عيد بأي حال عدت يا عيد .. بأمر امضى أم بأمر فيك تجديد ..
بأحزانك وآلامك عدت لنا .. أم عدت لتبلسمها بألم جديد ..
عاد العيد علينا .. وقربت أيامه .. ولكن ما هذا العيد من دون أحبتنا ..
كيف يكون له طعم دونهم .. دوم من عاشوا في قلوبنا وأفئدتنا .. آآآه يا عيد ..
أأخذت واكتفيت أم ستأخذ أيضا .. أيها الموت المبجل ..
(( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ))
لا اعتراض على حكمك وقضائك يا رب العالمين ..
تقترب أيام العيد منا .. ويزيد حزننا ألما .. وتموج مشاعرنا وتغلف بالدموع .. أيها الحزن الكبير
أيها القاضي العظيم ..
أتعبتنا .. أذللتنا .. اشتققت بقايا فرحنا من قلوبنا .. مسحت الابتسامة من على شفاهنا ..
(( كــبار ))
كبرنا على أيديهم .. وكانوا معنا طيلة حياتنا .. والآن نعيش غير أيامهم .. نذكرهم ولكنهم غير موجودين معنا ..
كبرنا وكبر همنا وحزننا .. وقد بدأ منذ زمن بفراقهم ..
كبرنا وبقي في قلوبنا ذلك الطفل الصغير الذي يريد أحبته .. يبكي ولكن بلا دموع .. بلا ملامح حزن ..
تبكى قلوبنا .. فقد ألمها مر فراقهم .. وصعب علينا ملامسة هذا الواقع .. بأنهم غير موجودين ..
فهم فالقلوب والعقول ... كل ليله .. في ليلنا ونهارنا .. تمر الذكريات .. فنراهم ... ولكن أين هم الآن عنا ..
نرى ما مضى من أيامنا الجميلة معهم .. نرى حنانهم وعطفهم .. نرى مآزرتهم .. ووقوفهم بجانبنا ..
أياليتنا كنا صغار ولم نكبر ..
.. ولم نعرف من هذه الدنيا مرها .. ففراقهم صعب علينا .. والحزن بعدهم مرسوم بطريقنا ..
لكن كلما تحاشيناه رجع إلينا بذكراهم المألمه .. بآخر موقف لهم رأيناهم فيه ..
عندما حظرهم المبجل ..
والآن أيضا تكرره هذه الزيارة .. فإلى الآن وهذا المبجل يأخذ منا أحبتنا..
((( كفانا .. اكتفينا )))
كفانا أيها المبجل حزنا .. اكتفينا بما فينا من حرارة الشوق الملهب ..
كل من فقد أعزائه .. يلهج قلبه ويصرخ .. اكتفينا .. إياها المبجل العظيم ..
أنت عبد من أمرك .. ربي لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ..
هذا ما لهج به لساني ولسان من فقد قلبه وفؤاده ..
(( حااارَ الفرح ))َ
ماذا نقول أو لمن .. أين ومن .. كان هذا الفرح يملئ الثنايا عندما نكون في أوج احتفالنا بشيء مميز ..
كعيدنا المجيد .. كأفراحنا التي ذهبت .. وذهبوا معها ..
حار الفرح أين يطأ ففي كل جنبه من جنبات قلبنا حزن عميق .. أين مكانه .. أين يرتكز .. أو أين يأمر بإنزال بضائع الفرح ؟؟؟؟
لقي فيها شقوقا وانكسارات ..
عدت ..
وبأي حال عدت ..
أعدت بعد إن غممتنا .. أم تريد أن تلهب قولبنا بعد إذ هدأت وتناست ..
أعدت مقلبا للأحزان أم مزيلا للآلام ..
(( قبلة حمراء ))
كان في أول يوم عيد وفي صباحه .. بعدما يذهب الجميع للتجهز .. نجتمع في صالة بيتنا ..
جميعنا .. ونبدأ بالسلام على بعضنا ونهنئي بعضنا .. وكنت ابدأ بأبي .. ولكن عندما يرانا نحن الفتيات نقترب منه .. يقول (( لا تبوسون راسي بتوصخون الغتره باللي حاطينه على حلوجكم .. ))
كنا نضحك لهذا القول و نقبله على خديه ونكتفي بذلك ..
ولكن أي الخدود الآن نقبل ..؟؟
أخدود الجدار نقبل ..؟؟
على من نسلم ؟؟ على بعضنا ونحن مغبونون ؟؟ كيف ستمر هذه الأيام .. كيف سيمر ذلك الصباح ..
أسيمر من دون دموع..
وإن تكلمت عن نفسي .. فإلى الآن لا استطيع كتم بوح عيني ..
أبي حبيبي رحـــــمك الله ..
اعلم إن كلماتي ستأثر في كل من فقد غاليا على قلبه .. فهو يحس بالألم المعتصر الذي يحبس بين أضلاعه ..
ويحس بالألم المحزن عندما يرى بعض هذه الأضلاع قد تكسرت وهو لا يدري .. من كسرها أم كيف تكسرت ..
أو لماذا ..
أخواتي \ إخوتي ..
بما أنه قد قربت أيام العيد منا .. ونحن في أيام مباركه ..
فلنذكر موتانا حتى ولو بنصف جزء .. أو بدعاء لا يتعدى الخمسة اسطر ..
هم الآن بحاجة إلى دعائنا .. حتى ولو كانوا تحت التراب ..
قال عليه الصلاة والسلام ...ينقطع عمل ابن آدم عند موته إلا من ثلاث صدقة جارية علم ينتفع به وولد صالح يدعو له ..
فبروهم بعد موتهم إذا كانوا احدى أبويكم .. ليبروكم ابنائكم ..
وإذا كانوا أعزاء على قلوبكم .. فلا تبخلوا عليهم بهذه الكلمات البسيطة ..
فكلنا محتاجون .. نحن وهم ..
أختكم \ حـــــور