل وقمت بأخذ دش ساخن محاولةً مني للإسترخــــــــــــــــاء وإبعاد التوتر. وما أن فرغت حتى أحسست بجوع شديد جداً تذكرت على إثرهـ بأنني لم أتناول أي وجبه منذ الصباح مكتفياً بأكواب القهوهـ والتي أزالت الشعور بالجوع والرغبه في الأكل.
وعلى صوت زخـــــــــــات المطر
وعلى ضوء الشموع
وصوت الموسيقى الكلاسيكيه الخـــــــــافت
بدأت في تناول وجبتي.
وفجـــــــــــأهـ
أحسست بشيء ساخن يبلل وجهي
يالله ! ! !
لقد بكيت !!!
نعم ذرفت الدموع دون أي قصد مني !
كيف لا وأنا أتناول عشائي بمفردي وزوجتي وإبنتي في جدة وأنا بجازان!
كيف لا والشمع كان هو البديل الوحيد المتوفر بسبب إنقطــــــــاع التيار الكهربائي عن الحي الذي أقطنه بسبب هطول الأمطار الشديد جداً جداً جداً !
كيف لا ومصدر الموسيقى لم يكن التلفزيون أو الديفيدي .... بل مقطوعه مسجله على هاتفي الخلوي !
كيف لا ووجبتي الرئيسيه والوحيدهـ لذلك اليوم كانت " شابورة وقطع من الجبن " !
على ضوء الشموع كتبت يااستاذ محسون..
على ضوء الشموع..
جعل الله لك (أم سيرين) و(سيرين )شموعا دائمه لاتنطفيء تضيء حياتك..
فعلا تتكسر أقلامنا يااستاذ محسون أمام هذه المشاعر..
ويحتار الفكر واللسان في أختيار كلمات تليق بهذا المقام..
لاأجد سوى الصمت ردا على ماكتتب..
لكن أتمنى من الله ان اجد يوما وفي هذا القسم ..
موضوعا تكتبه انت وعلى ضوء تلك الشمعتان الحقيقتان..
شمعتان تغنيانك عن تلك الشموع التي تقطن غرفتك الآن..
لتخبرنا وتثلج صدورنا بخبر عودتك اليهما..