|
بوحْ الشعِر والنثر .. للشعر الفصيح والشعبي والنثر " المنقول " |
|
أدوات الموضوع |
28 / 07 / 2001, 33 : 06 PM | #1 | |||||||
وئامي دائم
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
خلود الثبات ( قصة من واقع الواقع )
خالد ..
خلود الثبات ( قصة من واقع الواقع ) هذه قصة حقيقية لشاب آمن بربه .. وقد أسميناه هنا ( خالد ) كرمزٍ لخلود المعاني والمباديء الجميلة .. سمعتها وهأنذا أصوغها .. خالدٌ .. شابٌ آمن بربه ... وتمسّك بدينه .. في وقتٍ تخلى كثير من الشباب بهذا الدين .. سار في الأرض غريباً .. تحدوه آلامٌ وآمال .. تحدوه آلامُ المسلمين فتأرقه .. ويحدوه الأمل بعودة العزة .. فتفرحه .. طبّق الإسلام في كل حياته .. بقدر إستطاعته .. خلقٌ وإيمان .. حياءٌ وابتسام . تواضعٌ وذلة .. وفخرٌ وعزة . كان مما يعذبه ... ويؤلمه .. تبرج النساء .. فكم اشتكى وبكى .. وكم غض طرفاً وعفى .. جاهد فيه جهاداً عظيما .. والله لايضيع أجر من احسن عملا .. وهو مع هذا يستبعد أن يعيش في بلاد الكفار .. وكيف له بمواجهة السافرات .. وفي وقت من الأوقات .. وتحت ظل ظرف من الظروف .. أضطرّ لإكمال دراسته في دولة غربية كافرة.. أراد أن يتملص منها .. لكن لاجدوى ولافائدة .. *** فحزم حقائبه .. لملمَ أوراقه .. وودع رفقائه .. وقطرات الدمع تندحر على وجنتيه .. لم يكن يعلم أن الزمان سيدور عليه هكذا .. لكنه استجمع قواه .. وشد إخوانه من عزمه .. وانطلق نحو المجهول ... وقبل صعوده سُلم الطائرة .. وبعد أن قبّل رأس أمه وأبيه .. أشخص بصره .. قلبة يمنة ويسرة .. يملئ عينيه وفؤاده من وطن الإسلام .. ويرمق المآذن بعين الحزن والآلام . ركب الطائرة .. إنطلقت .. شقت عباب السماء .. وصلت .. هبطت .. نزل الركاب .. ذهب إلى المكان المعدّ له.. وفي الطريق كان يرى ما يسمع عنه ولم يراه .. غض بصراً .. فهو لم يألف التحرر .. وكف نفساً جموحاً عن كل جاهلٍ ومغرر .. وبعد أن أتم خالدٌ أوراقه .. وانتظم في دراسته ,, كان كالحمل الوديع .. لايرفع رأساً ,, ولا يقلب بصراً .. يذكر الله .. ويستعيذ به من غدرات الزمان .. كان خالد يتحاشى الإحتكاك بأي فتاة .. وهناك الفتاة إن رأت من لايقلب فيها بصره.. ولايبدي نحوها إعجابا .. تشتاط غيظاً وحنقا .. إستمر على هذا .. ويرجو من الله الثبات .. وذات مرة .. كُلّف الطلاب بأن يقوموا ببحثٍ في مادةٍ معينة .. وكانت الخطة أن يشترك طالبين في كل بحث .. فوقع اختيار خالد مع فتاةٍ من أهل تلك البلاد .. تبعثر خالد .. لم يدر مايفعل .. وهو الذي لم يكلم غير ذات محرمٍ له لغير حاجة فكيف بالبحث معها.. حاول الإعتراض .. رفض وحاول .. ولكن .. عبثاً مايقوم به .. فلا جدوى . عاد إلى منزله مهموماً .. ومكدراً مغموما .. قام إلى مصلاة .. رفع يديه.. نحو السماء .. أشخص ببصره .. أراد أن يتمم بالدعاء .. لكن حبسته العبرة .. ولم يدر بما يدعو .. ظل رافعاً يديه .. وقطرات عينيه كحبات الجمان لها حرقة .. ولسان حاله يقول ( ماذا أقول .. وبماذا أشتكي .. وأنت تعلمُ بحالي ,, تعرفُ خافيتي ,, رباه ثباتاً أسألك .. ثباتاً أسألك .. ثباتاً أسألك .. رباه .. لاتتركني وحيدا ..) و في صباح يوم دراسي جديد إنطلق خالدنا إلى مقر دراسته ,, دخل وجلس في الموضع الذي ستجلس معه الفتاة للبدء بالبحث .. جاءت الفتاة بكل زينةٍ وهّاجة .. وكل دلال مبتذل .. فحيت صديقها المطئطىءُ رأسه .. تبادلا الأحاديث الخاصة بالبحث .. وهو لاينظر إليها ..... يبادل معها ألأوراق ,, وهو منصرفٌ عنها ,, تناقشه بصوتها ,, وهويناقشها بصوت المناولة .. طغى على خالد الحياء الذي نشأ عليه .. والذي قد يعتبر عيباً في بلاد هذه الفتاة ,, إستمرت الحاله على هذا الوضع ,, حتى تضايقت الفتاة أيما مضايقة .. ضاقت ذرعاً من تصرفاته الخالية من الذوق .. وزاد حنقها أنه لايبدي إعجاباً بصديقته اللطيفة ,, ففي ظل هذا التعامل الذي رأت فيه جفاءً .. وقسوة .. وتهميشاً لها ، عندها : إنتفضت .. انتفضت وسط جمع الطلاب الباحثين .. واستقرت واقفة لتبدي صرخة الغضب الثائرة.. فقامت : ووجهت الكلام لخالد وقالت : أأنسانٌ أنت أجماد .. ألستُ بإنسانه لكي أستحق معاملة البشر ,, هل هذا هو إسلامكم الذي يحترم المرأة؛ لماذا هذا الظلم ..والإزدراء .. لماذا هذه النظرة الدونية ... ومضت تكيل عليه التهم جزافاً أمام الطلبة .. وتصف دينه بالنقص .. وعندها،، وفي وسط هذه الثورة العارمة على الأخلاق ,, خلع خالد ثوب السكون .. واخترق جداراً طالما احتمى وراءه .. فقاطع بصوت الثبات والشموخ ... وعلى بصوته صوتها .. حتى وجمت وسكتت .. والتفتت إليه ناظرة .. والطلبه شخوصهم عليه .. فقال بنبرة الإعتزاز بدينٍ الحق : أأسلامنا هو الذي أساء للمرأة ..؟!! أأسلامنا هو الذي جعلها مبتذلة ,, ؟!! أأسلامنا الذي جعل لها حرية الجسد ..؟! أأسلامنا الذي جعل لها زوجٌ واحد وعشرة أخلاّء ..؟! أأسلامنا هوالذي شتت الأسرة ..؟! أأسلامنا هو الذي شجع النحور العارية .. والسيقان البادية .. إن أسلامنا قد حمى عرين المرأة .. وحرس فضيلتها .. جعل النفقة علىزوجها .. جعل لها ميراثاً بعد أن لم يكن لها ميراث ,, أسلامنا حرّم الأخدان والعشاق ,, وأجاز النكاح .. أسلامنا فرض عليها حجاباً يحفظها من عيون العابثين .. وشرع لها حشمةً تصونها من إختلاط الفاسقين .. أمر إسلامنا برعاية الأسرة وبنائها لا أن نفككها ونطرد أبنائها .. ثم انحدرت منه كلاماتٍ بصوت أكثر هدوءاً .. لتلامس موات قلبها ... ايتها الفتاة .. إن إسلامي حرّم علي وعلى كل مسلم أن ينظر إلى المرأة بغير وجه حق .. أمرني بأن أغض بصري من كل من لاتحل لي ,, إسلامي حثني على الفضيلة .. وأبعدني عن كل رذيلة .. وهل تعتقدين أن مابك الآن هي السعادة ..؟ لا وربي بل هي الشقاوة والتعاسة .. !! ومضى خالد يبث روح الإسلام في تلك المرأة مبيناً وناصحاً .. مبيناً لها مايصون كرامتها ,, يحفظ عرينها .. فظهر لها من حسن الإسلام مالم تعتقد أنه بهذا السمو .. ولا بهذا الشموخ والعلو .. فما إن فرغ من كلامه إلاّ بكت الفتاة .. وتحادرت منها دموع الندم والأسى على حياتها العابثة ,, وعندها أعلن رغبتها الصادقة بأن تنخرط في صفوف المسلمين ... آيبة إلى شرع الله .. باحثةً عن مايصون لها كرامتها .. ويحفظ عفتها ,,, تاركةً حياة العبث والتحرر المزعوم .. وهذه ثمرةٌ من ثمار الثبات على الحق .. هذا أحبتي بإختصار قصة الخلود والثبات والإعتزاز .. معاني من تمسك بها علا وارتفع برغم الأدعياء .. وبرغم المنهزمين من أبناء الإسلام .. وللأسف أن من يسلم من أبناء الدول الكافرة قد يكونوا متمسكين ومستمسكين بأصول دينهم .. والإعتزاز به أكثر من الذين هم مسلمون بالوراثة ،، لكنه ألإيمان إذا خالط باشته القلوب .. ولكن ...هل لنا بخالدٍ وخالدةٍ أُخر .. نعم .. |
|||||||
إذا محاسني الّلاتي أُدلُّ بها # كانت ذنوباً ، فقل لي : كيف أعتذرُ
|
||||||||
28 / 07 / 2001, 59 : 11 PM | #2 | |||||||
سفير الوئام
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
البتار جزاك الله خير قصة مؤثرة نسال الله ان يرزقنا بخوالد تحياتي |
|||||||
في عيني اليمنى من الورد بستان
|
||||||||
29 / 07 / 2001, 57 : 12 AM | #3 | |||||||
عضو شرف
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
مرحبا000البتار
قصه مؤثره هكذا يجب ان يكون شبابنا نمودج صحيح للأسلام اثابك الله خير تقبل تقديري000بـ الماس ـريق |
|||||||
تحياتي...
|
||||||||
01 / 08 / 2001, 09 : 08 AM | #4 | |||||||
سفير الوئام
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
البتـّار ... بارك الله فيـك
تعجز ألسنتنا عن تثمين ما تنثره لنـاه في هذا المنتدى ... ضالتك ... أن تعم الفائـدة المرجـوة على القاريء ... وأن تذكي في القلوب مشاعر خملت ... أثابك الله ... وجعل مشاركاتك في ميزان أعمالك ... ثبت الله خالد على درب التقى والعفاف ... ورزقنا الله أمثاله آلاف وآلاف ... اقبل كل الحب والتقديـر أيها البتـّار ,.., |
|||||||
|
||||||||
01 / 08 / 2001, 20 : 11 AM | #5 | |||||||
وئامي دائم
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
الله يخليك يالراسي .. وأعتقد إن الفائدة ليست مرادي لوحد فقط .. بل أعتقد أنه مرادٌ للجميع .. ولكلٍ أسلوبه .. وننتظر منك المزيد .. |
|||||||
إذا محاسني الّلاتي أُدلُّ بها # كانت ذنوباً ، فقل لي : كيف أعتذرُ
|
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أسباب الثبات على التوبة والهداية | أذكر الله | || اوْرآق مُلَوَنة .. | 2 | 11 / 05 / 2014 25 : 02 PM |
الثبات عند المُلِمَّات | bellegosse | التسجيلات الاسلاميه | 1 | 23 / 06 / 2010 58 : 03 AM |
وسائل الثبات في الزمن الصعب | ملكة الاحساس | نفَحَآت إيمَآنِية | 5 | 18 / 04 / 2010 04 : 11 PM |
خلني ابكي واسولف لين أكمل لك عنايه ** خلني اشكي بكيفي لين ينباح الكنيني | سديم | بوحْ الشعِر والنثر .. | 8 | 08 / 12 / 2007 28 : 01 AM |
من وسائل الثبات على دين الله | طالب العلم | نفَحَآت إيمَآنِية | 2 | 17 / 09 / 2002 02 : 10 PM |